يُعتبر العالم إدوارد ثورندايك من أبرز العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تميز بتخصصه في دراسة علم النفس، وقد شهدت شهرته انطلاقتها في بداية القرن العشرين.
قام ثورندايك بدور محوري في تطوير وتحديث الأنظمة التعليمية الحكومية في أمريكا، من خلال نظرية التعلم التي تربط سلوك الأفراد بالأحداث التي مروا بها في حياتهم السابقة.
إدوارد ثورندايك وحياته
وُلد العالم إدوارد ثورندايك في الثالث عشر من أغسطس عام 1874 في مدينة ويليامسبورغ. حصل على شهادته في علم النفس من جامعة ويسليان، كما أنه:
- أتم دراساته العليا في جامعة هارفارد المرموقة.
- نال شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وتزوج من إليزابيث مولتون عام 2003، ليؤسس عائلة سعيدة.
- ركز ثورندايك خلال فترة تعليمه على تقييم التعليم واختبارات الذكاء والفهم.
- حصل على وظيفته الأولى في جامعة وسترن ريسرف، حيث عمل كمعلم لمدة عام واحد فقط.
- انضم إلى جامعة كولومبيا كأحد الأعضاء بعد حصوله على وظيفة فيها، والتحق بجماعة المعلمين عام 1899.
- أنهى مسيرته المهنية وتقاعد عام 1940، حيث تولى منصب رئيس الجامعة الأمريكية.
نظرية ثورندايك في التعليم
طوّر ثورندايك العديد من النظريات التي تعكس رؤيته للتعليم في عصره الحالي، ومن بينها:
النظرية الترابطية
- كان ثورندايك خبيرًا في علم النفس والسلوكيات الإنسانية، وأجرى العديد من التجارب التي أثبتت أن التعلم يحدث عبر الملاحظة والتجربة.
- نجح في تحديث المناهج التجريبية، موضحًا أن التعليم يحدث من خلال التجارب، الأخطاء، والملاحظة.
- استندت نظريته إلى أربعة عوامل أساسية تشدد على ضرورة وجود الدوافع والمحفزات أثناء التعلم لضمان الاستمرارية وتحقيق النتائج المرجوة.
- يرتبط الربط بين الأسباب والنتائج بتحقيق الأهداف والطموحات بشكل ناجح.
- كما أن الإنسان يستطيع التعلم والاستفادة من تجاربه السابقة.
- فهم الذكاء والقدرات يرتبط بالاستجابات والتجارب التعلمية التي يمر بها الفرد على مر الزمن.
قوانين تفسير النظرية الترابطية
تنتج عن نظرية ثورندايك الترابطية ثلاثة قوانين رئيسية تشمل قانون الأثر، قانون الاستعداد، وقانون التدريب، حيث:
- قانون الأثر يوضح العلاقة بين السلوكيات والنتائج التي تترتب عليها، مما يسهل استخدام النظرية في تعديل سلوكيات الأفراد.
- هذا يعني أن الاستجابات السلوكية تؤثر في كيفية تصرف الأفراد في المستقبل.
- السلوكيات التي تسفر عن نتائج إيجابية تكون مفضلة للتكرار مستقبلاً، بينما يُفضل تجنب السلوكيات السلبية بعد التعلم من التجربة.
- ثُورندايك افترض أن التعليم ينجم عن اختلافات السلوكيات البشرية كنتيجة طبيعية للعواقب التي يتعرض لها الأفراد.
- كما أكد على أن الآثار يمكن ملاحظتها بسهولة وتتميز بتطبيقها على مجالات متعددة من الحياة.
- يعتبر ثورندايك أن العملية التعليمية تتطور تدريجيًا وتزداد كفاءة مع الاستمرار فيها، وهذا ما يُعرف بقانون الاستخدام؛ بينما يؤدي إهمال التعلم إلى انخفاض أهميته وهو ما يعرف بقانون الإهمال.
- تشمل القوانين المتعلقة بالاستعمال والإهمال جزءاً من قانون التدريب الذي يؤكد على أهمية الممارسة المستمرة للتعلم، مما يسهم في تطوير القدرات العقلية والتعلم من الدروس الحياتية.
- كما أن قانون الاستعداد يشير إلى قدرة الإنسان على تنمية قدراته التعليمية عند وجود أهداف واضحة يسعى لتحقيقها.
قوانين ثورندايك الثانوية
أسهم ثورندايك في تقديم مجموعة من القوانين التي تساعد في مواجهة العقبات وتوفير حلول فعالة، والتي تتضمن:
- قانون الاستجابة المتعددة، الذي ينص على ضرورة المحاولة المتكررة لتحقيق نتائج متنوعة تنتهي إلى نجاح مضمون.
- قانون المنظومة يعكس تأثير ميول وأفكار المتعلم على نتائج التعلم واستجاباته، ما يُفضي إلى تباين النتائج بين الأفراد.
- قانون الاستجابة بالمماثلة يُظهِر أن الأفراد يعتمدون على تجاربهم السابقة في استجابتهم لمواقف جديدة.
- قانون العناصر المنتشرة يشير إلى ميل الأفراد إلى تفضيل العناصر المعروفة والتفاعلات ذات الأهمية، مع إهمال العناصر النادرة.
- قانون نقل الارتباط يدلل على إمكانية تغير الاستجابات بحسب العوامل المحفزة والدوافع المختلفة.
نقد نظريات ثورندايك
واجهت نظريات ثورندايك بعض الانتقادات المرتبطة بتفسيره للسلوك، نتيجة لنقص في الأسلوب العلمي الذي اتبعه، وأبرز هذه الانتقادات تشمل:
- تقيد ثورندايك في تفسير سلوك الإنسان بعامل واحد وهو الاستجابة، متجاهلاً تأثير العوامل الأخرى مثل الدوافع.
- نقد النظرية التي تركز على الاستجابة فقط، بحيث تتجاهل دور العقل في توجيه السلوك وفقًا للمواقف المختلفة.
- اعتقد ثورندايك أن الاستجابات يجب أن تكون مرئية وسهلة القياس بشكل مباشر.