تعتبر أمراض المناعة الذاتية واحدة من أخطر الأمراض الشائعة في الوقت الراهن. الأسباب الدافعة لهذه الأمراض غالبًا ما تكون غير واضحة، ومن بين هذه الأمراض يعد مرض الذئبة الحمراء من أخطر الأنواع، وسنسلط الضوء في هذا المقال على الذئبة الحمراء الجهازية.
ما هي الذئبة الحمامية الجهازية؟
تعد الذئبة الحمامية الجهازية مرضاً ينتمي إلى فئة الأمراض المناعية الذاتية، حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة خلايا الجسم، مما يؤدي إلى التهاب أو تلف الخلايا. يعتبر هذا المرض مزمنًا، حيث يمكن أن يؤثر على عدة أعضاء في الجسم، وهو يتميز بالتفاوت بين فترات النشاط والخمول.
النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث تتراوح فترة ظهور الأعراض بين سن الخامسة عشرة والخامسة والأربعين، وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة خلال هذه المرحلة تتراوح بين 70% إلى 90% من إجمالي الإصابات.
أسباب ظهور مرض الذئبة الحمراء الجهازية
يظهر مرض الذئبة الحمراء نتيجة استجابة غير طبيعية لعوامل بيئية، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية وأيضًا بسبب العدوى أو تناول بعض الأدوية. ويحدث ذلك في الأفراد الذين يمتلكون استعدادًا وراثيًا لهذه الاستجابة. ومع تطور الحالة، تتشكل أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم مما يؤدي إلى التهاب أو تلف.
الأعراض والعلامات التي تشير إلى الإصابة بالذئبة الحمراء الجهازية
يؤثر المرض على أجهزة متعددة في الجسم، مما يجعل الأعراض والعلامات تتنوع وفقًا لحالة المريض وأسلوب حياته ومكان الإصابة. يمكن تصنيف الأعراض كما يلي:
أعراض وعلامات مرضية بارزة
وتتضمن آلام التهاب المفاصل، طفح جلدي في الوجه والجسم، التهاب الأغشية المحيطة بالرئتين والقلب، بالإضافة إلى مشكلات صحية متعلقة بالكلى وإصابات تتعلق بالجهاز العصبي المركزي. قد تختلف الأعراض من مريض لآخر، فتظهر أحيانًا بشكل مفاجئ مع ارتفاع درجات الحرارة أو آلام وتشنجات في المفاصل، حيث تتفاوت قوة الأعراض بين شديدة وخفيفة.
أعراض متعلقة بالمفاصل
تشمل آلام متفاوتة حتى التهابات حادة في مختلف المفاصل. تعتبر هذه الأعراض من الأكثر شيوعًا، ورغم أنها قد تكون غير مدمرة للمفاصل، إلا أنه إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح، قد تؤدي مع مرور الوقت إلى تشوهات.
أعراض وعلامات خاصة بالجلد
تختلف الأعراض حسب النوع:
- الذئبة الحمراء الجهازية الحادة تؤدي إلى ظهور طفح جلدي على الخدين والأنف على هيئة فراشة بلون أحمر أو وردي.
- النوع تحت الحاد يظهر طفح جلدي سطحي، يجف ويظهر في شكل دائري، ولا يقتصر على مكان معين، مما يسبب آثارًا خطيرة.
- النوع المزمن، المعروف بالذئبة المستديرة، يظهر كطفح على هيئة أقراص، ويكون عادة على الخد والأنف، وأحيانًا على الأماكن الأخرى مثل الظهر أو فروة الرأس، مما قد يؤدي إلى فقدان الشعر في موضع الإصابة.
توجد نصائح للمصابين لتحسين حالتهم، مثل تجنب التعرض لأشعة الشمس وارتداء ملابس واقية، واستخدام كريم الشمس قبل الخروج.
أعراض وعلامات خاصة بالقلب والرئتين
تشمل التهاب الرئتين والارتشاح. وفي حال تم إهمال العلاج، قد تحدث مضاعفات، منها نزيف داخلي أو جلطات.
أما بالنسبة للقلب، فقد تواجه التهابًا في غشائه المحيط، مما يؤدي إلى ارتشاح أو تضخم في عضلة القلب.
أعراض خاصة بالغدد الليمفاوية والطحال
قد يعاني البعض من التهاب عام في الغدد الليمفاوية، وتزداد فرص إصابة الأطفال بتضخم الطحال مقارنة بالبالغين.
أعراض وعلامات تتعلق بالجهاز العصبي
قد تظهر الأعراض في حالة إصابة جزء من الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي، وتكون شائعة مثل نقص الإدراك والصداع المزمن، وكذلك قد يحدث تدفق ضعيف في الدورة الدموية أو نزيف داخلي في المخ.
أعراض خاصة بالكليتين
قد تظهر الأعراض فجأة وقد تكون بسيطة أو قوية، وتشمل وجود كمية كبيرة من البروتين في البول وتجمع السوائل في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفي حالات أسوأ قد يحدث الفشل الكلوي.
أعراض تتعلق بالدم
تشير إلى نقص عدد كريات الدم بأنواعها المختلفة.
أعراض تتعلق بالجهاز الهضمي
تتضمن الألم في البطن والشعور بالغثيان وميل للقيء نتيجة حركة الأمعاء المضطربة.
أعراض مرضية أثناء الحمل
يمكن أن تزيد فرص التعرض للإجهاض، وخاصةً في بداية أو نهاية الحمل، بينما قد يستمر الحمل بنجاح إذا كان المرض خاملاً أثناء تلك الفترة.
التشخيص
يعتمد تشخيص المرض على العلامات السريرية والفحوص الطبية، حيث توجد معايير خاصة يستخدمها الطبيب لتحديد نوع المرض.
العلاج
- يجب تجنب التعرض لأشعة الشمس، والتأكد من استخدام دهانات واقية.
- يُعتبر الأسبرين مهمًا للوقاية من الجلطات.
- تستخدم العلاجات المضادة للملاريا مثل الهيدروكسى كلوروكين لتقليل التهابات الأنسجة.
- تستخدم مركبات الكورتيزون وغيرها لتقليل نشاط الجهاز المناعي.