أمراض الغدة الكظرية وأسبابها وعلاجها

أمراض الغدة الكظرية

تتعدد الأمراض التي تصيب الغدة الكظرية، والتي تعرف أيضًا بالكظرتين أو الغدد فوق الكلوية (بالإنجليزية: Adrenal glands). تحتوي جسم الإنسان على غدتين كظريتين، وفيما يلي أبرز هذه الأمراض:

أورام الغدة الكظرية الأولية

تُعد أورام الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal gland tumors) عبارة عن تغييرات في طبيعة ونمو الخلايا السليمة في الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى تكوين كتلة غير مسيطر عليها من قبل الجسم. قد تكون هذه الأورام سرطانية خبيثة، ذات قدرة على النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، أو قد تكون حميدة، تنمو دون أن تنتشر. يمكن تصنيف الأورام بناءً على قدرتها على إنتاج هرمونات الغدة الكظرية، حيث يُطلق على الورم النشيط الذي ينتج هرمونات الغدة الكظرية اسم الورم الفعال (بالإنجليزية: Functioning tumor)، بينما الورم الذي لا ينتج الهرمونات يسمى الورم غير الفعال (بالإنجليزية: Nonfunctioning tumor).

يجدر بالذكر أن أورام الغدة الكظرية تُصنف أيضاً حسب منشأها، حيث يمكن أن تكون أولية أو ثانوية. الأورام الأولية تنشأ في الغدة الكظرية، بينما الثانوية تبدأ في مناطق أخرى مثل الرئتين ثم تنتشر إلى الغدة. وفيما يلي بعض أنواع الأورام الأولية:

  • الأورام الحميدة الغدية (بالإنجليزية: Adenoma): تصيب قشرة الغدة الكظرية، عادة ما تكون غير فعالة ولا تسبب أي أعراض، وتمثل أكثر أنواع الأورام الحميدة شيوعًا، وقد لا تحتاج إلى علاج إذا كان حجمها صغيرًا.
  • سرطان قشرة الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenocortical carcinoma): ورم نادر تبدأ في القشرة، ويمكن أن يكون فعّالًا أو غير فعّال، ويُعتبر من أكثر أنواع سرطانات الغدة الكظرية شيوعًا.
  • ورم القواتم (بالإنجليزية: Pheochromocytomas): ورم نادر وغالبًا ما يكون حميدًا، يصيب عادة أحد الكظرتين، ويُعتبر ورمًا فعالًا يسبب زيادة في إنتاج الهرمونات التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. إذا تُرك بدون علاج، فقد يُسبب ضررًا جسيمًا على الجسم.
  • الورم الأرومي العصبي (بالإنجليزية: Neuroblastoma): ورم خبيث وغير ناضج ينشأ عادة من الغدة الكظرية أو من أماكن أخرى مثل الصدر أو العنق. يُعد أكثر شيوعًا بين الأطفال، ويتم تشخيصه عن طريق أخذ خزعة.
  • ورم الغدة الكظرية العرضي (بالإنجليزية: Adrenal Incidentaloma): ورم يُكتشف صدفة خلال تصوير بدني لأسباب أخرى، ورغم أنه قد لا يظهر أعراضًا، إلا أنه قد يتطلب متابعة طبية.

تضخم الغدة الكظرية الخَلقي

يمثل تضخم الغدة الكظرية الخلقي (بالإنجليزية: Congenital adrenal hyperplasia) مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تصيب الغدة الكظرية. يحدث بسبب نقص إنزيمات ضرورية لإنتاج الهرمونات، مما يؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم. بالرغم من عدم وجود علاج نهائي، فإن المريض يمكنه العيش بحياة طبيعية باستخدام أدوية معينة. تختلف الأعراض من شخص لآخر بناءً على نوع الجين المتأثر وحدّة نقص الإنزيم. يُقسم هذا المرض إلى نوعين رئيسيين: التقليدي (بالإنجليزية: Classic) وغير التقليدي (بالإنجليزية: Nonclassic). عادةً ما يُكتشف النوع التقليدي بعد فترة قصيرة من الولادة، بينما قد لا تظهر أعراض النوع غير التقليدي إلا في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

ورم الغدة النخامية

الغدة النخامية غدة صغيرة تقع في قاعدة الدماغ، تُفرز هرمونات تنظم وظائف الغدد الأخرى كالغدة الكظرية. تشمل هرمونات النخامية الهرمون المنشط لقشرة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic hormone) الذي يُحفّز إفراز هرمونات الغدة الكظرية. قد تظهر أورام في الغدة النخامية، وغالبًا ما تكون حميدة، وبعضها قد يكون غير فعال بينما يُسبب البعض الآخر فرط إنتاج الهرمونات.

متلازمة كوشينغ

تعرف متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing syndrome) بأنها مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية الناتجة عن ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول لفترات طويلة. يُنتج الكورتيزول من قشرة الغدة الكظرية، ويساعد في تنظيم ضغط الدم وصحة القلب، بالإضافة إلى دوره في تحويل المواد الغذائية إلى طاقة. قد تحدث المتلازمة نتيجة عوامل خارجية، وغالبًا ما تكون بسبب تناول أدوية مشابهة للكورتيزول. تحدث حالة أخرى لمتلازمة كوشينغ بسبب أورام حميدة تزيد من إفراز الهرمونات.

يمكن أن تظهر على المريض علامات واضحة مثل البقع الجلدية ذات اللون الأرجواني، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام.

قصور الغدة الكظرية

يستند قصور الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Insufficiency) إلى عدم إنتاج الغدة الكظرية ما يكفي من الهرمونات اللازمة للجسم، ويقسم إلى ثلاثة أنواع: الأولي والثانوي والثالثي. يتميز الأولي، أو ما يُعرف بمرض أديسون (Addison’s disease)، بتلف الغدة نتيجة لعدة عوامل، بينما يكمن الثانية في عدم إشارة الغدة النخامية بشكل سليم، وتزايد سيعكس القصور الثالثي نتيجة اضطرابات غدة تحت المهاد.

  • القصور الكظري الأولي: يتسبب في عدم قدرة الغدة الكظرية على إنتاج الكورتيزول والألدوستيرون، نتيجة للتأثير المناعي.
  • القصور الكظري الثانوي: ينتج بسبب عدم قدرة الغدة النخامية على إشارة الغدد بشكل سليم.
  • القصور الكظري الثالثي: يرتبط بعدم قدرة الغدة تحت المهاد على إفراز الهرمون المطلق لموجهة قشرة الكظر.

فرط الألدوستيرونية

يُعرف فرط الألدوستيرونية (بالإنجليزية: Hyperaldosteronism) بأنه حالة تتميز بارتفاع مستويات هرمون الألدوستيرون، نتيجة لورم في الغدة الكظرية أو عوامل أخرى. يتحكم الألدوستيرون بمستويات الصوديوم والبوتاسيوم، وارتفاعه يؤثر بشكل سلبي على صحة الجسم.

نزيف الغدة الكظرية

قد يشير نزيف الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal hemorrhage) إلى حالات إصابية أو حالات غير مرتبطة بالإصابة، قد يكون أحادي أو ثنائي الجانب. النزيف الثنائي في العادة يتطلب رعاية طبية فورية.

معلومات حول الغدة الكظرية

تعمل الغدتان الكظريتان كجزء من الجهاز الهرموني في الجسم، حيث تقع كل منهما فوق الكلية. تفرز هاتان الغدتان هرمونات عدة تؤثر في عمليات حيوية مختلفة، وتنقسم إلى قشرة كظرية ومخ الغدة الكظرية، حيث تفرز كل منطقة هرمونات خاصة بها تساهم في توازن الجسم.
للمزيد من المعلومات حول هرمونات الغدة الكظرية، يُمكن الاطلاع على المقالات المختصة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *