أبرز كتب السير الذاتية باللغة العربية
تعتبر كتب السير الذاتية كنزًا ثمينًا يتركه المؤلفون كإرث عظيم، إذ تحتوي على مجموعة غنية من التجارب واللحظات والمشاعر. ومن أبرز هذه الكتب نجد:
غربة الراعي
يعد كتاب “غربة الراعي” للمؤلف إحسان عباس، الذي صدر عام 1996، عملاً يسرد فيه تجربته الشخصية على مدار 274 صفحة. يتحدث الكاتب، الذي شغل أيضًا منصب ناقد ومؤرخ، عن أحداث حياته في مرحلة متقدمة من عمره. في بداية سيرته، يشير عباس إلى عدم وجود محطات بارزة أو مناصب رفيعة كان يمكن أن تدفعه لبدء كتابة سيرته الذاتية.
هذا ما جعله ينتظر لفترة طويلة قبل أن يقرر كتابة هذا العمل، مستندًا إلى سعيه المستمر وراء المعرفة والعلم، مما دفعه لمواجهة حياته الغنية بالتجارب. ويتناول إحسان مختلف جوانب حياته، بدءًا من طفولته ونشأته، مرورًا بزواجه وعمله، بالإضافة إلى العديد من الأحداث الأخرى.
ألف إحسان عباس العديد من الكتب، وحقق إنجازات بارزة في مجالات متعددة، كما عمل كمدرس ومحاضر في الجامعات. بأسلوب ساده وواضح، ينقل الكاتب أفكاره وتجربته دون تعقيد، مع المركز على أن يفهم القارئ حياته بشكل جيد من خلال سرد الأحداث بشكل صادق، بدلاً من تزيينها.
في ختام الكتاب، يعبر إحسان عن غربته، ما أسماه “غربة الراعي”، حيث يجد نفسه مؤلمًا في مرحلة الشيخوخة والمرض، ليكتشف مشاعر الخذلان والضعف، وهو يتأمل بين مفترق الحياة والموت.
رحلة جبلية رحلة صعبة
المؤلفة فدوى طوقان تقدم من خلال كتابها “رحلة جبلية رحلة صعبة”، الذي صدر في عام 1985، قصة كفاحها الشخصي في الجزء الأول من سيرتها الذاتية، الذي يتكون من 239 صفحة. في هذا الكتاب، تسلط فدوى الضوء على الظلم والظلال التي واجهتها منذ طفولتها، حيث لم تكن بداية حياتها سهلة، إذ حاولت والدتها الإجهاض عدة مرات خلال فترة الحمل بها.
لكن روحها العزيمة جعلتها تتجاوز هذه المحاولات، ورغم عدم معرفتها بتاريخ ميلادها بسبب حالة والدتها الصحية، كانت فدوى تبحث عن الحب والاهتمام. لذا، كانت رحلتها مليئة بالتحديات، لكنها واجهتها بإرادة صلبة.
أما الجزء الثاني من سيرتها الذاتية، فقد صدر في عام 1993 ويحمل عنوان “الرحلة الأصعب”، ويتناول 204 صفحات. تتحدث فدوى في هذا الجزء عن حياتها بعد الاحتلال للأراضي الفلسطينية، محاولة وصف الأحداث وتقديم الحقائق التاريخية الخاصة بتلك الفترة.
يشتمل الكتاب على تفاصيل لقائها مع جمال عبد الناصر، بالإضافة إلى علاقاتها الأدبية مع العديد من الشعراء والكتّاب مثل سميح القاسم ومحمود درويش. كما يتضمن مجموعة من القصائد التي كتبتها فدوى، لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، بأسلوب سردي بسيط وعمق متقن.