الجودة الشاملة
يُستخدم مصطلح الجودة الشاملة بشكل متكرر عند مناقشة أداء المؤسسات والشركات التجارية. تسعى كل شركة ناجحة إلى التطور والتميز من خلال تطبيق مفهوم الجودة الشاملة بهدف تحقيق النجاح في نشاطاتها. ولكن، ما هو مفهوم الجودة الشاملة، وما هي أهميته بالنسبة للشركات؟
أهمية الجودة الشاملة
تُعرّف الجودة الشاملة على أنها سياسة إدارية شاملة تتبناها المؤسسات، وتتضمن مجموعة من الخطوات والإجراءات التي تهدف إلى تحقيق مستوى معين من الإنتاجية، مما يُحقق الرضا الكامل للشركة والعميل على السواء. وتكمن أهمية جودة الشاملة في عدة جوانب نذكر منها:
- ضمان الحصول على مخرجات تُرضي العملاء والمستفيدين باستمرار. تُعتبر رضا العملاء والمستفيدين في مقدمة أولويات الشركات والمؤسسات. عندما يتحقق هذا الرضا، تستمر العمليات التجارية والإنتاجية. هناك طرق عدة لضمان تحقيق رضا العملاء، منها استخدام استبيانات لفهم توجهاتهم ورغباتهم، بالإضافة إلى التغذية الراجعة التي تسهم في معرفة آراء العملاء حول المنتجات، مع الأخذ بعين الاعتبار اقتراحاتهم لتحسين الجودة، وبالتالي تلبية تلك الرغبات قدر الإمكان.
- تقليل التكاليف والنفقات. عند تطبيق مفهوم الجودة الشاملة، تعتمد الشركات معايير معينة في العمل تسهم في تقليل الاعتماد على العمالة الزائدة واستخدام مواد أولية بأسعار منافسة، مما يُساهم في تخفيض النفقات.
- تقليل الوقت المستغرق لإنجاز المهام المختلفة. يتيح مفهوم الجودة الشاملة للشركات استخدام أساليب وطرق تجعل من إنجاز الأعمال يتم بشكل أسرع وأقل وقتًا، مما يُعزز فعالية الإنتاج ويحسن بيئة العمل.
- تمكين الشركات من التوسع في الأسواق الجديدة بفاعلية أكبر. يضفي مفهوم الجودة الشاملة قوة تنافسية للشركات التي تمتلك خبرات سابقة في تطبيق هذا المفهوم، كما يُساهم في وضع تلك الشركات في موقع ينافس مع الشركات الكبرى التي تلتزم بالمعايير العالمية للجودة مثل معيار الآيزو.
- الاستفادة الكاملة من القدرات البشرية من خلال تطبيق سياسات إدارية تسهم في تحقيق الاستقرار الوظيفي. من بين هذه السياسات أساليب التدريب التي تُبقي الموظفين مُؤهلين للقيام بمسؤولياتهم المتنوعة، فضلاً عن تقديم المكافآت والتحفيز الذي يشجع الموظفين على تحسين إنتاجيتهم وجودتها. كلها تُسهم في تحقيق مفهوم الجودة الشاملة داخل المؤسسات.
يتوجب على الشركات التي تهدف إلى تطبيق مفهوم الجودة الشاملة أن تبدأ باتخاذ قرار مدروس لتطبيق هذا المفهوم، من خلال شرح مفاهيمه لجميع مستويات الإدارة والعاملين، ثم وضع خطة عمل تشمل الإجراءات والأساليب اللازمة، يليها عملية التقييم والإشراف والمتابعة لضمان الوصول إلى مخرجات تلبي مفهوم الجودة الشاملة.
