أهمية التغذية السليمة لصحتنا

الغذاء الصحي

يمكن تعريف الغذاء الصحي بأنه مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تقدم للجسم العناصر الغذائية الأساسية الضرورية للحفاظ على الصحة، وتوفير الطاقة، وتعزيز الشعور بالراحة. تشمل هذه العناصر الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، بالإضافة إلى المعادن، الفيتامينات والماء. يُساهم اتباع نظام غذائي صحي في الوقاية من سوء التغذية بجميع أشكالها، كما يسهم في الحد من خطر الإصابة بالأمراض غير السارية (بالإنجليزية: Noncommunicable diseases)، مثل أمراض القلب، السكري والسرطان. ومن الجدير بالذكر أن الوعي بالممارسات الغذائية الصحية يتطور منذ مرحلة الطفولة؛ حيث تعتبر الرضاعة الطبيعية من العوامل الأساسية للنمو الصحي والنمو المعرفي، وتعزز من الفوائد الصحية على المدى الطويل، مثل تقليل خطر السمنة وزيادة الوزن وبعض الأمراض غير السارية في مراحل لاحقة من الحياة.

أهمية الغذاء الصحي

الصحة العامة

يعتبر اتباع نظام غذائي صحي أمراً بالغ الأهمية لجميع أجهزة الجسم، حيث يعزز من أدائها الوظيفي ويساعد في حماية الخلايا من الأضرار البيئية وتجديد التالف منها. تلعب البروتينات دوراً حاسماً في إعادة بناء الأنسجة المتضررة، كما تعمل على تقوية النظام المناعي. من جهة أخرى، توفر الكربوهيدرات والدهون الطاقة الضرورية للجسم، بينما تدخل الفيتامينات والمعادن في العديد من العمليات الحيوية. على سبيل المثال، تعتبر فيتامينات مثل (ج)، (أ) و(هـ) مضادات أكسدة تحارب السموم، بينما تساهم مجموعة فيتامين ب في تحويل الغذاء إلى طاقة. كما تساهم كل من الفسفور والكالسيوم في تعزيز صحة العظام، في حين يساعد الصوديوم والبوتاسيوم على نقل الإشارات العصبية.

الوقاية من الأمراض

يساهم النظام الغذائي المتوازن والفعال في الوقاية من مجموعة واسعة من الأمراض. أما بالنسبة للسمنة، فالتوازن الغذائي يلعب دورًا رئيسيًا، حيث أن الزيادة أو النقصان الحاد في تناول بعض المواد الغذائية قد يؤديان إلى مشاكل صحية. مثلاً، قد يؤدي نقص الكالسيوم في النظام الغذائي إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، بينما يرتبط قلة تناول الفواكه والخضروات بارتفاع احتمالية الإصابة بالسرطان. كما أن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة قد يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ضبط الوزن

تتطلب جهود إنقاص الوزن تقليل السعرات الحرارية اليومية، بالإضافة إلى اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن. من المهم الامتناع عن تناول الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية مثل الوجبات السريعة، الأطعمة المعالجة، والمشروبات الغنية بالسكر، أو اختيار الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة والمحتوى الغذائي العالي. يجب تجنب الحميات الغذائية الرائجة (بالإنجليزية: Fad Diet) التي تتطلب الامتناع عن الطعام لفترات طويلة أو التحفظ عن بعض المجموعات الغذائية مثل اللحوم، الأسماك، والقمح، إذ أن هذه الأنظمة قد تحمل آثارًا سلبية مثل رائحة الفم الكريهة، الإسهال، صداع الرأس، إضافةً إلى قلة فعاليّتها وصعوبة اتباعها.

مكونات الغذاء الصحي

يتضمن نمط الغذاء الصحي جميع الأطعمة والمشروبات ضمن نطاق السعرات الحرارية المناسبة وفقًا للتوصيات التالية:

  • ضرورة وجود مجموعة متنوعة من الخضروات، بما في ذلك الخضروات الخضراء الداكنة، الحمراء والبرتقالية، بالإضافة إلى الخضروات النشوية والبقوليات.
  • تناول الفواكه، وخصوصاً الفواكه الكاملة.
  • ضرورة احتواء النظام الغذائي على الحبوب، بحيث يجب أن تكون نصفها على الأقل من الحبوب الكاملة.
  • يتوجب تناول منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون.
  • وجود تنوع في المنتجات البروتينية، مثل المأكولات البحرية، اللحوم الخالية من الدهون، الدواجن، البيض، البقوليات، والمكسرات.
  • ضرورة إدخال الزيوت الصحية ضمن النظام الغذائي.
  • الامتناع أو تقليل استهلاك بعض المواد الغذائية الضارة، كالتالي:
    • عدم تجاوز استهلاك السكريات المضافة 10% من مجموع السعرات الحرارية اليومية.
    • عدم تجاوز استهلاك الدهون المشبعة 10% من مجموع السعرات الحرارية اليومية.
    • عدم تجاوز استهلاك الصوديوم 2300 ملغ في اليوم.

خطوات لاتباع العادات الغذائية الصحية

يتبنى كل شخص عادات غذائية نشأت منذ الطفولة؛ وقد تكون بعض هذه العادات جيدة بينما تكون أخرى ضارة، مثل عدم تناول وجبة الإفطار. من المهم الإشارة إلى أن تغيير هذه العادات ليس بالأمر السهل، ولكن يمكن التغلب عليه من خلال وضع خطة منظمة. إليك بعض النصائح لتحقيق ذلك:

  • تدوين قائمة بالعادات الغذائية اليومية، من خلال تسجيل كل ما يتم تناوله وكيفية تناول الطعام على مدار عدة أيام.
  • تحديد العادات الغذائية غير الصحيّة التي تؤدي عادةً إلى الإفراط في تناول الطعام، مثل تناول الطعام بسرعة، تناول الطعام رغم عدم الشعور بالجوع، وتناول الطعام أثناء الوقوف، والإفراط في تناول الحلويات، وإهمال بعض الوجبات مثل الإفطار.
  • استرجاع الذاكرة حول كيفية نشوء العادات الغذائية السيئة، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لمشاعر عاطفية أو أسباب بيئية.
  • تحديد العادات الغذائية المتكررة التي يمارسها الشخص.
  • التخلي عن العادات غير الصحية والسعي نحو العادات الصحية، من خلال فهم الأسباب وراء العادات السيئة. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يأكل بمفرده، قد يؤدي ذلك إلى تناول الطعام بشكل أسرع، لذلك يمكن محاولة تناول الوجبات مع العائلة أو الأصدقاء.
  • الاستدامة في تعزيز العادات الصحية الجديدة، ومراقبة النفس، مع التحلي بالصبر.

فيديو حول فوائد الغذاء الصحي

لمعرفة المزيد عن فوائد الغذاء الصحي، يُرجى مشاهدة الفيديو.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *