أنواع الشرك وكيفية التعرف عليها

أنواع الشرك

التوحيد هو إيمان الإنسان بوجود الله -عز وجل- وتنزيهه عن جميع النواقص، وإفراد الله بالرّبوبيّة والألوهية، مع الاعتقاد بكل ما يتعلق بأسمائه وصفاته. ويتعارض مع هذا الإيمان مفهوم الشرك.

يُعرف الشرك بأنه صرف إحدى أنواع العبادة لأحد مخلوقات الله، مثل الحجر أو الشجر أو البشر، مما يعد تناقضًا مع مفهوم التنزيه والإفراد المطلوب في حق الله، أو ممارسة أعمال تخالف أوامر الله -عز وجل-.

ينقسم الشرك إلى نوعين: الشرك الأكبر والشرك الأصغر. وفيما يلي تفاصيل كل نوع:

الشرك الأكبر

يشير الشرك الأكبر إلى توجيه الإنسان عبادته وتضرعه لغير الله -عز وجل-، مما يؤدي إلى الخروج من دائرة الإيمان. ومن الأمثلة على ذلك الذبح لغير الله، أو الدعاء لغيره في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله. الشرك الأكبر يشمل عدة أقسام تتمثل في:

  • الشرك في ربوبيّة الله: يُؤمن المسلم بأن الله هو الرزاق والمدبّر والخالق والمحيي والمميت. أي اعتقاد بأن هناك مخلوقًا يمكن أن يقوم بأفعال الله يُعتبر من صور الشرك الأكبر.
  • الشرك في ألوهيّة الله: الله -سبحانه وتعالى- هو الوحيد المستحق للعبادة والدعاء. قال تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). اعتقاد الإنسان بأن هناك شريكًا لله يستحق نصيبًا من العبادة يعد شركًا أكبر.
  • الشرك في صفات الله وأسمائه: الله -سبحانه وتعالى- له الأسماء الحسنى والصفات العلى المذكورة في كتابه وسنة نبيه. ويجب عدم إطلاق هذه الأسماء والصفات على غير الخالق، وإلا يُعد اعتقاد ذلك شركًا بالله.

الشرك الأصغر

الشرك الأصغر هو الأعمال التي قد تورط الإنسان في الكبائر، لكنها لا تخرجه من دائرة الإيمان كما هو الحال في الشرك الأكبر. تمثل هذه الأفعال نقائص في التوحيد، وقد تؤدي مع تكرارها إلى الشرك الأكبر. ومن صور الشرك الأصغر ما يلي:

  • الرياء في العبادات: وهو أن يقوم الإنسان بأعماله وعباداته ليظهر أمام الناس، حيث يكون خاشعًا أمامهم، بينما يتغيّر سلوكه في غيابهم. كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
  • الحلف بغير الله: يعتبر من الشرك الأصغر، وقد ورد في الحديث الشريف أن من حلف بغير الله فقد أشرك.
  • قول: ما شاء الله وشاء فلان: حيث أن المشيئة لا تكون إلا لله تعالى.

الفرق بين الشرك والكفر

يختلف الشرك عن الكفر من حيث المفهوم والمضمون. الشرك هو اعتبار الله شريكًا مع أحد مخلوقاته في العبادة أو التضرع، أو القيام بأفعال تتعارض مع أوامره. أما الكفر فيشير إلى إنكار كل ما يأتي من الله من أوامر وقدر.

يمكن القول إن الكفر أعم من الشرك؛ إذ يمكن أن يكون الشخص مشركًا ولكنه غير كافر، لكن لا وجود لشخص كافر دون أن يكون مشركًا. فالمشرك في الشرك الأكبر يُعتبر كافرًا، بينما المشرك في الشرك الأصغر لا يُعد كافرًا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *