مكان نزول حواء
لم يتناول النص القرآني تحديداً لمكان نزول أمنا حواء وسيدنا آدم -عليهما السلام-، وإنما أشار إلى نزولهما على وجه العموم إلى الأرض. حيث قال -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).
وقد تداول بعض العلماء والمفسرين آراء غير قاطعة حول موقع نزول أمنا حواء وسيدنا آدم -عليهما السلام-، وفيما يلي بعض من هذه الآراء:
- يعتقد أن حواء نزلت في منطقة تُعرف باسم جدة، بينما نزل سيدنا آدم -عليه السلام- في الهند، وتحديداً في مكان يُسمى سرنيب، على جبلٍ يُعرف باسم “نوذ”. واللقاء بينهما وقع في مكة المكرمة عند جبال عرفات، وقد نسب هذا القول إلى علي بن أبي طالب وابن عباس -رضي الله عنهما-.
- هناك القول بأن السيدة حواء نزلت من باب الرحمة، في حين نزل سيدنا آدم من باب التوبة، وقد أشار البعض إلى أن وقت نزولهما كان في العصر.
- يذكر أيضاً أن السيدة حواء نزلت بالقرب من المروة في مكة، بينما سيدنا آدم نزل بجانب الصفا.
قصة هبوط آدم وحواء إلى الأرض
أمر الله -سبحانه وتعالى- سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء بعدم الاقتراب من شجرة معينة في الجنة، مع حثهما على الاستمتاع بكل ما يُتيح لهما في الجنة، وكان ذلك اختباراً لهما. إلا أن الشيطان وسوس لهما بالأكل من تلك الشجرة، واعداً إياهما بمقام عظيم وخلود في الجنة إذا قاما بذلك.
استجاب سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء لتلك الوسوسة وأكلا من الشجرة، فكان الأمر الإلهي بضرورة خروجهما من الجنة والهبوط إلى الأرض، كما جاء في قوله -تعالى-: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى* ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى* قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى).
ومن ثم بادر سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء بالتوبة وطلب المغفرة من الله -تعالى-، حيث غفر لهما وتاب عليهما، كما ورد في قوله -تعالى-: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
الحكمة من هبوط آدم وحواء إلى الأرض
إن لهبوط سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء للأرض أسباب وحكم متعددة، منها:
- تعيين سيدنا آدم -عليه السلام- خليفة لله -تعالى- في الأرض لعمارتها.
- أن يكون سيدنا آدم -عليه السلام- رسولاً يدعو إلى توحيد الله -تعالى-.
- استكشاف أسرار الكون وما يتعلق بقدرة الله -تعالى- في خلقه.
- الاختبار لتمييز من ينفذ حقوق الاستخلاف بطريقة صحيحة ومن لا يقوم بذلك.