يعتبر التعليم الذاتي للأطفال من الأساليب الحديثة في التربية، حيث يقوم هذا النهج على قدرة الطفل على اكتساب المعرفة والخبرة بشكل مستقل.
ومع أهمية التعليم في الصغر وتأثيره العميق على المستقبل، فإنه من المستحسن تعزيز مفهوم التعليم الذاتي لدى الأطفال في مراحلهم الأولى، قبل الانخراط في التعليم الأساسي. سنتناول تفاصيل ذلك في السطور التالية.
التعليم الذاتي: تعريفه
التعليم الذاتي هو قدرة الطفل على تعلم أشياء جديدة بصورة فردية، استجابة للاحتياجات الداخلية لديه. يتجلى هذا النوع من التعلم من خلال توفير بيئة تعزز اكتشاف الطفل لمحيطه، مما يتيح له اكتساب المعلومات والخبرات الجديدة باستخدام المواد والأدوات المتاحة له.
يعتمد التعلم الذاتي على التجارب والاكتشافات وطرح الأسئلة، وقد يكون هناك دور بسيط للأهل أو المعلمين في دعم عملية الاكتشاف، مما يعزز من قدرات الطفل على الاستقصاء.
تطبيق التعليم الذاتي في مرحلة ما قبل المدرسة
إن تعليم الأطفال معلومات جديدة في سن مبكرة يعتبر أمرًا حيويًا قبل دخولهم إلى المدرسة. يتمتع الأطفال بقدرة عالية على التعلم في هذه المرحلة، مما يجعل من الضروري جذب انتباههم ورغبتهم في التعلم، حيث أن الدافع الذاتي يعد أساس التعلّم الفعّال.
أهمية التعليم الذاتي
يهدف التعليم الذاتي إلى تعزيز سلوكيات الطفل الإيجابية تجاه موضوع أو صفة معينة يرغب في تعلمها. يشجع هذا الأسلوب الأطفال على الأسئلة والاكتشاف، مما يعزز من مهاراتهم في حل المشكلات ويزيد من وعيهم بالعلاقة بين السبب والنتيجة. كما يعزز من مستوى الإبداع لديهم من خلال استخدام الأدوات المحيطة بهم لتمثيل ما يشعرون به ولاكتساب تجارب ملموسة.
تعد هذه المرحلة بدايةً أساسية تعمق مفهوم التعلم الذاتي الذي قد يستخدمه الطفل لاحقًا لاستكشاف ما حوله بشكل مستقل. من الأهمية بمكان البدء مع الطفل بصورة تدريجية، حيث يجب توضيح الأساسيات التي تتناسب مع عمره، ليصبح لاحقًا قادرًا على استيعاب هذه الطريقة. وفي عصرنا الحالي، يُعد تعليم الطفل التفاعل مع التكنولوجيا أمرًا ضروريًا أيضًا، حيث يساهم التعليم الذاتي في تطوير مهاراته في شتى المجالات.
دور رياض الأطفال
تعتبر مرحلة رياض الأطفال من الفترات المهمة التي تساهم في دعم التعلم الذاتي، وذلك من خلال:
- توفير بيئة تربوية منظمة تستند إلى أهداف واضحة، مما يدعم الطفل في عملية التعلم الذاتي.
- تعزيز الأنشطة الحركية من خلال تجهيز ملعب خارجي بألعاب متنوعة، مما يسهم في تطوير مهارات الأطفال في مجالات متعدّدة.
- توفير بيئة مناسبة للعمل الجماعي، حيث يُعزز تواجد الأطفال مع بعضهم قدرتهم على التعاون والعطاء.
- تقديم ألعاب وأنشطة تم إعدادها مسبقًا لتحسين تركيز الطفل ومهاراته المعرفية والحركية.
- اختيار أنشطة تناسب أعمار الأطفال واهتماماتهم وقدراتهم وفقًا لمعايير تربوية ونفسية واجتماعية.
دور المعلم في دعم التعلم الذاتي
للمعلم دور محوري في تعزيز التعلم الذاتي بين الأطفال، وذلك من خلال استراتيجيات متعددة تزيد من تفاعل الطفل، كالتالي:
- طرح أسئلة مفتوحة لتعزيز التفكير ولفهم طريقة تفكير الطفل.
- الاهتمام بالملاحظة الفعالة للأنشطة الخاصة بالطفل، مع مراعاة الفروق الفردية.
- اختيار الأنشطة وفق أعمار الأطفال وإمكاناتهم على الاستيعاب.
- تحلي المعلم بصفات مثل التشجيع والإرشاد الضرورية لدعم الأطفال في هذه المرحلة.
- اختيار الوسائل التعليمية بما يتناسب مع خصائص الطفل.
دور الأسرة في تعزيز التعليم الذاتي للطفل
- ينبغي أن تهتم الأسرة بالألعاب التعليمية التي تدعم التعلم الذاتي مثل (ألعاب الفك والتركيب، الكرات الملونة، المكعبات الكبيرة).
- ضرورة توفير الأدوات الفنية اللازمة مثل أقلام التلوين، الورق، الصلصال، وغيرها.
- تشجيع استخدام النشاط القصصي مع التركيز على القصص الدينية بطريقة مناسبة تزيد من معلومات الطفل.
- عمل المعلم وولي الأمر سوياً للتحفيز على المشاركة في البرامج التعليمية والثقافية.
- فضلاً عن توفير أماكن مفتوحة مثل الحدائق لتنظيم النشاطات.
- تجهيز المنزل ليحتوي على غرفة نشاط خاصة يمارس فيها الطفل إبداعاته.
- تقديم الألعاب المناسبة للعمر واحتياجات الأطفال.
- استخدام طرق تربوية في الرد على أسئلتهم واستفساراتهم.
التعامل مع الأطفال غير الراغبين في التعلم
يواجه بعض الأطفال صعوبة في الإقبال على التعلم، مما يمثل تحديًا للآباء. إذا كان طفلك يفضل اللعب على الكمبيوتر بدلاً من التعلم، فيمكن استخدام وسائل تحفيزية مثل الكتيبات الإلكترونية، العروض التقديمية، والفيديوهات التعليمية الممتعة.
مع الحرص على منع البقاء طويلاً على الحاسوب لكي لا تؤثر هذه العادة سلبياً على الصحة. ينبغي تنويع الأنشطة بين استخدام الكمبيوتر والنشاط البدني.
الأهم هو تشجيع الطفل على استكشاف اهتماماته في التكنولوجيا، فربما يصبح مهندس كمبيوتر بارز في المستقبل إذا تم توفير الدعم المناسب وفتح المجال له.