الحلف بغير الله في القرآن يُعتبر غير جائز للمسلمين، حيث يُنبه على ضرورة أن يُقسم الإنسان بالله أو بإحدى صفاته، والدليل على ذلك أن الشخص يمكنه أن يقسم باسم الله، أو بقوة الله، أو بعلم الله، أو بعظمة الله؛ كما هو مذكور في النصوص الدينية.
الحلف بغير الله في القرآن
- الحلف يتجسد في صيغ مختلفة، منها اليمين المشروط، وهو اليمين الذي يعقده الفرد نتيجة فعل أو امتناع عن فعل سبق وأن حدث في الماضي وهو يعلم أنه يكذب، أما النوع الآخر فهو اليمين الذي يُلفظ بدون نية حقيقية.’
- اليمين قد تُنطق دون قصد، أو تُستخدم لتأكيد فكرة أو ما يتبادر إلى الذهن، وفي بعض الأحيان يُستخدم ليعزز رأي الشخص أو قضيته، مما يستدعي التعهد بالإخلاص والصدق في القسم.
- ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه حث على الحلف بالله في عدة مناسبات، مُشددًا على ضرورة أن تكون تلك الأيمان نابعة من الصدق والعدالة.
حكم الحلف بغير الله
- تحظر الشريعة الإسلامية على المسلمين الحلف بغير الله سبحانه وتعالى أو بأسمائه، حيث إن تعبير الإيمان يرتبط بآيات الله وكلماته.
- كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “من حلف بالأمانة فليس منا”، وهو حديث يشير بوضوح إلى حرمانية الحلف بغير الله.
- إذا قام شخص بالحلف بغير الله، فإن قسَمَه يعد باطلاً ولا يُعتبر يمينًا صحيحًا، فلا يترتب عليه أي آثار، وذلك بخلاف اليمين المصرح بها لله، حيث يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم “من حلف بغير الله فقد كفر.”
- إذا كان الشخص ينوي الحلف بغير الله إما عن جهل أو تقليد بيئي، فإن هذا لا يُعتبَر كفرًا.
- ومع ذلك، يُنصح من وقع في ذلك بالتوبة، كما يُشدد على أهمية الإخلاص لله تعالى والاستعاذة به.
كفارة اليمين
- قال تعالى: “لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إطعام عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ…”.
- تتضمن كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يُطعم الشخص أو كسوتهم، وإن كان غير قادر، يستطيع أن يصوم ثلاثة أيام.
- كما يمكن أن تُسدد الكفارة بإعطاء قيمة طعام للفقراء إذا كان ذلك أكثر نفعًا، أو تقديم الطعام بشكل مباشر لهم.
الحلف بالطلاق
- الطلاق يُعتبر من أبغض الحلال عند الله، وقد أُبيح في حالة وجود مشكلات بين الزوجين، مما قد يؤدي إلى إنهاء العلاقة.
- قد يُستخف بعض الرجال بالطلاق عند استخدامه كيمين، مما يثير النقاش حول الحاجة إلى الحفاظ على الأسرة ومراعاة الشروط المرتبطة بحلف الطلاق.
صيغ الحلف بالطلاق
1- صيغة التعليق اللفظي
تتضمن هذه الصيغة تعليقًا لفظيًا، حيث يُستخدم كشرط لحدوث الطلاق، وهذا الشرط قد يستخدم لأغراض معينة مثل الضغط على الزوجة أو أفراد الأسرة.
2- الطلاق المعلق بقصد الطلاق
- يُعرف هذا النوع من الطلاق بـ”طلاق الصفة”، فعلى سبيل المثال، إذا قال الزوج لزوجته “أنتِ مطلقة إذا جاء من الرحلة.”، حيث يُعتبر بذلك الطلاق واجب التنفيذ.
- في هذه الحالة، إذا تحقق الشرط، سيقع الطلاق وتُعتبر الزوجة مطلقة، وتتبع الأمور القانونية المتعلقة بذلك.
حكم الحلف بالطلاق وكفارته
- تشير العديد من المدارس الفقهية إلى وجود طلاق معلق في حال الاستناد إلى ظروف معينة.
- كما استنتج بعض الفقهاء أن قسم الطلاق أو الحلف به ليس له قيمة قانونية في الإسلام.
- ذكر ابن تيمية أن الحلف بالطلاق يجب أن يُفهم في سياق العقيدة الإسلامية، حيث تُحدد آثاره وفق الكتاب والسنة.
الحلف بالمصحف
- أوضح مركز الأزهر الدولي للفتوى الإلكترونية أن الحلف بالقرآن أو آياته يعد تجاوزًا، مما يتطلب كفارة عند العودة للتحالف.
- قالت الفتاوى إن من يحلف بالقرآن دون التعدي على النص يكون مخطئًا، ويجب عليه التوبة.
- ومن لا يُمكنه دفع الكفارة، عليه بالصيام لمدة ثلاثة أيام كبديل.
الحلف برحمة الأموات
- يجوز إظهار الرحمة للمخلوقين لكن الحلف برحمة المخلوقين يعد ممنوعًا.
- إلا أنه إذا كان قصد الشخص هو رحمة الله بالأب، فذلك يعد جائز.
الحلف الكذب
- يُعتبر من الذنوب الكبري، ولا يشترط إقدام الكذب عمدًا، لكن التوبة تكون وجوبية.
- إذا كان الشخص مُجبرًا، فيجوز له التحدث بحقيقة معينة لمجرد تبرير موقفه.
- توجد مواقف يُعفى فيها من قول الحقيقة، مثل الإصلاح بين الناس، إذ ترخص بعض الفتاوى للكذب في تلك الحالات.
- السنة أكدت على أهمية المصداقية في كل الأوقات، وتحذر من استغلال القسم في المال بشكل غير أخلاقي.
- توجد استثناءات مثل الإصلاح في الخلافات الشخصية أو أثناء الصراع، مما يفتح المجال لبعض المرونة.