الاختلافات بين الأضحية والهدي والعقيقة
تجدر الإشارة إلى أن الأضحية تختلف عن الهدي من حيث التسمية، كما أن الهدي يتميز بأسباب مختلفة سيتم توضيحها لاحقاً. ومع ذلك، تشترك الأضحية مع الهدي في ثلاث نقاط رئيسية، وهي كما يلي:
- تشترك في توقيت الذبح خلال أيام عيد الأضحى.
- يجب أن تكون الذبيحة من الأنعام، سواء كانت غنماً أو إبلًا أو بقرًا.
- الهدف الرئيسي من الذبح هو التقرب إلى الله عز وجل.
أما الفرق بين الأضحية والعقيقة، فهو أن الأضحية يتم نحرها في أيام عيد الأضحى المبارك، بينما تُقام العقيقة في حالة تحقق أشياء تُدخل السرور على المرء، مثل الولادة.
تعريف الأضحية وأهميتها الشرعية
- الأضحية تُعرف بأنها الذبيحة التي تُقدَّم في عيد الأضحى المبارك.
- وتتضمن الأضحية الإبل والبقر والغنم، حيث يُقدم بها للأضحية كوسيلة للتقرب إلى الله عز وجل خلال أيام عيد الأضحى.
- وثبتت مشروعية الأضحية في الكتاب والسنة، حيث قال الله تعالى: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” وكذلك قوله: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”.
- وكذلك ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: “ضَحَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بكَبْشينِ أملحَيْنِ أقرَنْيْنِ، ذبحَهُما بيديه، وسمى وكبَّر، ووضع رجلَه على صفاحهما”.
أحاديث تتعلق بالأضحية
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَذْبَحُوا إلا مُسِنَّةً، إلا أن يَعْسُرَ عليكم، فتَذْبَحُوا جَذَعَةً من الضَّأْنِ”.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أربعٌ لا تُجزي في الأضاحي: العوراءُ البيِّنُ عَوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرضُها، والعرجاءُ البيِّنُ ضَلَعُها، والعجفاءُ التي لا تُنقي”.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قَتَلْتُمْ فأحسنوا القتلة، وإذا ذَبَحْتُمْ فأحسنوا الذبحة، ولْيُحدَّ أحدُكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته”.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنّا كُنّا نَهينَاكُمْ عن لحومِها أن تأكلوها فوق ثلاثٍ، لكي تسعَكُمْ، فقد جاء الله بالسّعة، فكلوا وادخروا وتاجِرُوا، ألا وإن هذه الأيامَ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكر الله عز وجل”.
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ضَحَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بكبشين أملحَيْنِ أقرَنيْنِ، ذَبَحَهما بيدِه، وسَمَّى وكبَّر، ووَضَعَ رِجْلَه عَلَى صِفَاحِهِما”.
تعريف العقيقة وأهميتها الشرعية
- العقيقة في اللغة تشير إلى الشعر الموجود على رأس المولود.
- وفي الشرع، تُطلق على ما يُذبح للمولود في اليوم السابع من ولادته، وذلك عند حلق شعره.
- العقيقة تعتبر من حقوق المولود على والده، وثبتت شرعيتها بحديث أم كرز الخزاعية، عندما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَمَرَهُم عن الغلام بشاتين مُكافئتين، وعن الجارية بشاة”.
أحاديث تتعلق بالعقيقة
- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشًا كَبْشًا. رواه أبو داود، وصححه ابن خزيمة، وابن الجارود، وعبد الحق. لكن رجح أبو حاتم إرساله.
- وَعَنْ عَائِشَةَ رَضيَ اللهُ عَنْهَا، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَهُمْ أَنْ يُعَقَّ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ. رواه الترمذي وصححه.
- وَعَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُحْلَقُ، وَيُسَمَّى”. رواه أحمد والأربعة، وصححه الترمذي.
تعريف الهدي وأهميته الشرعية
- الهدي يُعرف بأنه ما يُهدى إلى الحرم خلال فترة الحج، وينقسم إلى نوعين:
هدي التمتع والقران
- يجب على من لم يقم بالبيت الحرام الالتزام بهدي التمتع، لقوله تعالى: “فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ”.
هدي الجبران
يُعتبر هدي الجبران واجباً على من قام بفعل يُخالف ما نُهي عنه الشرع خلال فترة الإحرام، أو واجه الإحصار بسبب معين، ودليله قوله تعالى: “فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ”.
حكم الجمع بين العقيقة والأضحية
تباينت آراء الفقهاء بشأن إمكانية دمج العقيقة مع الأضحية في ذبيحة واحدة، حيث يتبعون قولين رئيسيين:
- القول الأول: لا تُجزئ الأضحية عن العقيقة، وهي الرواية المتبعة لدى المالكية والشافعية وبعض روّاد الإمام أحمد. ويرجع ذلك لاختلاف السبب في ذبح العقيقة عن ذبح الأضحية، لذا لا يُعتبر دم واحد بديلاً عن دمين.
- القول الثاني: تجوز الأضحية عن العقيقة، وهو رأي يتبعه الحنفية ورواية عن الإمام أحمد. ويستند الرأي إلى أن الهدف في كلا الحالتين واحد، وهو التقرب إلى الله تعالى.