الأنواع المختلفة للنباتات المعمرة في الإمارات العربية المتحدة
تتواجد في دولة الإمارات مجموعة متنوعة من النباتات المعمرة، والتي يمكن تعريفها بأنها نباتات تعيش لأكثر من عامين. تُستخدم هذه التسمية لتمييز النباتات المعمرة عن النباتات الحولية وثنائية الحول. يمكن تصنيف النباتات المعمرة في الإمارات اعتمادًا على نمط نموها إلى فئتين رئيسيتين: النباتات المعمرة العشبية (غير الخشبية) والنباتات المعمرة الخشبية.
النباتات العشبية المعمرة
تتميز الإمارات بتنوع كبير في النباتات العشبية المعمرة التي تنمو وتزهر خلال فصل الربيع، ثم تنتهي دورة حياتها في الخريف لتظهر من جديد في الربيع من ساقها الأرضية. ومن بين أهم النباتات العشبية المعمرة التي تنمو في الدولة:
- الأذخر أو الليمونية (Cymbopogon commutatus): وهو نبات عشبي جبلي يتجاوز ارتفاعه المتر، ويتمتع بسنابله المتقاطعة وتجعد أوراقه عند الجفاف، وغالباً ما يُلاحظ في المناطق الجبلية مثل جبل حفيت.
- الإذخر المكي (Cymbopogon schoenanthus): يبدأ ارتفاعه من متر وله بذور مستديرة مع شعيرات، ويتميز بعدم تجعد أوراقه عند الجفاف، ويعيش في المنحدرات الجبلية.
- البوط الدمياطي (Typha domingensis Pers): نبات عشبي يصل ارتفاعه إلى 3 أمتار، له أوراق جلدية ناعمة ويظهر في أودية المياه العذبة.
- الصمعة أو البهمة (Stipa capensis): نبات معمر يرتفع لحوالي 90 سم ويتميز بسنبلة واحدة تحتوي على شعيرات كثيفة، ويستشهد في الإمارات الشمالية.
- ثمام الترياقي (Panicum antidotale): عشب يبلغ ارتفاعه 3 أمتار له جذور عميقة، في حين يعتبر ساماً عندما يكون أخضر، لكنه يُستخدم كعلف مغذي بعد جفافه.
النباتات الخشبية المعمرة
تهتم الإمارات أيضًا بمجموعتها من النباتات الخشبية المعمرة، التي تستمر سيقانها في النمو عبر الفصول بشكل مستمر عامًا بعد عام.
أبرز الأنواع من هذه النباتات تشمل:
- الغضا أو الرمث الفارسي (Haloxylon Persicum): نبات خشبي تُستخدم أغصانه كنوع من الحطب، ويعيش في غابات الندى بجنوب أبوظبي.
- الحاذ شوكي أو السلي (Cornulaca monacantha): نبات صحراوي يبلغ ارتفاعه 60 سم ويعيش في المناطق الصحراوية.
- الأرطأة العربية (Calligonum comosum): يصل ارتفاعه إلى 2.5 متر، وينمو في السهول الرملية.
- نخيل التمر: يبدأ ارتفاعه من ارتفاعات تصل إلى 30 مترًا، ويشتهر بجذعه الرقيق.
- القفص الشرقي (Acridocarpus orientalis): نبات صغير الحجم ذو أوراق جلدية وأزهار صفراء، يعثر عليه في منطقة جبل حفيت.
أمثلة على النباتات المعمرة في دولة الإمارات
إليكم بعض الأمثلة على أشهر النباتات المعمرة في الدولة:
نبتة الأشخر
نبتة الأشخر (Calotropis procera) تُعرف أيضًا بتسميات شعبية مثل عشار وتفاحة سدوم. يصل ارتفاعها إلى 5 أمتار وتحوي عصارة لبنية، وتتميز بأوراقها الدائرية إلى البيضاوية ذات اللون الأخضر الرمادي، وتُعتبر مؤشراً على التنوع البيئي في السهول الرملية.
نبتة السمر
يمكن أن يصل طول نبات السمر (Acacia tortilis) إلى 12 مترًا، وله سیقان متفرعة وأشواك بيضاء مستقيمة أو معقوفة، تتميز أزهاره بلونها الأبيض مع لمسة من الأصفر، وتُزرع بكثرة في الشرق الإماراتي.
شجرة الغاف
تعتبر شجرة الغاف (Prosopis cineraria) الشجرة الوطنية في الإمارات، حيث تُستخدم لأغراض طبية ولإعداد السلطة، ولها أزهار صفراء وثمار على شكل قرون.
شجرة الأراك
شجرة الأراك (Salvadora persica) تصل ارتفاعها إلى 3 أمتار، تستخدم سيقانها الفتية في تنظيف الأسنان، وتُعتبر مصدرًا هامًا لتغذية الإنسان والحيوان.
نبتة الشوع
تعيش نبتة الشوع (Moringa peregrina) في المرتفعات، حيث يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، وتزهر بأزهار وردية اللون. تُستخدم في الطب الشعبي ولإنتاج الزيوت الطبيعية.
أهمية النباتات المعمرة في دولة الإمارات
تعتبر النباتات المعمرة ذات أهمية كبيرة لتعزيز استقرار النظم البيئية في الإمارات، حيث:
- تدعم تواجد أنواع متعددة من الحياة النباتية والحيوانية.
- تساهم في خفض درجات الحرارة من خلال توفير الظل.
- تحسّن من نوعية التربة ومحتواها المائي.
- توفر مأوى للطيور والحيوانات البرية.
- تساعد في تنقية المسطحات المائية وتغذية المياه بالأكسجين.
استخدامات النباتات المعمرة في الإمارات
تُستخدم النباتات المعمرة بشكل واسع في بناء البيوت التقليدية، كما يُعتبر نبات الثمام المنتفخ (Panicum turgidum Forssk) من المحاصيل التجارية التي تم تداولها لتلبية احتياجات المجتمعات. تُستخدم أيضًا بعض النباتات لتثبيت الكثبان الرملية وتغذية الماشية، وتُعتبر ذات فوائد طبية مهمة في الطب الشعبي.
الخلاصة
تُعتبر النباتات جزءًا أساسيًا من النظام البيئي في الإمارات، حيث تضم مجموعة متنوعة من الأنواع المعمرة. تنقسم هذه النباتات إلى فئتين: النباتات المعمرة العشبية والنباتات المعمرة الخشبية، وكل نوع يمتلك تكيفاته الخاصة التي تساعده على النمو والازدهار في بيئته.
تحظى النباتات بأهمية بالغة، حيث تمثل مصدر الغذاء والأكسجين للكائنات الحية، وكذلك المأوى للعديد من الأنواع، ومعروف عن العديد منها خصائصها الطبية والعلاجية. مما يجعلها مصادر قيمة في التراث الثقافي والطبي للبلاد.