تعريف بام كلثوم بنت أبي بكر
اسمها ونسبها
هي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، ووالدتها حبيبة بنت خارجة. كما أن ابنتها هي عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، ووالدتها مليكة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير.
مولدها ونشأتها
وُلدت أم كلثوم بعد وفاة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، مما يجعلها ليست من الصحابيات. كما وُلدت أيضاً بعد وفاة والدها أبو بكر. وقد قال أبو بكر لأخته أثناء مرض وفاته: “إنّي أرى في بطن بنت خارجة بنتاً”.
زواج أم كلثوم بنت أبي بكر
تزوجت أم كلثوم من طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- وأنجبت منه عائشة بنت طلحة. توفي عنها في موقعة الجمل، وبعدها تزوجت رجلاً من بني مخزوم يُدعى عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة، وأنجبت منه أربعة أطفال. وقد سُميت ابنتها عائشة بعائشة الصغرى، أما عائشة الكبرى فهي عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-.
حث زوجها على الصدقة
تُروى قصة عن طلحة عندما وصل إليه مال من حضرموت قدره سبعمائة ألف، حيث قضاها الليل مشغول البال. فسألته زوجته أم كلثوم عن السبب، فأخبرها بخوفه من اللقاء مع الله. فتوجهت إليه برأيها بأن يحضر جفاناً أو قصاعاً ويقسم المال بين أصدقائه. كان ردّه: “رحمك الله، أنت موفقة”. وفي صباح اليوم التالي، قام بتوزيع المال بين المهاجرين والأنصار، وأرسل جزءًا منه إلى عليّ، فتساءلت زوجته: “أليس لنا نصيب؟”، فأعطاها ما تبقى من المال، الذي قُدر تقريبًا بألف درهم.
تنافسها مع ابنتها حول أيهما أفضل
بينما كانت أم كلثوم وابنتها عائشة بنت طلحة عند أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، كانتا تتنافسان حول أيّ منهما كان لأبيها مكانة أعلى عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-. فتدخلت أم المؤمنين لتقضي بينهما، قائلة: “دخل أبو بكر على رسول الله فقال له: يا أبا بكر، عتيق الله من النار، فسُمّي عتيقاً. بينما دخل طلحة فقال له رسول الله: أنت ممن قضى نحبه”.
رواية أم كلثوم لأحاديث النبي عليه السلام
روت أم كلثوم -رضي الله عنها- العديد من الأحاديث النبوية، وقد نقلت عنها ابنتها عائشة بنت طلحة -رضي الله عنها-. تم تصنيف بعض ما روته إلى مسانيد، من بينها مسند أم كلثوم بنت أبي بكر. ومن ما روي عنها: “كان الرجال نُهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهن إلى رسول الله فجعل بينهم وبين ضربهن رحمة”.
بعض مرويات أم كلثوم
روت أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة -رضي الله عنها-، قولها: “أعتم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل، ثم خرج فصلى، وقال: إنّه لوقتُها لو لا أن أَشقّ على أمّتي”.
كما أخبرت عائشة أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- علمها دعاءً من جوامع الكلم: “اللّهُمّ إنّي أسألُكَ من الخير كلّه عاجلِهِ وآجلِهِ، وأعوذُ بك من الشر كلّه عاجلِهِ وآجلِهِ، وأدعوك بالجنّة وما قرّب إليها من قول أو عمل”.
مواقف من شجاعة أم كلثوم بنت أبي بكر
تتميز أم كلثوم بنت أبي بكر -رضي الله عنها- بشجاعتها وثقتها بنفسها. وقيل إنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سأل عائشة عن الزواج من أختها أم كلثوم، فقالت له: “أين تذهب بها؟”. بينما أم كلثوم سمعت ذلك وتوجهت لعائشة قائلة: “اُزوجيني لعمر ليطعمني، فأريد رجلاً يتكفل بي”. ثم طلبت من عمرو بن العاص التوسط لها، ولكّنه أخبر عمر بأنّها ستتذكّر والدها كل يوم. وعندما سمع عمر تلك الكلمة، قرر أن يتزوجها طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-، حيث كانت صداقة بينهم قديمة.