أهداف الصحة البيئية
تتمثل الأهداف الأساسية للصحة البيئية (بالإنجليزية: Environmental Health) في تعزيز السياسات والبرامج الصحية التي تهدف إلى حماية الأفراد من المواد الكيميائية وغيرها من المواد الضارة الموجودة في البيئة المحيطة، سواء في الهواء أو الماء أو التربة أو الغذاء. الهدف هو توفير بيئات صحية للمجتمعات المختلفة لتعيش فيها بشكل آمن.
وفيما يلي توضيح لأبرز أهداف الصحة البيئية:
تقليل المخاطر البيئية
تعتبر حماية البيئة من خلال تحديد عوامل الخطر البيئية وتتبعها ومعالجتها إحدى الركائز الأساسية للصحة البيئية. يمكن للمتخصصين في هذا المجال التعرف على المخاطر وتحذير المؤسسات والحكومات من أهمية تجنبها. تسهم التقنيات الحديثة والأبحاث البيئية المتخصصة في تحقيق هذا الهدف، ومن بين الأنشطة المهمة في هذا السياق:
- تقليل تلوث الهواء والماء والتربة، بالإضافة إلى التلوث الضوضائي والإشعاعي.
- حماية الموارد الغذائية.
- تعزيز السلامة البيئية في المدارس والأماكن العامة ومواقع العمل.
- تحسين الصحة العامة مع التركيز على المخاطر البيئية لتفاديها.
- تأمين ظروف معيشية صحية وآمنة.
الاستجابة السريعة للتهديدات البيئية
تمثل الاستجابة السريعة للتهديدات البيئية المحتملة خطوة مهمة لاحتواء المخاطر وتقليل الأضرار. ومن المهم ملاحظة أنه لا يمكن القضاء على المخاطر البيئية بشكل كامل، لكن يمكن التخفيف من حدتها وتعميم الأثر الناتج عنها من خلال تقليل تعرض الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال، والمرضى، وكبار السن، مما يقلل من معدلات الأمراض والوفيات.
التقليل من تأثير التلوث البيئي على صحة الإنسان
تشكل الأمراض الناتجة عن التلوث البيئي خطرًا كبيرًا على مستوى العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 40% من الوفيات عالمياً ترتبط بتأثير التلوث البيئي، بما في ذلك تلوث الماء والتربة والهواء. لذا فإن التقليل من تأثير التلوث على صحة الإنسان يعد من الأهداف العليا للصحة البيئية.
لا تتعلق تأثيرات الأمراض الناتجة عن التلوث بالأفراد الذين يحتكون مباشرة بالملوثات فقط، بل تشمل جميع الفئات، حيث إن الجميع معرضون لمخاطر صحية نتيجة ارتفاع تراكيز الملوثات البيئية التي قد لا تُدرك بسهولة، ولكنها تتسبب في تأثيرات صحية طويلة الأمد.
تتجلى أعراض الأمراض الناتجة عن التلوث في غثيان وصداع وسعال وصعوبة في التنفس، وقد تتطور لتشمل مجموعة متنوعة من الأمراض الشائعة والنادرة، مثل:
- سرطان الجلد.
- سرطان الكبد.
- أمراض القلب.
- أمراض الرئة.
- تصلب الشرايين.
- فقدان الذاكرة.
التقليل من آثار تغير المناخ
يعتبر تغير المناخ الناتج عن الاحتباس الحراري من أبرز التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم. لذلك، يعد التقليل من الآثار الناجمة عنه من الأهداف الجوهرية للصحة البيئية، حيث وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في عام 2013 إلى أعلى مستوياته، وشهدت درجات حرارة الأرض زيادة بمقدار 1.4 درجة مئوية مقارنة بالقرن الماضي.
ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 11 درجة مئوية بحلول عام 2100، مما ينذر بأهمية الآثار الناجمة عن التغير المناخي على كوكب الأرض ويبرز دور الصحة البيئية بشكل أكبر على الساحة العالمية.