تُشير الكبائر السبع المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية إلى الخطايا الجسيمة التي تُحدد السلوك السليم في الدنيا والآخرة. فاتباع تعليمات الله سبحانه وتعالى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يُعَدّ دليلًا على النجاح في الحياة الدنيوية وفي الآخرة أيضًا. في هذا المقال، سنتناول الكبائر المحرمة، وما المقصود بكلمة الكبائر التي تثير في نفوسنا الرعب من غضب الله. نأمل أن يكون هذا المقال مفيدًا لكم، ولا تنسوا مشاركة محتوانا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. جزاكم الله خيرًا.
ما هو مفهوم الذنوب؟
الذنوب تُعرَّف بأنها الأفعال المخالفة لتعليمات الله وما نهى عنه، بالإضافة إلى تجاهل الأوامر التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولا يُمكن لأحد أن ينكر أن البشر يخطئون، سواء كان الخطأ ظاهرًا أو باطنًا. وللذنوب آثار سلبية سواء في الدنيا أو الآخرة وتتجلّى أنواعها بشكل رئيسي في التالي:
صغائر الذنب
تتمثل في الأفعال أو الآثام التي لا ترقى إلى حد الكبائر. وغالبًا ما يغفر الله لمن يرتكبها إذا تاب، ولا تتسبب في عقابٍ شديد.
كبار الذنب
تشمل الأخطاء التي يستمر المولى في تحذير الناس منها، والتي تُعتبر من الكبائر التي لا مغفرة لها، حيث يُعاقَب مرتكبها في الدنيا والآخرة.
ما هي الكبائر؟
الكبائر هي الأفعال التي تُعتبر عظمى في الإثم والمعاصي، وقد حددها علماء الشريعة الإسلامية بأنها الأفعال السيئة التي يصدرها الناس. يرتكب البشر العديد من الذنوب ولكن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب الكبرى والصغرى لمن يتوب إليه، ولكن تبقى الكبائر المحرمة دون مغفرة، ويكون صاحبها عرضة لعقاب عظيم في الحياة الدنيا والآخرة كما ورد في الكتاب والسنة، وتحمل الكبائر تفرقات واضحة في الدين الإسلامي بالنسبة للذنوب الصغيرة التي يمكن التحرر منها من خلال الاستغفار والدعاء.
بينما تكمن الكبائر التي لا يمكن الإفلات منها في عقابها الشديد، مثل (الشرك بالله، الربا، عقوق الوالدين، أكل مال اليتيم، قذف المحصنات، السحر، وقتل النفس المحرمة).
كيف ينظر الإسلام إلى الكبائر؟
تتمتع الكبائر بمستويات متفاوتة من العواقب في الإسلام، حيث يُعاقَب من يرتكبها ولا يُمنح فرصة لدخول الجنة. وقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكبائر في حديثه: “اجتنبوا السبع الموبقات”، ومنها: الشرك بالله، السحر، قتل النفس المحرمة، أكل الربا، أكل مال اليتيم، التولي يوم الزحف، وقذف المحصنات. كما نصّ الله تعالى على عواقب الكبائر في القرآن قائلاً: “وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير”. لذا، فإن من الواجب على المسلمين الالتزام بتعاليم الدين وتجنب المحرمات والنواهي.
الكبائر السبع وعواقبها
أعلمنا جميعًا أن الله واسع الرحمة والمغفرة، ولكنه أيضًا شديد الحساب. وهنالك ذنوب عظيمة حذر الإسلام من ارتكابها، لذلك سنستعرض الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة:
الشرك بالله سبحانه وتعالى
يُعدّ الشرك من أولى الكبائر التي تجر صاحبها إلى الهلاك، ولا يُغفر أبدًا. يقول الله تعالى: “ولا تجعلوا مع الله إلهًا آخر إني لكم منه نذير مبين”. وينقسم الشرك إلى نوعين:
الشرك الأصغر
وهو الجرائم التي لا تؤدي إلى الخروج عن الدين، مثل الحلف بغير الله. وهذا النوع يمكن أن يُغفر إذا تمت التوبة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله فقد أشرك”.
الشرك الأكبر
- وهو الخروج كليًا عن الدين، حيث يحدد الشخص شريكًا لله في العبادة والتقديس، أو ينكر وجود إله يحكم الكون. وقد قال الله في محكم تنزيله: “ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله”.
الربا
- الربا يُعتبر من الكبائر التي حذر الله ورسوله منها، وهو يتضمن ضياع حقوق الآخرين عن طريق زيادة الأموال بشكل فاحش، مما يؤدي إلى الفقر والطمع. وقد قال الله: “يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ”.
عقوق الوالدين
- يأمر الله ورسوله بطاعة الوالدين ورعايتهما، والتحذير من سوء المعاملة لهما، لأنهما سبب دخولكم الجنة. قال الله: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
أكل حق اليتيم
- يُعتبر أكل مال اليتيم من أقسى الكبائر، وهو يشمل مال من فقد والديه قبل بلوغه. حذر الله تعالى من ذلك بقوله: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا”.
قذف المحصنات المؤمنات
- إن قذف النساء المؤمنات بغير حق هو من الكلام الفاسد. وقد أكد الله على أهمية عدم رمي المحصنات بما ليس فيهم بقوله: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ… فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً”.
السحر وعواقبه
- السحر يعد خروجًا عن الدين وعدم الإيمان بالله. وقد حذر الله من السحر بقول: “واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان”.
قتل النفس المحرمة
- القتل بغير حق يُعد من أعظم الكبائر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقتل نفس ظلمًا”. كما حذر الله من قتل النفس بغير حق في قوله: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”.