يُعتبر الشاعر همام بن غالب أحد أبرز الأسماء في تاريخ الأدب العربي، حيث عُرف الشعر والشعراء في العصور القديمة بمكانتهم الرفيعة، وكان الشعر وسيلة هامة لتوثيق الأحداث التاريخية، فضلاً عن كونه ناقلاً لموروثات الشعوب القديمة.
الشاعر همام بن غالب
- همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، وكنيته أبو فراس، يُلقب أيضاً بالفرزدق، وهو من أبرز شعراء العصر الأموي.
- وُلِدَ عام 38 هـ وتوفي عام 110 هـ، واشتهر بشعر الهجاء الذي أبدع فيه.
- نشأ في مدينة البصرة بالعراق، وصادف أن “الفرزدق” تعني رغيف العيش، وهو لقب حصل عليه بسبب ضخامته.
- يُعتبر الفرزدق من الشعراء الأعلام في عصره، حيث تم مقارنته بالشاعر الكبير زهير بن أبي سلمى، أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي.
- حظي بمكانة نبيلة بين قومه، حيث كان يُجيد العطاء للضعفاء، ويُعتبر من الشعراء المخضرمين الذين عاشوا في فترتي الجاهلية والإسلام.
- كان يُعرف بالكرم والجود، كما كان يتنافس مع الشاعر جرير في مجال الهجاء.
- توفي الفرزدق قبل جرير الذي رثاه بأبيات شعرية مؤثرة، وقد عاشت حياته حوالي 72 عاماً.
أشعار الشاعر همام بن غالب
لم يُقتصر شعر الفرزدق على الهجاء فقط، بل تنوع بين المدح والفخر، مع تفضيل واضح للهجاء.
تتزين المكتبات بكثير من مؤلفاته القيمة التي تُعتبر من المصادر الأساسية للغة العربية، حيث يُقال:
“لولا شعر الفرزدق، لذهب ثلث اللغة.” ومن أبرز أعماله الشعرية ما يلي:
- قصيدته في الإمام علي بن الحسين.
- تَضاحَكَت أَن رَأَت شَيباً.
- سَما لَكَ شَوقٌ.
- أَبِيت أمَنّي النَفسَ.
- بِشرِ بنِ مَروانَ.
- أَوفى وَزادَ وَفاؤه.
- بَنو مَروانَ.
- عِرسي سوَيدَة.
- مدح الركب هجاء الباهلي.
- غِيّاً لِباهِلَةَ.
- دَعاني جَرير.
- أَنا اِبن ضَبَّةَ.
- البَيت الَّذي أَنتَ هايِبه.
- الشيب والشباب.
- أبوكَ وَعَمّي.
- أَبا حاتِمٍ.
- أَبانَ بنَ الوَليدِ.
- ملك بَني مَروانَ.
- أَلَم يَك جَهلاً.
- رَأَيت نَوارَ.
- بَني تَميمٍ.
- يا هِند.
- في العقل.
فخر الشاعر همام بن غالب
كان الفرزدق فخورًا بنفسه ونسبه، حيث اتسم شعره بالفخر بالعذوبة والنعومة، ومن بين أبياته التي تعكس فخره:
إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا بَيتاً دَعائِمه أَعَز وَأَطوَل.
كذلك عَلى بَيتٍ بَناه لَنا المَليك وَما بَنى حَكَم السَماء فَإِنَّه لا ينقَل.
بَيتاً زرارَة محتَبٍ بِفِنائِهِ وَمجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ نَهشَل.
يَلِجونَ بَيتَ مجاشِعٍ وَإِذا اِحتَبوا بَرَزوا كَأَنَّهم الجِبال المثَّل.
كذلك لا يَحتَبي بِفِناءِ بَيتِكَ مِثلهم أَبَداً إِذا عدَّ الفِعال الأَفضَل.
مِن عِزِّهِم جَحَرَت كلَيبٌ بَيتَها زَرباً كَأَنَّهم لَدَيهِ القمَّل.
خصائص شعر همام بن غالب
تميز شعر همام بن غالب بالعديد من الخصائص التي ساهمت في شهرته الكبيرة، وأهمها:
- الإتقان في كافة فنون الشعر، مع فصاحة لسانه وقوة ألفاظه.
- استخدامه لغة جزيلة بأسلوب غني، يتمتع بالقوة والسهولة في آن واحد.
- تضمن شعره ألفاظ غريبة ومعاني عميقة، فضلاً عن تنوع مواضيع شعره بين الفخر والمدح والهجاء.
للاطلاع على المزيد، يمكنكم التعرف على:
زوجات الشاعر همام بن غالب
تزوج همام بن غالب بعدد من الزوجات، وذلك في إطار التقاليد السائدة في عصره، ومن هؤلاء الزوجات:
- النوّار بنت مجاشع.
- الزنجيّة.
- حدراء الشيبانية.
- ظبية بنت حالم بن مجاشع.
- زوجة له من اليرابيع من أولاد الحارث بن عبّاد.
مدح الشاعر همام بن غالب للإمام زين العابدين
قام همام بن غالب بمدح الإمام زين العابدين بقصيدة معبرة، نقتطف منها بعض الأبيات:
هذا ابن خير عباد الله كلهم *** هذا التقي النقي الطاهر العلم.
هذا الذي أحمد المختار والده *** صلى عليه الإله ثم جرى القلم.
كذلك هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهلَه *** بجده أنبياء الله قد ختموا.
هذا علي رسول الله والده *** أمست بنور هداه تهتدي الأمم.
هذا الذي عمه جعفر الطيار وال *** مقتول حمزة ليث حبه قسم.
هذا ابن سيدة النسوان فاطمة *** وابن الوصي الذي في سيفه سقم.
من جده دان فضل الأنبياء له *** وفضل أمته دانت له الأمم.
لو يعلم الركن من جاء يلثمه *** لخر يلثم منه ما وطئ القدم.
كذلك وليس قولك مَن هذا بضائره *** العرب تعرف من أنكرت والعجم.
الله شرفه قدما وفضله *** جرى بذاك له في لوحه القلم.
مشتقة من رسول الله نبعته *** طابت عناصره والخيم والشيم.
أشهر أشعار الهجاء للشاعر همام بن غالب
عرف همام بن غالب بشعر الهجاء، وهنا بعض الأبيات من إحدى قصائده في هذا المجال:
دَعَا دَعْوَةَ الحبْلى زَباب، وَقد رَأى.
بَني قَطَنٍ هَزّوا القَنَا، فَتَزَعْزَعا.
كَأنّهم اقْتادوا بِهِ مِنْ بيوتهِمْ.
كذلك خَروفاً مِنَ الشّاءِ الحجازِيِّ أبْقَعا.
فَلَوْ أنّ لَوْماً كانَ منْجيَ أهْلِهِ.
لَنَجّى زَبَاباً لَوْمه أنْ يقَطَّعا.
إذاً لَكَفْتْه السّيْفَ أمٌّ لَئِيمَةٌ.
وَخالٌ رَعَى الأشْوَالَ حتى تَسَعسَعا.
رمَيْلَة أوْ شَيْمَاء أوْ عَرَكِيّةٌ.
دَلوكٌ برِجْلَيها القَعودَ المَوَقَّع.
فَلا تَحْسَبَا يا ابْنَيْ رمَيْلَةَ أنّه.
يكون بَوَاءً دونَ أنْ تقْتَلا مَعا.
وَإنْ تقْتَلا لا توفَيَا غَيْرَ أنّه.
دَم الثأرِ أحرَى أنْ يصَابَ فيَنْقَعا.
كذلك بَني صَامتٍ هَلاّ زَجَرْتمْ كِلابَكمْ.
عَنِ اللّحْمِ بالخَبْرَاءِ أنْ يَتَمَزّعا.
وَلَيْسَ كَرِيمٌ للخرَيْجيْنِ ذائِقاً.
قِرىً بَعدما نادى زَبابٌ فاسْمَعا.
فشَرْعكما ألبانَها فَاصْفِرَا بِهَا.
إذا الفَأر مِنْ أرضِ السّبيّةِ أمْرَعا.
وعقد كانَ عَوْفٌ ذا ذحولٍ كَثِيرَةٍ.
كذلك وَذا طَلَباتٍ تَتْرك الأنْفَ أجْدَعا.
أتَيْتَ بَني الشّرْقيّ تَحِسب عَزَّهمْ.
على عهد ذي القرنين كان تضعضعا.