الاكتشافات الجغرافية البارزة في العصر الحديث

الاكتشافات الجغرافية

تُعتبر الاكتشافات الجغرافية من أقدم الأنشطة التي مارسها الإنسان عبر العصور، وتحمل في طياتها الكثير من الحماس والتشويق. في الزمن القديم، كان الملوك والسلاطين يرسلون المكتشفين إلى المناطق المجهولة بغرض البحث عن الثروات، وتعزيز التجارة، وتحديد الأماكن المناسبة للإقامة. كما يُعتقد أن معظم المكتشفين الأوائل، في عصور ما قبل التاريخ، كانوا من الصيادين، نظرًا لتجوالهم المستمر بحثًا عن الطعام. ورغم اختلاف الدوافع التي ستقود المكتشفين إلى مغامراتهم الاستكشافية، فإن السمات المشتركة بينهم تشمل حب المخاطرة، والرغبة القوية في استكشاف المجهول، وشغفهم بمواجهة التحديات.

أبرز الاكتشافات الجغرافية في العصر الحديث

اكتشافات القرن السادس عشر

شهد القرن السادس عشر العديد من الاكتشافات الجغرافية المهمة، ومن أبرزها:

  • اكتشافات كولومبوس: خلال الفترة من 1493م إلى 1502م، اكتشف الرحالة كريستوفر كولومبوس عدة مناطق بأسمائها الحالية، مثل جامايكا وترينيداد وبورتوريكو وفنزويلا وبنما.
  • اكتشافات ماجلان: انطلقت رحلة ماجلان في عام 1519م ليدور حول الكرة الأرضية، حيث عبر المحيط الأطلسي ووصل إلى القارة الأمريكية، واستمر في رحلته عبر عدة جزر حتى وصل إلى المحيط الهادئ، غير أنه لقي مصرعه في إحدى جزر الفليبين قبل إتمام رحلته، بينما أكمل طاقمه المهمة.
  • استكشاف الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة الأمريكية ونهر المسيسيبي: في عام 1513م، اكتشف المكتشف الإسباني خوان بونس دي ليون الساحل الشرقي لولاية فلوريدا، وفي عام 1539م، استطاع هيرناندو دي سوتو الوصول إلى نهر المسيسيبي رغم أن مهمته كانت تبحث عن الذهب.
  • اكتشاف الجنوب الغربي من أمريكا: عام 1540م، اكتشف فرنسيسكو فاسكويز دي كورونادو مناطق في الجنوب الغربي لأمريكا، متضمنة تكساس وأوكلاهوما وكنساس ونيو مكسيكو، لكن لم يوفق في العثور على مدن سيبولا السبع، التي كانت هدفه الأساسي.

اكتشافات القرن الثامن عشر والتاسع عشر

نستعرض الآن أبرز الاكتشافات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر:

  • اكتشاف جنوب المحيط الهادئ: قام القبطان البريطاني جيمس كوك برحلته الأولى في المحيط الهادئ بين عامي 1768م و1771م، حيث اكتشف نيوزيلندا والعديد من الجزر. في رحلته الثانية، التي استمرت من عام 1772م إلى 1775م، تمكن من الوصول إلى أقصى الجنوب بالمحيط الهادئ، لكنه لم يتمكن من رؤية القارة القطبية الجنوبية بسبب الثلوج. في رحلته الثالثة، اكتشف جزر هاواي، ليكون أول أوروبي يصل إليها.
  • اكتشاف مجرى نهر النيجر: بين عامي 1795م و1806م، اكتشف المكتشف البريطاني مونغو بارك مجرى نهر النيجر أثناء قيادته بعثة استكشافية تحت مظلة الجمعية الأفريقية.
  • اكتشاف تمبكتو في مالي: في عام 1826م، تمكن المكتشف الإنجليزي ألكسندر غوردون لاينج من اكتشاف منطقة تمبكتو في مالي، حيث زارها أيضًا الفرنسي رينيه كاليه عام 1828م في رحلته إلى الصحراء الكبرى.
  • اكتشاف بحيرة تنجانيقا وبحيرة فكتوريا: ساهم البحث عن منبع النيل الأبيض في اكتشاف مناطق جديدة في شرق أفريقيا؛ حيث اكتشف البريطانيان ريتشارد بيرتون وجون هاننج سبيك بحيرة تنجانيقا عام 1858م، بينما تمكن هاننج من إعادة اكتشاف بحيرة فكتوريا كأحد مصادر النيل الأبيض.
  • اكتشاف جنوب شرق أفريقيا: خلال الفترة ما بين 1841م و1856م، مرّ المستكشف الأسكتلندي ديفيد لفينغستون عبر جنوب وغرب القارة الأفريقية، وصولاً إلى لواندا في أنجولا، واكتشف بحيرة نياسا في النهاية.
  • استكشاف المناطق الداخلية في أستراليا: قرر المستكشف الأسترالي غريغوري بلاكسلاند في عام 1813م عبور سلاسل الجبال الزرقاء، ليكتشف أن هناك أنهارًا وراءها. وفي عام 1829م، كان المستكشف الأسترالي تشارلز ستورت قد اكتشف نهرين كبيرين متدفقين من نهر موراي العظيم.
  • اكتشاف الساحل الشمالي لشبه جزيرة المنطقة القطبية الجنوبية: في عام 1820م، تم اكتشاف شبه جزيرة الأنتاركتيكا بواسطة صيادي عجل البحر نثانيل براون بالمر وإدوارد برانزفيلد.
  • الممر الشمالي الغربي في المنطقة القطبية الشمالية: في أربعينيات القرن التاسع عشر، قاد السير جون فرانكلين حملة للبحث عن الممر الشمالي الغربي، إلا أن الحملة لم تحقق نجاحًا كبيرًا. ولكن بين عامي 1850م و1854م، تمكن السير روبرت ماكلور من عبور الممر. يُعتبر الإنجاز الحقيقي في المنطقة القطبية الشمالية من نصيب روالد أموندسون، الذي أبحر إلى الممر بين عامي 1903 و1906م.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *