تُعتبر سماكة الرحم حالة طبية تتميز بزيادة في سمك بطانة الرحم، مما يغير من خصائصها الطبيعية. على الرغم من أن هذه الحالة قد تبدو غير ضارة في بدايتها، إلا أن لها مضاعفات خطيرة قد تتطور إلى خلايا سرطانية مع مرور الوقت.
تنتج سماكة الرحم عادة عن زيادة مستويات هرمون الاستروجين في الجسم مع انخفاض هرمون البروجسترون. يحدث ذلك دراجيًا خلال الدورة الشهرية نتيجة لتغيرات هرمونية تؤثر على بطانة الرحم. في الجزء الأول من الدورة، يتم إفراز الاستروجين، مما يؤدي لزيادة سماكة بطانة الرحم. هذا المقال سيستعرض أعراض سماكة الرحم وطرق التعامل معها بشكل فعال.
أعراض سماكة الرحم وطرق التعامل معها
تتضمن أعراض سماكة الرحم عدة أنماط، وقد صنفها الأطباء بناءً على تغييرات خلايا بطانة الرحم. من بين هذه الأنواع:
سماكة الرحم البسيطة
تتميز بتكوين خلايا بسيطة لا تحمل صفات غير طبيعية، وعادة لا تتحول إلى خلايا سرطانية. في العديد من الحالات، قد لا تحتاج إلى علاج حيث يمكن أن تختفي تلقائيًا مع مرور الوقت، لكن العلاج الهرموني يُعتبر خيارًا فعالًا وقد يُوصى به من قبل الطبيب المعالج.
سماكة الرحم المعقدة
تتميز هذه الحالة بنمو غير طبيعي للخلايا، مما يزيد من خطر تحولها إلى خلايا سرطانية. يتطلب هذا النوع من المرض تدخلًا علاجيًا فوريًا للحد من احتمالية تحوله إلى سرطان بطانة الرحم.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسماكة الرحم
هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بسماكة الرحم، وليس بالضرورة أن تؤدي بالضرورة لظهورها. تشمل هذه العوامل:
- تجاوز عمر المرأة الـ 35 عامًا.
- الإصابة بداء السكري أو تكيسات المبيض والغدة الدرقية.
- النساء اللاتي لم ينجبن.
- المدخنات مقارنة بغير المدخنات.
- بلوغ الفتيات في سن مبكرة أو انقطاع الطمث في وقت متأخر.
- تناول بعض أنواع الأدوية الهرمونية.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحالة.
- إذا كانت المرأة قد أصيبت سابقًا بسماكة بطانة الرحم.
- زيادة الوزن.
طرق تشخيص أعراض سماكة الرحم وطرق التعامل معها
يقوم الأطباء بتشخيص أعراض سماكة الرحم عن طريق إجراء فحوصات طبية دقيقة مثل أخذ عينة من بطانة الرحم لتحليلها. في حالة ملاحظة نزيف غير طبيعي، سواء أثناء الحيض أو بعده، يتم إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد ما إذا كانت هناك سماكة في الرحم، ومن ثم يتم وصف العلاج المناسب باستخدام هرمون البروجسترون على شكل كبسولات أو كريم موضعي يتطلبه الحالة الصحية للمريضة.
خيارات علاج سماكة بطانة الرحم
عندما يتم تشخيص أعراض سماكة بطانة الرحم، يقوم الطبيب بتقييم حالة المريضة لتحديد نوع التضخم الموجود، وما إذا كانت الحالة ملائمة للحفاظ على القدرة الإنجابية.
في هذه الحالات، لا تُعد استئصال الرحم خيارًا أوليًا، حيث يمكن التعامل معها عبر خيارات العلاج المناسبة. تتضمن خيارات العلاج الآتي:
علاج سماكة بطانة الرحم النمطي
وهو نوع من تضخم بطانة الرحم حيث تظل زيادة الخلايا طبيعية. يتوفر العديد من طرق العلاج، ويحدد الطبيب الطريقة الأنسب بناءً على الأعراض والحالة الصحية.
العلاج بهرمون البروجسترون
يعتبر علاجًا فعالًا لحالات تضخم بطانة الرحم، وغالبًا ما يتم وصفه في حالات النزيف غير الطبيعي. يمكن أن تتواجد أشكال متعددة لهذا العلاج، بما في ذلك الأقراص أو الحقن، ويقوم الطبيب بمراقبة تطور حالة المريضة من خلال فحص النمو الخلوي.
العلاج باستخدام حبوب البروجسترون
يتم استخدام حبوب تحتوي على هرمون البروجسترون كخيار شائع لعلاج سماكة بطانة الرحم، ومن الأدويّة المتاحة: عقار أسيتات نوريثيستيرون وميدروكسي بروجستيرون. تعتبر حبوب الميتفورمين أيضًا فعالة في تقليل مقاومة الأنسولين وتحسين حالة التمثيل الغذائي.
استخدام اللولب الرحمي الهرموني
يتضمن زرع وسيلة بلاستيكية داخل الرحم لتوفير هرمون البروجسترون، مما يقلل من سماكة بطانة الرحم ويمنع النمو غير الطبيعي. يعد هذا الخيار مفضلًا نظرًا لقلة آثاره الجانبية، كما يساعد في تنظيم الحمل.
السيطرة على المخاطر
يمكن للطبيب التأكيد على أهمية إصلاح نمط الحياة، مثل فقدان الوزن للنساء اللواتي يعانين من السمنة، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين للحد من مستويات الاستروجين الزائدة.
استئصال الرحم
إذا تفاقمت الحالة ولم تنجح طرق العلاج الأخرى، يكون استئصال الرحم هو الخيار الأخير. يحدث هذا عادةً عندما يتم ملاحظة نمو خلايا غير طبيعية في بطانة الرحم حتى بعد علاج طويل الأمد.
المتابعة الطبية
بعض الحالات تتطلب المراقبة المستمرة للمرأة المصابة، حيث يمكن أن تتمتع بنسب شفاء تصل إلى 75% دون الحاجة لتدخل طبي إضافي. يتم إجراء مراقبة طبية منتظمة، وفي بعض الحالات، قد يتم استخدام الاستروجين كعلاج دعم تحت إشراف طبي متخصص.
