أحمد بن بلّة: أول رئيس للجمهورية الجزائرية
يُعتبر أحمد بن بلّة أول رئيس للجمهورية الجزائرية، حيث وُلِد في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1916 وتوفي في الحادي عشر من أبريل عام 2012. كان بن بلّة شخصية محورية في حرب الجزائر من أجل الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، وقد شغل منصب أول رئيس وزراء بين عامي 1962 و1963، ثم أصبح أول رئيس منتخب للجمهورية الجزائرية من عام 1963 حتى 1965. قاد بن بلّة بلاده نحو نظام اقتصادي اشتراكي، وهو نجل مزارع ورجل أعمال صغير من مدينة مغنية في ولاية وهران، حيث أكمل دراسته الأولية في مدارس فرنسية، ثم واصل تعليمه في مدينة تلمسان المجاورة.
يشغل رئيس الجمهورية الجزائرية منصب رئيس الدولة والرئيس التنفيذي، وهو أيضًا القائد الأعلى للقوات المسلحة. بعد الاستقلال في عام 1962، تم تعيين أحمد بن بلّة كرئيس للجزائر وأُسندت إليه مهمة اختيار رئيس للوزراء لمساعدته في إدارة شؤون الحكومة. ومع ذلك، تمت إزالة منصب رئيس الوزراء في عام 1963، فأصبح بن بلّة يتولى جميع مهام هذا المنصب بمفرده.
حياة أحمد بن بلّة بعد التجنيد
تم تجنيد أحمد بن بلّة بشكل إلزامي في الجيش الفرنسي عام 1937، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية. بعد عودته إلى مدينة مغنية، استأنف نشاطاته القومية، ورفض الاستسلام للتهديدات الفرنسية بمصادرة مزرعته، مما دفعه لمغادرة مغنية والانضمام إلى حركة مصالي الحاج السرية. بالتعاون مع حزب مصالي الحاج، أسس بن بلّة منظمة شبه عسكرية تهدف إلى حيازة السلاح بسرعة. في نوفمبر من عام 1954، التقى أحمد بن بلّة سرًّا بقادة الجالية الجزائرية في مصر، وتمخض اللقاء عن قرارين هامين: إنشاء جبهة تحرير وطنية وتنظيم انتفاضة مسلحة ضد الاستعمار الفرنسي.
انتهاء فترة رئاسة أحمد بن بلّة
في التاسع عشر من يونيو عام 1965، تم الإطاحة بأحمد بن بلّة في انقلاب قاده العقيد بومدين، الذي كان أحد رفاقه. أُودع بن بلّة في سجن تحت الأرض لمدة ثمانية أشهر، ثم نُقل إلى فيلا معزولة في بئر توتة بالقرب من العاصمة الجزائر. ظلّ تحت الإقامة الجبرية لمدة أربع عشرة عامًا. بعد وفاة العقيد بومدين، نُفي بن بلّة إلى سويسرا، وعاد بعد ذلك إلى الجزائر في التسعينات حيث ساهم في إنهاء الحرب الأهلية.