أنواع مختلفة من الأمراض

الأمراض

يُعتبر تعريف المرض من منظور طبي بحت غير كافٍ للتعبير عن شمولية هذه الظاهرة، إذ تتأثر الأمراض بوجهات النظر الثقافية والاجتماعية. لذا، يتم تعريف الأمراض الجوهرية على أنها الحالات الواضحة التي تعبر عن اختلال وظيفي، وتعتبر خطراً على الصحة تستدعي العلاج. في المقابل، تُعرف الأمراض المشروطة بأنها الحالات التي تم التوافق عليها نظرًا لتأثيرات المبادئ الطبية والثقافية والاجتماعية.

أنواع الأمراض

تعود جهود تصنيف الأمراض وتحديد أنواعها إلى عصور قديمة، وقد استمرت هذه العملية حتى الآن. قامت منظمة الصحة العالمية بتطوير تصنيف شامل لجميع أنواع الأمراض التي قد تصيب الإنسان. وسنستعرض فيما يلي ملخصاً لهذا التصنيف، حيث يمكن تصنيف الأمراض تحت عشرة أنواع رئيسية.

أمراض القلب والأعضاء الأخرى

تنقسم أمراض القلب إلى خمسة أنواع رئيسية، منها الأمراض التي تصيب شرايين القلب كتلك المرتبطة بمرض الشريان التاجي، بالإضافة إلى الأمراض التي تصيب صمامات القلب، واعتلال عضلة القلب الذي يؤثر على انقباضاته، واضطرابات نبض القلب، فضلاً عن تلك التي تحدث في القلب قبل الولادة. أما أمراض الرئة، فهي متنوعة أيضاً وتصنف ضمن ثلاثة أنواع رئيسية: الأمراض التي تصيب الممرات التنفسية مثل الربو، والأمراض التي تؤثر على أنسجة الرئة مما يؤدي إلى ضعف تبادل الأكسجين، ومن بينها التليف الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Fibrosis). ويأتي النوع الثالث من أمراض الرئة نتيجة تأثير على دوران الدم فيها، مثل فرط ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Hypertension).

أمراض الدم وجهاز المناعة

تكتسب أمراض الدم أهمية بالغة نظرًا لتأثيرها على الصحة العامة للمريض. ومن أبرز هذه الأمراض فقر الدم، والهيموفيليا (الناعور)، وتجلطات الدم. تحدث اضطرابات المناعة نتيجة زيادة أو ضعف نشاط الجهاز المناعي، حيث تُعرف الاضطرابات الناتجة عن زيادة المناعة بأمراض المناعة الذاتية، مثل النوع 1 من السكري، بينما ضعف المناعة قد يؤدي إلى عجز الجسم عن مواجهة الأمراض، وقد ترتبط أمراض نقص المناعة بالعدوى مثل فيروس الإيدز.

مرض السرطان

يُعرَّف السرطان بأنه حالة غير متحكم فيها من نمو وانقسام خلايا الجسم، حيث يفترض أن تموت الخلايا بعد فترة معينة لتستبدل بخلايا جديدة. وعندما يحدث خلل يمنع هذا الموت، يبدأ السرطان بالتأثير على خلايا أخرى، مما يؤدي إلى تكوين أورام. بعض الأنواع من السرطان قد لا تكون ظاهرة، كما أن بعضها يمكن أن ينتقل من مكان إلى آخر عبر الغدد اللمفاوية. يُعتبر سرطان الثدي الأكثر انتشاراً بين النساء في الولايات المتحدة، بينما يُعتبر سرطان البروستات الأكثر شيوعاً بين الرجال, في حين يُصنف سرطان الرئة كأعلى أنواع السرطان تسبباً للوفاة في البلاد.

الإصابات الجسدية

تتنوع الأسباب والتأثيرات المرتبطة بالإصابات الجسدية، بما في ذلك تلك الناتجة عن السقوط والحوادث المرورية، والتي قد تتراوح من الطفيفة إلى الخطيرة. تشمل أنواع الإصابات الجسدية التعرُّض لعضَّات أو لدغات الحيوانات، وكذلك الكسور والجروح، بالإضافة إلى الحروق، والصعقات الكهربائية، والتسمم، وغيرها.

أمراض الجهاز العصبي

يتكون الجهاز العصبي من الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب، وهو مسؤول عن إدارة الوظائف والأنشطة الحيوية للجسم. ولذلك، فإن الأمراض التي تُصيب أي جزء من الجهاز العصبي تعتبر ذات أهمية كبيرة، حيث تؤثر على قدرة الشخص في إجراء وظائف حيوية مثل المشي، والتحدث، والتنفس. تشمل أمراض الجهاز العصبي أكثر من 600 حالة، منها ما يرتبط بالاختلالات الجينية، أو مشكلات تطور الجهاز العصبي، أو أمراض تؤدي إلى موت جزء من الخلايا العصبية.

أمراض الغدد الصماء

تشمل الغدد الصماء مجموعة من الغدد المسؤولة عن إفراز هرمونات مختلفة تؤثر على الجسم. تشمل اضطرابات الغدد الصماء الأمراض والحالات المتعلقة بها، ويتنوع سبب هذه الاضطرابات بين عوامل جينية، وفشل في التواصل والتحفيز بين الغدد. تُعد أمراض الغدة الدرقية من أكثر أمراض الغدد الصماء شيوعًا، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) وقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).

الأمراض المعدية

تُعرف الأمراض المعدية بأنها الاضطرابات الناجمة عن الكائنات الدقيقة داخل الجسم، بما في ذلك الفيروسات، والبكتيريا، والطفيليات، والفطريات. رغم أن معظم هذه الكائنات قد تكون غير ضارة أو مفيدة في أحيان كثيرة، إلا أنها قد تسبب أمراضاً خطيرة تحت ظروف معينة. يمكن أن تدخل هذه الكائنات الجسم عبر طرق متنوعة مثل العدوى المباشرة، أو تناول أطعمة ومشروبات ملوثة. يتفاوت تأثير وأسلوب علاج الأمراض المعدية، حيث يمكن أن تكون بعض الحالات بسيطة بينما تتطلب أخرى علاجًا قد يكون خطرًا على الحياة. يمكن الوقاية من بعضها من خلال النظافة الشخصية أو اللقاحات.

الأمراض المتعلقة بالحمل والولادة

تشهد بعض النساء ظهور أمراض خلال فترة الحمل، وهو ما يؤثر على صحة الأم والجنين. قد يسبب الحمل أيضًا مضاعفات للنساء اللواتي يعانين من مشكلات صحية سابقة. تتفاوت شيوع الأمراض المرتبطة بالحمل بين النادرة والشائعة، مثل سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

الأمراض الجينية

تشير الأمراض الجينية إلى الاضطرابات الناجمة عن اختلال في التركيبة الجينية، بدءًا من العيوب البسيطة إلى الهياكل المعقدة في الكروموسومات. من الأمثلة على هذه الحالات فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle Cell Disease) ومتلازمة داون (بالإنجليزية: Down’s Syndrome).

الأمراض المكتسبة من البيئة المحيطة

تشمل الأمراض المكتسبة من البيئة المحيطة أنواعًا متنوعة، بدءًا من الأزمات المفاجئة مثل حرارة الطقس الشديدة أو التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، إلى الأمراض التي قد تظهر بعد سنوات مثل سرطان الجلد. كما أن هناك أمراض قد تظهر عبر الأجيال التالية نتيجة exposure لمواد معينة مثل ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول (بالإنجليزية: Diethylstilbestrol)، الذي كان مستخدمًا منذ عام 1938 حتى أواخر الثمانينات، حتى تم اكتشاف مخاطره على الصحة في عام 1971.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *