يتطلب أداء الصلاة من المسلم اتباع طريقة محددة، وقد أوضحت لنا السنة النبوية الكريمة كيفية أدائها. في هذا المقال، سيتم تناول تفاصيل هذه الكيفية بشيء من الشرح.
كيفية الجمع والقصر للمسافر
إذا كان الشخص ينوي السفر، فيحق له الجمع بين صلوات معينة مثل الظهر والعصر أو المغرب والعشاء. وفيما يلي أهم المعلومات حول هذا الحكم:
- الجمع يعني أن يجمع المسافر بين صلاتي الظهر والعصر في صلاة واحدة، وكذلك بين صلاتي المغرب والعشاء.
- أما القصر فيعني تقصير الصلاة المفروضة، حيث يؤدي المسلم صلاة الظهر بركعتين بدلاً من أربع، وهذا ينطبق كذلك على صلاتي العصر والعشاء.
الجمع بين المغرب والعشاء
يعد الجمع والقصر بين فرضتي المغرب والعشاء أمرًا مشروعًا في الدين الإسلامي، ويمكن أن يكون الجمع إما تقديمًا أو تأخيرًا، كما يلي:
- يمكن للمسافر أن يقدم صلاة العشاء ويجمعها مع صلاة المغرب، وهو ما يعرف بجمع تقديم.
- يجوز أيضًا تأخير صلاة المغرب لتتم مع صلاة العشاء، وهو ما يعرف بجمع تأخير.
- يجب مراعاة ترتيب الأداء، بحيث تؤدى صلاة المغرب قبل العشاء.
هل يجوز الجمع بين العشاء والفجر؟
فيما يخص هذا الأمر، نستعرض حكم الدين كما يلي:
- لم يرد نص شرعي يجيز الجمع بين صلاة الفجر والعشاء.
- لذا، لا يجوز الجمع بين هاتين الصلاتين.
- وبالمثل، فمن غير المستحب أداء الجمع بين العشاء والفجر أو بين العصر والمغرب.
عدد الركعات بصلاة القصر
حدد الشرع الإسلامي عدد الركعات كما يلي:
- تؤدى صلاة الظهر بركعتين فقط، بدلاً من أربع.
- تؤدى أيضًا صلاتا العصر والعشاء بركعتين لكل منهما.
- لا يجوز القصر في صلاة الفجر أو المغرب، فالمسافر يجب أن يؤدي صلاة المغرب بثلاث ركعات وصلاة الفجر بركعتين.
الحكمة من مشروعية الجمع والقصر في الصلاة
لقد أوضح الله تعالى حكمة ومشروعية الفروض لكافة المسلمين، وتتمثل حكمة الجمع والقصر في النقاط التالية:
- شرع الله سبحانه وتعالى للمسافرين الجمع والقصر كترغيب لأداء الفريضة.
- يوفر هذا التشريع تخفيفًا للمسلم خلال الأوقات الصعبة أثناء السفر.
- يهدف إلى رفع الحرج عن كل مسلم قد يتعرض للعبء والمشقة.
- يعزز ذلك أداء الصلاة بارتياح ودون شعور بالثقل.
- يشجع المسلم على أداء فريضته بشكل كامل ودون تقصير.
متى يجوز جمع وقصر الصلاة للمسافر
توجد شروط وضوابط يجب توافرها كي يكون هناك جواز للجمع والقصر، وتتمثل تلك الضوابط في التالي:
شروط الجمع في الصلاة
شروط القصر في السفر
- يجب أن تكون المسافة التي يقطعها المسلم أثناء السفر كافية لتمكينه من القصر، والحد الأدنى للمسافة هو 80.5 كيلومتر.
- يتطلب الأمر وجود نية السفر، فعندما يخرج المسافر من منزله، يجب أن يستحضر النية حتى وإن قطع المسافة اللازمة.
- يجب أن يكون السفر مباحًا، فلا يجوز الجمع والقصر في السفر المحرم.
- لا ينبغي أن تكون لدى المسافر نية الإقامة في المكان الذي يسافر إليه، حيث أن تسهيل الجمع والقصر مُتاح فقط للمسافر الذي لا ينوي الاستقرار.
وقت ابتداء المسافر بالجمع والقصر
يختلف الفقهاء في تحديد متى يمكن للمسافر أن يبدأ بجمع وقصر صلاته. وفيما يلي أبرز الآراء:
المذهب الشافعي
- في المذهب الشافعي، يبدأ الجمع والقصر عند خروج الشخص من بيته.
- ثم يستمر إذا تخطى سور بلدته أو خرج من حيزها العمراني.
المذهب المالكي
- يؤكد المالكية على أن يكون المسافر بعيدًا عن الأماكن المعروفة في مدينته.
المذهب الحنفي
- ينبغي عند الحنفية أن يكون المسلم قد ابتعد تمامًا عن منزله أو عن أي معالم قريبة منه.
- يشمل ذلك كل ما يتعلق بمحيط سكنه.
المذهب الحنبلي
- يشير الحنابلة إلى ضرورة ابتعاد المسافر عن نطاق مدينته، وذلك يشمل الابتعاد عن أي شيء يدل على عمرانها.
الجمع والقصر في الطائرة
قال الله تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”. لذا، يجب على المسافر أداء الصلاة في الطائرة إذا علم أنه سيتجاوز وقت الصلاة عند نزوله. في حالات السفر لمسافات طويلة، إذا تأكدت أن الصلاة ستفوته، فيجب عليه أداؤها في الطائرة.
يمكن للمسافر أداء الصلاة في الطائرة بالجَمْع أو القصر وفقًا للضوابط المشار إليها.
موانع القصر للمسافر
تعددت آراء العلماء في تحديد موانع القصر للمسافر، وسنقوم بذكر بعضها في السطور التالية: