يسير الاتحاد الأوروبي نحو تحقيق اندماج شامل، حيث يُعتبر أقوى تكتل اقتصادي على مستوى العالم. ومن العوامل التي تدعم هذا الاندماج هي التقدم في مجالات عديدة.
كما يحقق الاتحاد الأوروبي اندماجًا ماليًا كبيرًا، مما يعزز مكانته الاقتصادية على الساحة العالمية. تابعوا معنا تفاصيل هذا الموضوع والمزيد على منصتنا المتميزة دومًا.
أهداف ومراحل تشكيل الاتحاد الأوروبي نحو اندماج شامل
- تكرّس أهداف الاتحاد الأوروبي لتحقيق تطوّر اقتصادي واجتماعي، ورفع مستوى التشغيل والتنمية.
- كما يسعى لإقامة نظام خالٍ من الحدود الداخلية، ويهدف لزيادة التكامل الاقتصادي والاجتماعي وتأسيس ارتباط اقتصادي نقودي.
- من المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي حرية التعبير والديموقراطية، واحترام حقوق الإنسان وصون الحريات الأساسية.
- يحرص الاتحاد أيضًا على الحفاظ على حقوق وهُوية الدول الأعضاء.
- تشكّل الاتحاد الأوروبي تم على عدة مراحل، حيث دعا وزير بريطانيا ونستون تشرشل إلى تأسيس أمم متحدة أوروبية عام 1946.
- وفي عام 1951، تم تأسيس المجموعة الأوروبية للفحم والصلب، التي تطورت لاحقًا إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية.
- بين عامي 1957 و1992، تحولت المجموعة الأوروبية للفحم والصلب إلى الاتحاد الأوروبي، وتحديدًا في عام 1992.
- تُعَد كرواتيا إحدى أحدث الدول المنضمة للاتحاد، حيث انضمت في 1 يوليو 2013، ليصل عدد الدول الأعضاء إلى 28 دولة.
مظاهر الاندماج الأوروبي الشامل
1- الاندماج المجالي
- تحققت هذه الفكرة من خلال اتحاد ميكالوبول واندماج عدة أطراف أخرى.
- كما تم وضع دستور أوروبي موحد، حيث ساعد هذا الاتحاد على أن يُصبح كيانًا شبه متوحد.
- في عام 1957، تم تأسيس السوق الأوروبية المشتركة بالتعاون مع إيطاليا وفرنسا وألمانيا ودول البنيلوكس (بلجيكا، هولندا، وليكسمبورغ).
- في عام 1973، انضمت بريطانيا وإيرلندا والدنمارك للسوق.
- علاوة على انضمام اليونان في عام 1981، وإسبانيا والبرتغال في عام 1986، والسويد وفنلندا والنمسا في عام 1995.
- في عام 2004، انضمت عشرة دول جديدة، وهي: إستونيا، ليتوانيا، بولندا، جمهورية التشيك، سلوفاكيا، هنغاريا، سلوفينيا، مالطا، قبرص.
- وانضمت كل من بلغاريا ورومانيا في عام 2007.
- نتج عن هذه الزيادة استقرار مساحة الاتحاد الأوروبي لتصل إلى 5 ملايين كيلومتر مربع، كما ارتفع عدد السكان ليصل إلى أكثر من 500 مليون نسمة.
2- الاندماج المالي
- في عام 2002، أُصدرت عملة موحدة تُدعى اليورو.
- أصبحت هذه العملة العملة الرسمية المُستخدمة في 17 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
- أما في المجال الزراعي، فقد اتبعت سياسة الزراعة المشتركة لزيادة الإنتاج وتحسين دخل المزارعين الأوروبيين، وضمان جودة المنتجات.
- في جانب التجارة، ألغى الاتحاد الأوروبي القيود الجمركية، لترسيخ سوق أوروبية موحدة.
- كما قام بتنسيق الأنشطة التجارية مع دول خارجية.
3- تحقيق مكانة اقتصادية بارزة عالمياً
- حقق الاتحاد الأوروبي موقعًا مهمًا على مستوى العالم، حيث يُعد الأول عالميًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي الذي تجاوز 18 بليون دولار.
- يمثل الاتحاد 29% من مجموع الإنتاج الداخلي الخام في العالم.
- إنتاجه الزراعي والصناعي يعادل 32% من إجمالي الشركات متعددة الجنسيات التي تنتمي للاتحاد.
- يعتبر الاتحاد أيضًا القوة التجارية الأولى عالميًا وثاني أكبر مصدر ومورد على الصعيد العالمي.
- يتمتع الاتحاد بميزان تجاري إيجابي، حيث تمثل صادرات المنتجات المُصنعة 85% من إجمالي الصادرات، و66% من التبادلات تتم بين الدول الأعضاء.
4- تحقيق اندماج اجتماعي
- يمنح الاتحاد الأوروبي حرية التجارة والسفر بين دوله، مما يوفر فرصًا للشباب للاستفادة من برامج التنمية الذاتية.
- يساعد على متابعة التعليم وتبادل الأساليب التربوية والتوحيد في الشهادات والبحوث العلمية، بالإضافة إلى مكافحة التمييز والإقصاء.
- يدعم التنمية الاجتماعية من خلال تعزيز القيم كالعدالة والمساواة والأمان الاجتماعي.
- ويعزز التضامن الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي بين أعضائه، مما يساهم في احترام التنوع الثقافي واللغوي في أوروبا.
المؤهلات التي ساهمت في توجيه الاتحاد الأوروبي نحو اندماج شامل
1- المعطيات التاريخية والجغرافية
- تُعتبر الحربان العالميتان والأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت عام 1929 من الأحداث المؤثرة.
- علاوة على العوامل الجغرافية، مثل التقدم العمراني والثورة الصناعية في فرنسا، والتنوع الجغرافي.
- تشمل هذه العناصر أيضًا غنى الموارد المعدنية وتجدد الطاقة ووسائل النقل، والتي كلّها ساهمت في توجيه الاتحاد نحو الاندماج.
2- المعطيات السياسية والاقتصادية
- تطبيق الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان.
- الاعتماد على نظام الاقتصاد الرأسمالي الليبرالي القائم على الملكية الخاصة والمنافسة.
3- المعطيات البشرية
- ارتفع عدد سكان الاتحاد الأوروبي لما يزيد عن 503 مليون نسمة.
- تحققت معدلات أمية شبه معدومة، مما يساهم في تعليم المجتمع.
- زيادة الدخل الفردي وتوفير تأمينات الحياة للأفراد.
4- المؤهلات المؤسسية
- يعمل البرلمان الأوروبي على صياغة القرارات بالتعاون مع مجلس الوزراء، ويشرف على الميزانية العامة.
- المجلس الأوروبي هو المعني بالتوجهات العامة.
- اللجنة الأوروبية مسؤولة عن تقديم الاقتراحات والسياسات المشتركة وتمثل الاتحاد في المفاوضات مع دول خارجية.
- يعمل مجلس وزراء البنك المركزي على تنفيذ السياسات المشتركة وتحديد ميزانية الاتحاد.
5- المعاهدات والاتفاقيات
- معاهدة روما الأولى (1957) التي أسست للسوق الأوروبية المشتركة.
- معاهدة شنغن (1985) التي منحت حرية الحركة بين مجموعة من دول الاتحاد.
- معاهدة ماستريخت (1992) التي تضمنت بنودًا حول الاندماج الاقتصادي والمالي لأعضاء الاتحاد.
- معاهدة روما الثانية (2004) التي أسست للدستور الأوروبي.
التحديات والأزمات التي تعرقل اندماج الاتحاد الأوروبي
1- التحديات الاقتصادية
- ضعف الأداء التقني والإعلامي، مما يعيق المنافسة مع الدول الكبرى مثل اليابان والولايات المتحدة.
- التفاوت الكبير في التنمية والتباين الإقليمي بين الدول، وتدهور الوضع الاقتصادي في دول أوروبا الشرقية.
- غياب عموم تداول اليورو في جميع البلدان الأعضاء، والأزمات الاقتصادية التي واجهتها اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا منذ عام 2008.
- الاعتماد المفرط على اليد العاملة المهاجرة.
2- التحديات السياسية
- تحديات التوسع التي تتطلب إصلاحات سياسية من الدول المرشحة.
- تصادم في القوانين والمواقف السياسية بين الدول الأعضاء.
- ضعف مكانة الاتحاد على الصعيد السياسي الدولي وعدم اهتمامه بتعزيز الدفاع المشترك.
- زيادة التهديدات الأمنية بسبب تصاعد الإرهاب والجريمة والهجرة غير الشرعية.
3- التحديات الاجتماعية
- تطبيق سياسات تحديد النسل أثر سلبًا على نسبة النمو السكاني.
- انتشار ظاهرة شيخوخة السكان وارتفاع الكثافة السكانية.
- تزايد الفقر ومعدل البطالة في بعض المناطق، خاصة في أوروبا الشرقية.
- تفشي العنصرية والتمييز بسبب كثافة المهاجرين والتنوع اللغوي والعرقي والديني، مما أعاق اندماجهم.
