تُعتبر عبارة “اعتزل ما يؤذيك” من بين الحكم التي اشتهر بها الخليفة عمر بن الخطاب. حيث أشار في قوله المعروف: “اعتزل ما يؤذيك وتقرب من الصديق الجيد الذي نادراً ما تعثر عليه”.
هذه المقولة تستدعي تدبّر القارئ في مغزى كلماتها وما تحمله من معاني عميقة.
اعتزال ما يؤذيك وعدم إضاعة الوقت مع من يسبب لك الضيق
- نعيش في زمن يشهد تعدد الصداقات والاجتماعات التي قد تؤدي إلى المعاناة والمشاعر السلبية.
- غالبية الأشخاص يرتبطون بزملاء أو أصدقاء يؤدون إلى زيادة الهموم بدلاً من إدخال السعادة على حياتهم.
- الفطرة الإنسانية تدفعنا إلى تكوين علاقات وتأثيرات، سواء كانت صداقات أو علاقات عاطفية، مما قد يعرضنا للخطر أحيانًا.
- نعلم جيدًا أنه من الصعب التحرر من مصادر الأذى في زمن قصير.
- لكن ما هو الحل عندما تكون هذه المصادر من بين الأقارب أو الشريك العاطفي؟ الجواب هو الاعتزال.
الأفراد الذين يؤذونك لا يستحقونك
- أي شخص يتسبب لك في الألم، فإن خسارته هي فائدة لك.
- يجب أن تتأكد من أن الأفراد الذين يؤثرون سلبًا على ثقتك بنفسك، ولا يقدّرونك، لا يحملون في قلوبهم لما لهم أي مشاعر حب حقيقية.
- ومع ذلك قد تكون صعوبة الاقتناع بما سبق عائقاً لك.
الضرر يأتي من أولئك الذين يهتمون بأنفسهم فقط
- عند ذكر الأشخاص المؤذين، يتبادر إلى أذهاننا أنهم يؤذون الآخرين من خلال العنف الجسدي والإهانة.
- ويبقى موضوع الأذى البدني ممارسة موجودة عبر العصور، حيث تتواجد الفروقات الفردية التي تجعل القوي يعتدي على الضعيف.
- لكن المقصد هنا هو أنواع أخرى من الأذى النفسي، الذي لا يأتي بصوت ويدركه بشكل غير مباشر.
- يمكن أن يكون مؤذياً لا أقل من العنف الجسدي.
- هناك الكثير من الأفراد الذين يفتقرون إلى مشاعر الرحمة والمحبة، ولا يستطيعون بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل.
- يضاف إلى ذلك الجشع وعدم المعرفة بكيفية الدخول في علاقات قائمة على الأخلاق.
- فيكون الأمر مجرد علاقات ضارة تمثل ضررًا للشخص فقط.
تعلم أن تدافع عن نفسك ضد ما يضرّك
- المسألة تتعلق بعدم فهم العديد من الناس للانتهاكات العاطفية، رغم إدراكهم الجيد للأذى الجسدي.
- العلاقات الاجتماعية التي تضر بالثقة بالنفس تعود بالمضرّة على الفرد.
- للأسف، قد يكون الشخص الذي يقوم بهذا التأثير هو أحد أفراد العائلة أو أصدقاء مقربين.
- ماذا تفعل عندما يكون الأب أو الشريك أو أحد الأصدقاء المقربين لا يقدّرونك؟
- فكر ملياً، ولا تخشى من بناء حواجز تحمي نفسك. تعوّد على قول “لا” للأمور التي تسبب لك الألم النفسي.
- اعلم أن الرفض ليس سلوكاً أنانياً، ولكنه وسيلة لتوضيح كيفية التعامل معك بكرامة.
- يجب أن تكون واضحة للجميع أنك تستحق الحماية قبل أن يفكر أحد في إيذائك.
- إذا شعرت بأن المعاملة لم تتغير، وكان الشخص مستمرًا في سلوكه الضار، فقد حان الوقت لتتخذ خطوة وتخرج هذا الشخص من حياتك.
- من الطبيعي ألا ترضي كل من حولك، فتوقف عن محاولة إرضاء الآخرين، فهذا سيؤدي إلى فقدان رضاك عن نفسك.
- الحياة تتطلب منك وضع أهدافك وترتيبها، ويجب أن يكون هدفك الأول هو نفسك.
- إذا كنت تحترم نفسك، ستحميها من الأذى الخارجي.
- العلاقات الصحية تجعلك تشعر بأنك نفسك، دون ارتباط بتوقعات الآخرين.
قيمة الاعتزال في حياة عمر بن الخطاب
- يجب على كل قارئ التأمل في سلوكيات من حوله، سواء كانوا أفراد العائلة أو الأصدقاء أو أي علاقات أخرى.
- تحقق من درجة قربك منهم، هل تزيد مع مرور الوقت أم تنقص؟
- هل تقضي معهم وقتًا طويلاً أو قصيرًا؟
- أيضاً، قيم درجة التشابه في الصفات، هل تزداد مع الوقت أو أنتم مختلفون؟
- مع تقدم العمر، يزداد فهم الفرد بأن ليس عليه تغيير نفسه لأي شخص، فتظهر قسوة متزايدة.
- يعتمد الشخص بشكل طبيعي على الابتعاد عن النقاشات المزعجة التي تؤذيه.
- قد يظن البعض أن هذا سلوك مرفوض، ولكنه في الحقيقة يشير إلى رغبة الشخص في حماية نفسه مما تربى عليه.
- اللهجة المعتزلة التي يشيعها عمر بن الخطاب تعكس كم من راحة يجدها الفرد في اعتزاله.
- كلما تقدم الشخص في العمر، وخصوصًا عند الوصول إلى الأربعين، يميل إلى البحث عن الهدوء وتجنب التجمعات التي تفتقر للسكينة.
- العزلة تجعل كل شخص يجد الراحة وسط الأشخاص الأذكياء الذين يملكون الحكمة.
اعتزل ما يؤذيك
- هذه العبارة تحمل معنى عميق. يجب أن تحرص على فحص علاقاتك، وإذا وجدتها تؤذيك أكثر مما تسعدك، قاومها.
- تجنب مصادر الأذى والإرهاق، لأنك لن تستطيع كسب محبة الآخرين دون أن تكسب محبة نفسك أولاً.
- خذ القرار بالابتعاد عما يدفعك للشعور بالألم، حتى وإن كان ذلك يسبب لك فقد شيء.
- تجنب ما يجعلك حزيناً، حتى لا تندم في المستقبل.
- العزلة الصحية تعزز القوة والنشاط، مثل الزراعة التي تحصد فيها النتائج الإيجابية.
- توفر العزلة فرصة لاستكشاف النفس ومعرفة متطلباتك ومواهبك.
- لا تعر الاهتمام للآراء السلبية للأشخاص من حولك، وركز على الأمور الإيجابية.
نصائح قيمة للاعتزال والتفاؤل
- كل الأشخاص يواجهون مشاكل في حياتهم، فالعيش هنا هو اختبار حقيقي.
- ضع ثقتك في الله واحتفظ بأمانك الداخلي.
- تجنب الابتعاد عن الأشخاص الضارّين بحياتك، لأن ذلك سيعني فقد الكثير من الأشياء الهامة.
- تجنب الأمور السلبية، ولا تركز على الألم أو المعاناة.
- الأذكياء هم الذين يتجاهلون الأمور السلبية من حولهم.
- تحدث قليلاً مع الآخرين ولا تولي أهمية لتأثيراتهم السلبية.
- عليك تقدير كل الأمور حسب حجمها الحقيقي.
حكم عن اعتزال ما يؤذيك
- الراحة تأتي عندما نتجاوز كل مؤذي، والانعزال يعني حماية النفس من الأذى.
- العزلة هي الخطوة الأولى نحو التحسن والتحرر من الظلم.
- التفكير السليم يوجد في الانعزال، بينما أدنى الأفكار تكون في التجمعات السيئة.
- الانعزال عن الأذى في زمن النفاق يعتبر خيراً للناس.
- العزلة هي الدرع الأقوى ضد الكراهية.
- الرغبة في تجنب الأذى ليست بخسارة في الحب، بل هي حماية للنفس من الإرهاق.
- لا يمكن الهروب من الأذى إلا من خلال الاعتزال الذاتي.
- نضج الفكر يدفع الشخص نحو الابتعاد عن المجموعات السلبية.
- قد يظن الآخرون أن العزلة تؤدي إلى الوحدة، ولكن الحقيقة هي أن البقاء مع السلبيين هو الوحدة الحقيقية.