صعوبات التعلم
يمثل مفهوم صعوبات التعلم مجموعة من التحديات التي يواجهها الأفراد خلال مراحل تعلمهم الأولى. وغالباً ما يُلاحظ سلوك غير اعتيادي لدى الطفل في واحدة أو أكثر من المهارات العقلية، والتي تتضمن التفكير، والتركيز، والانتباه، بالإضافة إلى القراءة، والكتابة، والهجاء. تشمل هذه الصعوبات أيضًا مشكلات في الحواس مثل النطق، والسمع، والبصر، فضلًا عن ضعف المهارات في العمليات الرياضية والحسابية. كما تتضمن هذه الفئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من صعوبات عقلية أو الاضطرابات النفسية والعاطفية، مع ضرورة أن لا تكون هذه المشكلات السبب الرئيسي وراء صعوبات التعلم.
أنواع صعوبات التعلم
تم تقسيم صعوبات التعلم وفقًا لما اعتمده المختصون على مستوى العالم، بعد الاعتراف بوجودها وأهمية دراستها في السياق التعليمي، إلى نوعين رئيسيين هما:
صعوبات التعلم التنموية
تشير صعوبات التعلم التنموية (Developmental Learning Disabilities) إلى المشاكل المرتبطة بالعمليات التي يقوم بها الدماغ. تشمل هذه الصعوبات الوظائف العقلية مثل القدرة على التذكر واسترجاع المعلومات وغيرها من الوظائف المعرفية التي يحتاج الطفل لتطويرها في مراحل تعليمه الأولى. وتُعد هذه الصعوبات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمستوى التحصيل الأكاديمي للطفل، ويعود سببها غالبًا إلى اضطرابات في المناطق المركزية للجهاز العصبي، مما يؤدي إلى عدم اكتمال القدرات العقلية اللازمة للتوافق الأكاديمي والاجتماعي والعملي. تتجلى هذه الصعوبات في ضعف الذاكرة، والانتباه، وقدرة الطفل على التعامل مع المشكلات وحلها، بالإضافة إلى الإدراك، وصعوبة التفكير.
صعوبات التعلم الأكاديمية
تتمثل صعوبات التعلم الأكاديمية (Academic Learning Disabilities) في التحديات التي تعترض الطفل في المهارات المتعلقة بتحصيله الدراسي والمعرفي. يعتبر ضعف هذه المهارات، مثل الهجاء، والنطق الصحيح، والقراءة، والكتابة، بالإضافة إلى القدرة على التعبير وفهم العمليات الحسابية، مؤشرًا أساسيًا على وجود صعوبات تعلم أكاديمية. وغالباً ما تكون هذه الصعوبات نتيجة للصعوبات التنموية السابقة.
مؤشرات صعوبات التعلم
قسم العلماء والمختصون في مجال تنمية القدرات وعلاج صعوبات التعلم المؤشرات الدالة على وجود هذه الصعوبات إلى مرحلتين أساسيتين:
- المرحلة التي تسبق عمر أربع سنوات وتشمل مشكلات النطق، والتمييز، وفهم الاتجاهات.
- المرحلة التي تلي عمر أربع سنوات، حيث تتمثل في صعوبات الربط بين الحروف وتشكيل الكلمات والجمل المفيدة، وتشمل أيضًا مشاكل الهجاء وأخطاء القراءة والكتابة، بالإضافة إلى البطء العام في تعلم المهارات والمفاهيم الجديدة.