فئات مختلفة من التراث الثقافي الفلسطيني

التراث الفلسطيني

لطالما كان التراث الشعبي صورة تعكس التاريخ المعنوي والمادي للحضارات منذ العصور القديمة؛ إذ لا يمكن لنا أن نميز شخصية هذه الحضارات دون الآثار الثقافية التي تركتها خلفها. فقد تمكنّا من إدراك عظمة تلك الحضارات من خلال معالمها التاريخية، ومواقعها الأثرية، وأعمالها الفنية، بالإضافة إلى الحكايات الشعبية والممارسات الثقافية التي تعد بمثابة بصمة فريدة.

في فلسطين، يؤكد الحاضر ارتباطه الوثيق بالماضي؛ فالشعب الفلسطيني ليست معرفته مقتصرة على الجهاد والنضال فقط. لفهم الصورة الشاملة لفلسطين وشعبها، يتوجب علينا التعمق في جذور الحضارة الفلسطينية القديمة. فالتاريخ عبارة عن حلقات مترابطة، حيث يُعتبر الحاضر نتاج الماضي بينما تشكل المستقبل بدور الحاضر. ومن أجل تعزيز وإبقاء الحضارة الفلسطينية العريقة، ينبغي إحياء التراث الشعبي وحمايته وإظهار أصالته، وذلك للحفاظ على خصائصه الفنية، فهو يمثل الثقافة الفلسطينية على مر العصور.

أنواع التراث الفلسطيني

التراث المادي

أهم أشكال التراث المادي تتضمن:

  • الأبنية التاريخية: جميع المدن الفلسطينية تتميز بوجود معالم تاريخية، بالإضافة إلى المساكن الأثرية التي تعد أيضًا جزءًا من التراث.
  • الأزياء: تتميز أزياء النساء الفلسطينية بالثوب الفضفاض الذي يتمتع بأكمام طويلة، والمطرز يدويًا بألوان متعددة، وأبرزها الأحمر على خلفية الأسود. أما أزياء الرجال فتتضمن القمباز والثوب المصنوع من البروكار، والمفتوح من الأمام، والذي غالبًا ما يكون مزخرفًا بالذهب أو مخططًا بالأبيض والأسود. كما تُعتبر الكوفية الفلسطينية من الأزياء التراثية ذات الأهمية البالغة.
  • المعالم الدينية: تنتشر هذه المعالم بشكل خاص في مدينة القدس، ويعد المسجد الأقصى وكنيسة القيامة من أبرز هذه المعالم.

التراث غير المادي

تتضمن أبرز أشكال التراث غير المادي:

  • الأمثال الشعبية: هذه الأمثال غالبًا ما يكون قائلها مجهولًا، حيث تُتناقل شفهيًا عبر الأجيال، وعادةً ما تحمل كل مثل قصة خاصة.
  • الآلات الموسيقية والدبكة: تتميز الألحان الفلسطينية باستخدام المجوز واليرغول والشبابة، بالإضافة إلى الطبول. ترافق هذه الألحان دبكات متنوعة، مثل دبكة دلعونا والدحية، والتي تلعب دورًا هامًا في الأعراس والمناسبات العامة كوسيلة للتعبير عن الهوية الفلسطينية.
  • الأغاني الشعبية: كما هو الحال مع الأمثال الشعبية، فإن مؤلف الأغانى الشعبية غالبًا ما يكون مجهولًا، حيث تُنقل الألحان عبر الأجيال. من أشهر أنواع الغناء التراثي في فلسطين: العتابا، والميجانا، والدلعونا، بينما يتميز التراث الفلسطيني بنوعين فريدين هما: الجفرا وظريف الطول.

يوم التراث الفلسطيني

جاءت فكرة الاحتفاء بهذا اليوم ردًا على مساعي الكيان الصهيوني لتشويه التراث الفلسطيني وسرقة مكوناته. يتم إحياء مظاهر التراث الفلسطيني في هذا اليوم الذي يصادف السابع من أكتوبر من كل عام. يعود هذا التاريخ إلى المؤرخ الفلسطيني نمر سرحان، الذي كان يعد برنامجًا إذاعيًا عن الهوية الفلسطينية على إذاعة صوت فلسطين عام 1966 بعنوان “قريتي هناك”.

قدّمت مسيرة المؤرخ نمر سرحان بتبني مجلس الوزراء في عام 1999 يوم السابع من أكتوبر ليكون يوم إحياء التراث الفلسطيني؛ إذ اعتبرت دراسته كفاحية وصعبة، وحصلت على دعم من الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين. إن حملات التهجير والتهويد التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بشكل يومي تعززت بأهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني، فالحفاظ على هذا التراث يعني الحفاظ على الشعب نفسه. لذلك، يُعتبر التراث الفلسطيني ركيزة أساسية للهوية الفلسطينية، ويعكس عظمة هذا الشعب وتاريخه العريق، مما يُثبت فرادة الشخصية الفلسطينية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *