تعتبر الثدييات من الكائنات الحية الفريدة التي تتميز بخصائص محددة، مثل الولادة وتغطية أجسامها بالشعر، بالإضافة إلى مزايا أخرى.
تحتوي هذه الفئة على حوالي 4600 نوع، وفي هذا المقال نستعرض الثدييات القادرة على الطيران، والتي تتمتع بمعظم خواص الثدييات التقليدية.
خصائص الثدييات
تُعَد الثدييات من أكثر الكائنات الحية انتشارًا على كوكب الأرض، حيث تنوع أنواعها يميزها عن غيرها. ومن أبرز خصائصها:
- تحمل الثدييات غدد ثديية وظيفتها توفير الغذاء لصغارها. حليب الأم يحتوي على مكونات غذائية مهمة تساعد الجنين أو الرضيع على اكتساب القوة والنمو بشكل سليم.
- تغطي أجساد الثدييات شعيرات تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم، كما تحمي من العوامل البيئية مثل البرد والحرارة المرتفعة، وتعتبر أيضًا وسيلة استشعار تستعين بها لتحديد مواقع الفريسة.
- تمتلك الثدييات قلبًا مكونًا من أربع غرف مثل الإنسان، وهو العامل الرئيسي في تنشيط الدورة الدموية ونقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم.
الثدييات الطائرة
الخفاش هو الثدي الوحيد القادر على الطيران، حيث يوجد لديه غشاء جلدي يمتد بين أصابع قدميه، مما يسمح له بالطيران بكفاءة.
تعود أصول الخفافيش إلى العصر الإيوسيني قبل حوالي 50 مليون عام، حيث تتواجد في الظلام وتتحرك بشكل أساسي أثناء الليل.
تشير الحفريات التي تم اكتشافها في عدة دول إلى تطور مظهر الخفاش على مر الزمن، وتتوفر العديد من الأنواع المختلفة في جميع أنحاء العالم.
أنواع الخفافيش
تنقسم الخفافيش إلى عدة أنواع وفقًا لحجمها، ومنها:
- الخفافيش الكبيرة، التي تتغذى بشكل أساسي على الفواكه. تتواجد في المناطق الاستوائية وأفريقيا وأستراليا، وتتميز كبرى الآذان والعينين وقدرتها العالية على الرؤية الليلية.
وعلى الرغم من أن شكل الخفاش الكبير قد يثير الخوف، إلا أنه لا يشكل تهديدًا على البشر، في مقابل الخفاش الصغير مصاص الدماء الذي يتمتع بسلوك عدائي.
- الخفافيش الصغيرة التي تتغذى على الحشرات وأي نوع من الغذاء مثل الفواكه والأسماك والزواحف الصغيرة، وتوزع بكثرة في كافة أنحاء العالم.
- الخفاش القزم، الذي يعيش في المناطق الاستوائية ويزن حوالي 170 جرام، ويحتاج يوميًا لنصف كيلو من الفواكه، وهو ما يعادل ثلاث أضعاف وزنه، حيث يناسبه النوم طوال النهار والنشاط ليلاً.
حياة الخفافيش
تعتمد الخفافيش على نمط حياة فريد، حيث تنام خلال النهار وتخرج ليلًا. يمكنها النوم معلقًا برجليه الخلفية ورأسه لأسفل دون أن تستنفد طاقتها. تعيش الخفافيش في تجمعات كبيرة في المناطق المهجورة والكهوف، ويعتبر بولها غني بمركبات النيتروجين.
تعتمد الخفافيش في الطيران على الموجات فوق الصوتية لتحديد جهاتها الطائرة.
قد تتسبب عضة الخفاش في انتقال عدوى مرض السعار، إلا أن للخُفافيش دورًا بيئيًا هامًا من خلال تغذيتها على الحشرات الضارة.
تفضل الخفافيش العيش في الأماكن التي تتوفر فيها مصادر الغذاء، مثل الكهوف والمناطق المهجورة، والتي تمنحها الأمان من أنواع المخاطر.
تعيش الخفافيش ضمن تجمعات ضخمة لتوفير الحماية من الحيوانات المفترسة، وقد تصل نسبة الخفافيش التي تتغذى على الحشرات إلى 65%. بينما يتغذى البعض على الفواكه، بينما يفضل القليل منها أكل الدماء، كما تم تصويره في العديد من الأفلام والروايات.
يشمل النظام الغذائي هذا النوع أيضًا الزواحف والضفادع والأسماك، بفضل مخالبها المدببة التي تمكنها من اصطياد فرائسها. الخفاش مصاص الدماء يعتمد على غرس أنيابه في ضحاياه لاستخراج الدم، حيث يحتاج يوميًا إلى ما يعادل ملعقتين كبيرتين من الدم. يحتوي لعاب الخفاش على مركبات تمنع تجلط الدم، مما جعله موضع اهتمام في الصناعات الدوائية الخاصة بعلاج تجلط الدم.
مواصفات جسم الخفافيش
للخفافيش مواصفات جسمانية متنوعة تشمل:
- تتفاوت أطوال الخفافيش وأحجامها بشكل كبير، حيث تبدأ من 3 سنتيمترات للأنواع الصغيرة حتى تصل إلى 1 متر للخفافيش الضخمة. جناحها قد يمتد لعرض يصل إلى 1.70 متر، ويبلغ وزنها العادي حوالي 2 كيلو جرام.
- يتميز الذكر عن الأنثى بوجود قضيب بارز. كما تختلف أصواتهما.
- أجنحة الخفاش تدعمها عظام اليد، وتتكون كل جناح من طبقتين من الغشاء الجلدي، مما يمنحها القوة العالية، بالإضافة إلى عضلات قوية في اليدين والكتفين تمكنها من الطيران بسهولة.
- تغطيه فراء ناعم يتنوع لونه بين الرمادي والأبيض في بعض الأنواع التي تعيش في أستراليا، ويدافع عنها من المخاطر كما يساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم.
مواصفات وجه الخفاش
- يمتاز الخفاش بفم طويل مشابه لفم الكلب أو الثعلب، بينما يتميز مصاص الدماء بأنف قصير يشبه أنف الخنزير. لديهم آذان طويلة يمكنها التحرك نحو الصوت.
- تتميز أعين الخفاش بالكبر والوضوح، باستثناء بعض الأنواع صغيرة العين. بعض الأنواع قادرة على تحديد مواقعها بدقة بفضل الموجات فوق الصوتية.
- تُعَد أسنان الخفافيش من الخصائص المميزة، حيث يحتوي حديث الولادة على 22 سنا لبنية، ويتم استبدالها بـ 28 سنًا مع التقدم في العمر. وتتباين أشكال الأسنان بناءً على نوع تغذية الخفاش، مما يُمكّن من التعرف على أنواعها المختلفة.