تجمعات الطيور في مصر
تتميز مصر بوجود مجموعة من المواطن البيئية التي تُعتبر ملائمة لتجمعات الطيور، وأبرزها وادي نهر النيل الخصيب. تُعد مصر موطناً لحوالي 150 نوعاً من الطيور المقيمة، والتي تنتمي في الغالب إلى منطقتين جغرافيتين حيوانيتين، هما المنطقة الباليواركتيكية والإثيوبية. تتضمن هذه الطيور مجموعة متنوعة، بما في ذلك الطيور الغنائية وطيور الماء، التي تحجز موطناً لها في وادي النيل والدلتا إضافةً إلى بعض الواحات الغربية. ومن الجدير بالذكر أن مصر تعتبر ممر عبور للهجرة الجوية، حيث تستقطب حوالي 280 نوعاً إضافياً من الطيور أثناء فترات الهجرة.
تتمتع مصر بموقع جغرافي مميز يجعلها جسرًا بين قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا، وبالتالي تتوافد ملايين الطيور سنوياً عبر البلاد في رحلتها من المناطق الاسكندنافية وأوروبا الشرقية والبلقان وسيابيريا وآسيا الوسطى نحو شرق وجنوب إفريقيا في فصل الخريف، ومن ثم تتجه عائدة في فصل الربيع.
أنواع الطيور في مصر
تتواجد في مصر عدة طيور محلية مثل عصفور بلاد الشام، ونورس الخرشنة، والحمامة الضاحكة، والنعامة، وروبن الأوروبي. فيما يلي نستعرض بعضاً من هذه الأنواع مع شرح مختصر عن خصائصها ومواطنها ومداها:
الأطيش البني
يُعرف علمياً باسم “Sula leucogaster”، وهو نوع من الطيور البحرية التابعة لعائلة الـ “Sulidae”. يتراوح طوله بين 29 إلى 31 بوصة، وطول جناحيه بين 140 إلى 150 سم، ويتراوح وزنه ما بين 1000 إلى 1300 جرام. يتميز بظهره ورأسه اللذين يمكن أن يكونا باللون الأسود أو البني الغامق، بينما بطنه أبيض اللون. يعيش عادةً في المناطق البحرية ويتغذى على الأسماك في المياه الشاطئية، ويقوم بتعشيش في الجزر المرجانية أو الصخرية المحاطة بالنباتات القريبة من المياه الداخلية.
ينتشر هذا النوع في المناطق الاستوائية من المحيطات، بما في ذلك منطقة البحر الكاريبي وسواحل المحيط الأطلسي في أفريقيا وأمريكا الجنوبية. وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، تم تصنيفه كنوع لا يثير القلق منذ عام 2004، على الرغم من أن أعداده تتناقص بسبب اضطراب مواطنه.
الإوزة المصرية
تُعرف علمياً باسم “Alopochen aegyptiacus” وهي تتبع عائلة “Anatidae”، التي تشمل البط والإوز والبجع. يبلغ طولها بين 63 إلى 73 سم، ويتدرج لونها من الرمادي إلى البني مع وجود أجنحة بيضاء كبيرة.
تعيش هذه الطيور في الأراضي الرطبة بالمياه العذبة، حيث تفضل البيئة المفتوحة مثل السدود والبرك والأنهار والبحيرات والمستنقعات. كما تم إدخال هذا النوع إلى معظم أنحاء أفريقيا وعدد من الدول الأوروبية، فضلاً عن سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والصين.
تم إدراج الأوزة المصرية ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق منذ عام 2004 وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ولكن تتراجع أعدادها في الوقت الحالي بسبب التهديدات الناجمة عن الصيد، سواء بهدف الطعام أو الرياضة، مما يسبب استهدافها بشكل متزايد.
البومة قصيرة الأذن
تُعرف علمياً باسم “Asio flammeus” وتنتمي إلى عائلة الـ “Strigidae”. يتراوح طولها بين 34 إلى 43 سم، ووزنها ما بين 206 إلى 475 جرام. يتنوع لونها بين البني والبني المرقط، مع عيون كبيرة بلون برتقالي مصفر. تعيش هذه الطيور في البيئات منخفضة الغطاء النباتي مثل المروج، السافانا، والبراري، وهي واحدة من أكثر الطيور انتشاراً على مستوى العالم، حيث توجد في جميع القارات ما عدا أستراليا والقارة القطبية الجنوبية.
على الرغم من إدراجها كنوع من الأنواع الأقل إثارة للقلق منذ عام 2004 وفقاً لـ (IUCN)، إلا أن أعدادها تتناقص حالياً. ومن التهديدات الكبيرة التي تواجهها هي فقدان المواطن نتيجة الأنشطة البشرية مثل الزراعة الحضرية والتوسع العمراني، بالإضافة إلى التسمم الناتج عن المبيدات الحشرية واصطدامها بالسيارات.
