أنواع الأحماض الأمينيّة
يمكن تصنيف الأحماض الأمينيّة إلى ثلاثة أنواع وفقًا لقدرة الجسم على إنتاجها. وفيما يلي التفاصيل حول كل نوع:
الأحماض الأمينيّة الأساسية (Essential Amino Acids)
تتضمن الأحماض الأمينيّة الأساسية تسعة أنواع، والتي يحتاجها جسم الإنسان من الطعام، نظرًا لعجزه عن إنتاجها بكميات كافية. عند عدم تناول كميات كافية من أي من هذه الأحماض، يلجأ الجسم إلى تكسير البروتينات الموجودة في العضلات للحصول على احتياجاته منها، حيث لا يمكن للجسم تخزين الفائض لاستخدامه لاحقًا، كما يفعل مع الكربوهيدرات والدهون. وفيما يلي قائمة بالأحماض الأمينيّة الأساسية:
الهستيدين
الهستيدين (بالإنجليزية: Histidine) يشكل نحو 8.5% من الهيموغلوبين، ويمتاز بدوره الهام في عملية الهضم من خلال تحفيز المعدة لإنتاج العصارات الهضمية. كما يلعب دورًا مساعدًا في تحسين الذاكرة والقدرة العقلية، ويساهم في التخلص من المعادن الثقيلة وزيادة فعالية بعض أدوية السرطان. كما يكون جزءًا من بروتين الهستامين (بالإنجليزية: Histamine) الذي يلعب دورًا في استجابة الجسم التحسسية وتوسيع الأوعية الدموية، مما يساعد في تحسين تدفق الدم. يتوفر الهستيدين في الأسماك والدواجن واللحوم والحبوب الكاملة والمكسرات.
الإيزوليوسين
يساهم الإيزوليوسين (بالإنجليزية: Isoleucine) في العديد من الوظائف الفسيولوجية مثل المساعدة في شفاء الجروح وتحفيز جهاز المناعة. كما يساعد في التخلص من السموم الناتجة عن النيتروجين ويعزز إفراز الهرمونات المختلفة. يُعتبر الإيزوليوسين الضروري لتكوين الهيموغلوبين وتنظيم مستويات الطاقة وسكر الدم، ويتواجد بكميات كبيرة في الأنسجة العضلية للإنسان. يمكنك العثور عليه في الأجبان والبذور والمكسرات والعدس والبيض واللحوم والأسماك والدواجن.
الليوسين
يعد الليوسين (بالإنجليزية: Leucine) متوفرًا بكميات كبيرة في مصادر الغذاء الغنية بالبروتينات عالية الجودة، والتي تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. يلعب دورًا حيويًا في عمليات الأيض لإنتاج الطاقة اللازمة لتصنيع هذه البروتينات، ويمكن الحصول عليه من البقوليات وفول الصويا والفاصولياء ومنتجات الألبان.
اللايسين
اللايسين (بالإنجليزية: Lysine) أساسي لامتصاص الكالسيوم وتصنيع البروتينات مثل الكولاجين والإيلاستين، وكذلك لإنتاج الإنزيمات والهرمونات والطاقة. ومن مصادره حبوب الكينوا وفول الصويا والفاصولياء السوداء وبذور القرع والبيض واللحوم.
الميثيونين
يلعب الميثيونين (بالإنجليزية: Methionine) دورًا أساسيًا في العمليات الأيضية داخل الخلايا، حيث يساعد في تحليل الدهون ويقلل من تراكمها في الشرايين، كما يعزز حركة الجهاز الهضمي. يمكن للميثيونين أن يتحول إلى السيستئين، الذي يساعد في التخلص من المعادن الثقيلة، مما يقلل من خطر التسمم الكبدي. يُعتبر الميثيونين من مضادات الأكسدة الهامة، ويحتاج الجسم إليه لإنتاج الكرياتين (بالإنجليزية: Creatine)، الضروري لبناء العضلات وإنتاج الطاقة. يمكن الحصول على الميثيونين من البيض والبذور والمكسرات والحبوب.
الفينيل ألانين
الفينيل ألانين (بالإنجليزية: Phenylalanine) هو أساسي في تصنيع العديد من الأحماض الأمينية الأخرى ويعتبر مهمًا لبناء بروتينات وإنزيمات معينة. يتحول الفينيل ألانين إلى التيروسين، والذي يساهم في تصنيع بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) والنورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine). يتواجد هذا الحمض الأميني في مصادر البروتينات الحيوانية والنباتية، حيث يُعتبر فول الصويا من أفضل المصادر النباتية، إضافة إلى احتوائه في بعض المكسرات والبذور مثل بذور اليقطين والقرع، وكذلك البيض واللحوم والمأكولات البحرية.
الثريونين
يُعد الثريونين (بالإنجليزية: Threonine) مكونًا أساسيًا للبروتينات الهيكلية مثل الكولاجين والإيلاستين، التي تشكل جزءًا مهمًا من مكونات البشرة والأنسجة الضامة. يسهم الثريونين في أيض الدهون ووظائف الجهاز المناعي، ويمكن الحصول عليه من جنين القمح وجبنة القريش (بالإنجليزية: Cottage cheese).
التريبتوفان
التريبتوفان (بالإنجليزية: Tryptophan) أساسي لنمو الأطفال الرضع وهو مهم لتكوين بعض الهرمونات، بما في ذلك الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) الذي ينظم النوم، والسيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) الذي ينظم الشهية والمزاج. تتوافر كميات كبيرة من التريبتوفان في بذور الشيا والسمسم واليقطين والمكسرات مثل الفستق الحلبي والكاجو، إضافة إلى اللحوم والأجبان والدواجن والأسماك والبيض.
الفالين
يساهم الفالين (بالإنجليزية: Valine) في الحفاظ على النشاط الذهني والاستقرار العاطفي، بالإضافة إلى تنسيق الاتصال بين الجهاز العصبي المركزي وحركة العضلات. يمكن الحصول عليه من الغذاء والمكملات الغذائية التي تدعم إنتاج الطاقة ونمو العضلات وتجديد الأنسجة. تشمل مصادره اللحم البقري والدجاج واللبن والأسماك والحبوب الكاملة مثل الشوفان، بالإضافة إلى الفاصولياء والبازلاء وبعض البذور مثل بذور القرع والكتّان.
الأحماض الأمينيّة غير الأساسية (Non-Essential Amino Acids)
تتكون الأحماض الأمينيّة غير الأساسية من 11 نوعًا، حيث يستطيع الجسم تصنيعها وعادةً لا يتطلب الحصول عليها من التغذية اليومية. يمكن لمعظم خلايا الجسم، بما فيها خلايا الدم، إنتاج تلك الأحماض من الجلوكوز، باستثناء التيروسين (بالإنجليزية: Tyrosine) الذي يُصنّع من الفينيل ألانين. فيما يلي بعض هذه الأحماض:
الألانين
يُعتبر الألانين (بالإنجليزية: Alanine) من الأحماض الأمينيّة الأكثر استخدامًا في تكوين البروتينات، ويساهم أيضًا في عملية أيض فيتامين ب6 والتريبتوفان والأحماض العضوية والسكر. يُعدّ مصدرًا مهمًا للطاقة اللازمة للجهاز العصبي المركزي والعضلات، ويساهم في تعزيز مناعة الجسم. يمكن الحصول عليه من اللّحوم والمأكولات البحرية وبعض البذور والمكسرات.
الأرجنين
يساهم الأرجنين (بالإنجليزية: Arginine) في الحفاظ على وظائف الهرمونات والجهاز المناعي، وتسهيل شفاء الجروح، وتوسيع الشرايين. كما يساعد الكلى في التخلص من الفضلات. يوجد الأرجنين في معظم مصادر البروتين مثل اللّحوم الحمراء والدواجن والأسماك ومنتجات الألبان والحبوب والفاصولياء وفول الصويا.
الأسباراجين
يُساهم الأسباراجين (بالإنجليزية: Asparagine) في الحفاظ على التوازن في الجهاز العصبي المركزي، مما يجعله ضروريًا للتحكم في الانفعالات. يتواجد في الدجاج واللّحم البقري والمأكولات البحرية والبيض والحليب ومنتجاته، إضافةً إلى الصويا والهليون والحبوب الكاملة.
حمض الأسباراتيك
يلعب حمض الأسباراتيك (بالإنجليزية: Aspartic acid) دورًا في الحفاظ على وظائف الجهاز العصبي، وكذلك في إنتاج الهرمونات وإفرازها في الجسم. يُمكن الحصول عليه من مصادر حيوانية مثل الطيور والمحار، وأيضًا مصادر نباتية مثل الأفوكادو والهليون والدبس.
السيستئين
يُعتبر السيستئين (بالإنجليزية: Cysteine) ضروريًا للعديد من الوظائف الأيضية، مثل إزالة السموم وتصنيع البروتينات كبيتا-كيراتين (بالإنجليزية: Beta-keratin) وهو البروتين الرئيسي للشعر والأظافر والجلد. يوجد السيستئين في العديد من الأطعمة، كمنتجات فول الصويا والحليب والبيض والأسماك مثل السلمون والتونة واللحوم والدجاج.
حمض الجلوتاميك
يتحول حمض الجلوتاميك (بالإنجليزية: Glutamic acid) في الجسم إلى الجلوتاميت (بالإنجليزية: Glutamate) الذي يساعد الخلايا العصبية على استقبال وإرسال الإشارات، مما قد يلعب دورًا في عملية التعلم. يمكن الحصول عليه من الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض واللحوم والأسماك والمنتجات الألبانية، وبعض البقوليات مثل الفاصولياء والعدس.
الجلوتامين
يلعب الجلوتامين (بالإنجليزية: Glutamine) دورًا في تعزيز وظائف الدماغ، وهو ضروري لتصنيع الـ DNA والـ RNA. يتواجد الجلوتامين في جبنة الريكوتا وجبنة القريش والسبانخ والبقدونس النيء والملفوف واللحوم واللبن، ويعتبر حليب الأم مصدرًا مهمًا له.
الجلايسين
يُعتبر الجلايسين (بالإنجليزية: Glycine) أحد مكونات الجلد، حيث يسهم في عملية التئام الجروح، ويعمل كناقل عصبي. يمكن أن يؤدي وجوده بكميات كبيرة إلى إعياء الجسم، ويتواجد في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والبقوليات.
البرولين
يُعتبر البرولين (بالإنجليزية: Proline) مهمًا في نقل الإشارات العصبية داخل الخلايا، ويتواجد البرولين في كافة الأطعمة الغنية بالبروتين، إلا أن الحليب واللحوم يعتبران من أفضل مصادره.
السيرين
السيرين (بالإنجليزية: Serine) هو أحد البروتينات المكونة للدماغ، ويساهم في تصنيع البروتينات اللازمة لجهاز المناعة، ويدعم نمو عضلات الجسم، ويتواجد في البيض واللحوم والأسماك وخاصة في المحار وفول الصويا والعدس والحمص وبعض المكسرات مثل الجوز واللوز والفول السوداني.
التيروسين
يتم تصنيع التيروسين (بالإنجليزية: Tyrosine) بواسطة الحمض الأميني الفينيل ألانين (بالإنجليزية: Phenylalanine)، وهو مهم لإنتاج العديد من المركبات مثل الميلانين والدوبامين والأدرينالين والنورأدرينالين، بالإضافة إلى هرمونات الغدة الدرقية. ومن المصادر الغنية بالتيروسين اللحم البقري والدجاج والأسماك مثل سمك السلمون، بالإضافة إلى منتجات الألبان والفاصولياء البيضاء والبذور كبذور القنب والسمسم والشيا، والمكسرات مثل الفول السوداني.
الأحماض الأمينيّة الأساسية المشروطة (Conditional Amino Acids)
تشمل هذه المجموعة أحماض أمينيّة تُعتبر غير أساسية عادةً، ولكنها تصبح ضرورية في بعض الظروف مثل المرض أو الإجهاد أو الإصابات. يحتاج الجسم إلى الحصول عليها من الغذاء في حالات معينة، وتشمل الأحماض التالية:
- الأرجنين.
- الجلوتامين.
- السيستئين.
- التيروسين.
- البرولين.
- الجلايسين.
- السيرين.
- الأورنيثين (بالإنجليزية: Ornithine).
الوظائف العامة للأحماض الأمينيّة
تُعدّ الوظيفة الرئيسية للأحماض الأمينيّة هي تصنيع البروتينات المختلفة. يتكون كل بروتين عادة من 50 إلى 2000 حمض أميني، حيث يمتلك كل نوع من البروتينات تسلسلًا فريدًا من الأحماض الأمينيّة، مما يحدد وظيفته وشكله ثلاثي الأبعاد. ومن أبرز البروتينات:
- الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies): بروتينات ينتجها جهاز المناعة وتساعد في مقاومة العناصر الضارة مثل البكتيريا والفيروسات.
- الهرمونات: التي تنتجها الغدد وتساعد في تنظيم الوظائف الفسيولوجية للأعضاء.
- النواقل العصبية: بروتينات قصيرة تسهل التواصل بين الخلايا العصبية.
- البروتينات الهيكلية: مثل الكولاجين والكيراتين والإيلاستين، التي تدعم الأنسجة وغيرها.
- الإنزيمات: التي تدخل في التفاعلات الكيميائية وتساعد على تسريعها وتكوين جزيئات جديدة.
احتياجات الجسم من الأحماض الأمينيّة الأساسية
يوضح الجدول التالي الكمية اليومية الموصى بتناولها من الأحماض الأمينيّة الأساسية:
الحمض الأميني الأساسي | الكمية الموصى بها (بالمليغرام) |
الليوسين | 42 |
اللايسين | 38 |
الفينيل ألانين | 33 |
الفالين | 24 |
الثريونين | 20 |
الإيزوليوسين | 19 |
الميثيونين | 19 |
الهستيدين | 14 |
التريبتوفان | 5 |
ما هي مكونات الأحماض الأمينيّة؟
يتكون كل حمض أميني من مجموعة أمينية (بالإنجليزية: Amino group) وأخرى كربوكسيلية (بالإنجليزية: Carboxyl group). تدخل هذه الأحماض في تكوين مختلف أنواع البروتينات، سواء كانت حيوانية أو نباتية، حيث تتميز معظم البروتينات في الغذاء، باستثناء الجيلاتين (بالإنجليزية: Gelatin)، بوجود نسبة معينة من كل نوع من الأحماض.
هل يجب تناول مكملات الأحماض الأمينيّة للحصول على فوائدها؟
جدير بالذكر أنه ليس من الضروري تناول مكملات الأحماض الأمينية إذا كان الشخص يحصل على احتياجاته من البروتين من خلال نظامه الغذائي. ولكن التنويع في مصادر البروتين ضروري لضمان الحصول على كميات كافية من جميع أنواع الأحماض الأمينية.