يُعتبر الخليفة عمر بن عبد العزيز وأهم إصلاحاته من المواضيع المهمة التي يجب تناولها. يُعرف بأنه خامس الخلفاء الراشدين، وسنستعرض معًا بعض الملامح الأساسية عن شخصيته وإرثه.
عمر بن عبد العزيز
- تولى عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – الخلافة عام 99 هـ، في فترة شهدت ظلمًا واسعًا وتخلي الخلفاء المسلمين عن هدي النبي. جلب عمر بن عبد العزيز التوازن إلى المجتمع من خلال إرساء مبادئ العدل.
- اهتم بتحسين أحوال المسلمين، وأعلن التزامه بسنّة النبي، ورعى جميع الفئات بدون تمييز، مما أهّله لقب خامس الخلفاء الراشدين وفقًا لبعض العلماء.
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يبعَثُ لِهذِه الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مئةِ سَنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها).
- أشاد العديد من العلماء، مثل أحمد بن حنبل، بعصر عمر بن عبد العزيز، معتبرين إياه مثالاً يحتذى به في الحفاظ على الإسلام ونشر العلم.
نسب عمر بن عبد العزيز
- نتحدث هنا عن نسب الخليفة عمر بن عبد العزيز وأصله بشكلٍ مختصر.
- فهو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، يُعرف بأبو حفص، وينتسب إلى بني القرشيين الأمويين.
- تعود والدته إلى ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما، ويُشار إليه أحيانًا بلقب الأشجّ لبني مروان.
- عُرِف عمر بالحكمة والزهد وحسن الأخلاق، حيث كان متميزًا في العدل ومعروفًا بالعلم والأدب. عندما تولى والده ولاية مصر، اقترح عليه أن ينتقل معه، لكن عمر اختار السفر إلى المدينة للتعلم.
- كان عمر يعيش حياة بسيطة، حيث ترك قصر الخلافة في دمشق وعاد إلى بيته المتواضع، مفضلًا العيش على الحصير.
- عندما تولى الخلافة، اتصل بزوجته فاطمة وأخبرها أنه باع نفسه لله، مما عكس تفضيلها للصلاح على متاع الدنيا. كما تخلص من ملابسه الزائدة، محتفظًا بزي واحد فقط لغسله يوم الجمعة.
الخليفة عمر بن عبد العزيز وأهم إصلاحاته
- بدأت رحلة عمر بن عبد العزيز مع الحكم في المدينة المنورة، وهذا تمهيد لقيادته للمسلمين. تمكّن بسرعة من إدخال العديد من الإصلاحات التي حظيت برضا شعبه.
- بالرغم من قصر فترة حكمه التي استمرت حوالي عامين فقط، شهدت فترة خلافته إنجازات جسيمة لم يتمكن خلفاؤه من تحقيقها.
- نستعرض فيما يلي أبرز إنجازاته الإصلاحية.
ولاية عمر بن عبد العزيز للمدينة
- قبل الشروع في خلافته، تولى عمر بن عبد العزيز ولاية المدينة المنورة عام 86 هـ، حيث استقبله أهل المدينة بترحاب وإيجابية نظرًا لسمعته الطيبة في الدين والتقوى.
- بعد توليه الخلافة، ساد الأمن والسكينة في المدينة، حيث عيّن العلماء كمساعدين له، وأجرى إصلاحات هامة بما في ذلك تجديد المسجد النبوي قبل أن يتم عزله في عام 93 هـ.
خلافة عمر بن عبد العزيز للمسلمين
- وُصِيَ عمر بن عبد العزيز بالخلافة من قبل سليمان بن عبد الملك، في إشارة إلى ما يتمتع به من ذكاء وتقوى.
- تولى عمر الخليفة في عام 99 هجري، ومن أهم إنجازاته:
- كتابة السنة النبوية، حيث بادر عمر بعد فترة من المنع إليه إلى تجميعها بشكل مرتب.
- كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم يأمره بجمع أحاديث النبي: (لقد خفت دروس العلم وذهاب العلماء، فاجمعها ولا تُقبل إلا الحديث النبوي).
- اهتم الخليفة بحقوق الإنسان وحقوق النساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث فرض خدمات للمرضى وكفل العناية باليتامى والمعاقين.
جعل الدين هداية لا جباية
- تضمن أحد أساليب عمر بن عبد العزيز إقامة مجالس للنظر في شكاوى الرعية واستعادة الحقوق المغتصبة.
- شدد على ضرورة الحفاظ على أموال الدولة وعدم استخدامها لأغراض شخصية، وعزل الحكام الفاسدين واستبدالهم بآخرين أكفأ.
- تولى صرف ديون المحتاجين، وقدم الدعم لرجال السجون، ويعكس ذلك إنسانية عميقة.
- عندما تلقى شكوى حول دمار أحد المدن، حث الموظف على تبني العدالة لتنظيف المدينة.
- أسقط الجزية عن المسلمين الجدد، مما ساعد في تغني الفقراء وتحكمه في توزيع الزكاة.
وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز
- تسود عدة روايات حول سبب وفاة عمر بن عبد العزيز، إذ قيل إنه توفي متأثرًا بمرض السل أو أنه تعرض للتسميم بأمر من أعدائه.
- توفي الخليفة في عام 101 هـ بعد فترة من المعاناة، وقد اُتهمت عائلة بني أمية بالتدخل في وفاته بسبب خوفهم من سياساته التي أضرت بمصالحهم.