يعتبر الشفق القطبي في مصر ظاهرة مثيرة تُظهر أضواءً في الأفق الغربي بعد غروب الشمس.
يحدث هذا التأثير نتيجة لتشتت ضوء الشمس في طبقات الغلاف الجوي العليا، والذي ينتهي بظهور نوعين مختلفين من الشفق؛ وهما الشفق الأحمر والشفق الأبيض، حيث يتبع الشفق الأحمر الأبيض.
من الضروري توضيح الفارق بين الشفق والغسق؛ فالشفق يبدأ عندما تظل الشمس تحت الأفق بمقدار حوالي 18 درجة، بينما الغسق ينتهي عندما تكون الشمس تحت الأفق بنفس المقدار.
ظاهرة الشفق في مصر
- في العام الماضي، أثارت الظلال المتغيرة للسماء بعد الغروب، وخاصة عند تحولها إلى لون يميل إلى الأصفر في بعض المناطق،
- دهشة الكثير من سكان القاهرة وعدد من المحافظات المصرية، مما جعلهم يتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.
- كما قام العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالتقاط صور توضح هذه الابتكارات اللونية في السماء، مما أثار جدلاً حول أسباب هذا التغير.
الشفق كظاهرة طبيعية
- صرح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية، بأن الشفق الأحمر هو ظاهرة طبيعية تُعَرف بـ “الشفق المسائي”، ويحدث نتيجة انعكاس ضوء الشمس على الأتربة والرمال الموجودة في الهواء، مما يعزز اللون الاحمر في السماء.
- وقد أشار خبراء الفلك إلى أن الشفق يضفي هذا الاحمرار في السماء خلال الشروق والغروب بسبب تشتت الضوء.
الشفق وتشتت الضوء
- أوضح الدكتور أشرف تادرس، الرئيس السابق لقسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن ظاهرة احمرار السماء، المعروفة بالشفق، تعتبر ظاهرة جوية وليست فلكية.
- كما أضاف أن تغير لون السماء إلى الأحمر أو الأصفر يرجع إلى مجموعة من العوامل في الغلاف الجوي، التي تساهم في تشتت الضوء، مما يؤثر على شكل الشمس ولونها.
- كما أوضح الخبراء أن تشتت الضوء ينتج بسبب قيم الحبيبات الصغيرة في الغلاف الجوي، والتي تتفاعل مع أشعة الشمس، مما يؤدي إلى تغير ملحوظ في لون السماء وطول موجته.
- تم التأكيد كذلك على أن الأمواج الزرقاء والبنفسجية القصيرة أكثر تشتتًا من باقي الألوان، بينما الأمواج الحمراء الأطول تتشتت بنسبة أقل، مما يؤدي إلى ظهور السماء بالألوان القريبة من الأحمر أو الأصفر.
ظهور الشفق في الدول الأخرى
- شهدت العديد من الدول العربية، مثل فلسطين والعراق والسعودية والكويت والأردن، ظاهرة احمرار السماء أيضاً، والتي لم تظهر كثيرًا ولكن تم رصدها من قبل علماء الفلك.
- كما أوضح مركز الفلك الدولي أن دولاً أوروبية شهدت سماءً حمراء أو مضيئة بطرق مميزة عن الدول الأخرى.
- وقد أشار الخبراء إلى أن ظاهرة الشفق ظهرت في أوروبا قبل وصولها إلى الدول العربية، ويعود السبب في ذلك إلى انتشار الدخان الناتج عن حرائق الغابات بالقرب من القطب الشمالي، والتي تعتبر الحلقة الأكثر خطورة لحرائق الغابات منذ 10 آلاف عام.
- حدثت هذه الحرائق في شمال سيبيريا وشمال إسكندنافيا وألاسكا وكندا وجرينلاند.
- من المتوقع أن يظل دخان هذه الحرائق في الطبقة الستراتوسفيرية، ما بين 15 كم إلى 50 كم، ولم يُثبت بعد أنه وصل إلى ارتفاعات أعلى في الغلاف الجوي.
الشفق والاحتباس الحراري
- ذكر أحد الخبراء أن حرائق الغابات التي أدت إلى ظهور ظاهرة الشفق كانت نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، مما زاد من خطر الحرائق.
- وانبثقت عن هذه الحرائق آثار عديدة، من أبرزها انطلاق 140 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث توجد أكثر من 100 نقطة مشتعلة محملة بكميات غير مسبوقة من الغازات.
- من المتوقع أن تؤثر هذه الظواهر بشكل كبير على الدول في جميع أنحاء العالم، حيث إن ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون سيؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض.
- إذ أن دخان الحرائق سيحبس الحرارة الناتجة داخل الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية السلبية.
الشفق القطبي البروتوني وكوكب المريخ
- اكتشف نوع جديد من الشفق القطبي يُطلق عليه الشفق القطبي البروتوني، وذلك خلال عام 2016 بواسطة مركبة الفضاء Maven التابعة لوكالة ناسا، حيث ساعد هذا النوع العلماء في تتبع فقد المياه من غلاف المريخ الجوي.
- يختلف الشفق على كوكب المريخ عن ذلك الموجود على كوكب الأرض، حيث يظهر الشفق القطبي كأضواء ملونة بالقرب من الأماكن القريبة من القطب، وتعرف أيضًا بالأضواء الشمالية والجنوبية.
- أما بالنسبة لأورورا البروتون على المريخ، فإنها تحدث أثناء النهار وتصدر أشعة فوق بنفسجية، ولا يمكن رؤيتها إلا بواسطة أدوات التصوير.
- قامت مركبة الفضاء Maven بمهمة استكشاف كيفية فقد كوكب المريخ للكثير من الماء والغلاف الجوي، مما أدى إلى تحويل مناخ الكوكب من بيئة داعمة للحياة إلى مناخ بارد وجاف لا يستضيف الكائنات الحية.
- الشفق القطبي يتأثر بشكل غير مباشر من خلال الهيدروجين المستخرج من مياه المريخ، مما يوفر معلومات دقيقة حول فقد المياه المستمر في الكوكب الأحمر.
أجمل الأماكن لمشاهدة الشفق القطبي
آيسلاندا
- تعتبر آيسلاندا من أجمل الوجهات السياحية، حيث تحتوي على الأنهار الجليدية والشلالات المدهشة.
- يمكن رؤية الشفق القطبي فيها من أواخر أغسطس حتى أبريل، في ضواحي ريكيافيك ومناطق مثل Bubble والينابيع الساخنة.
ألاسكا
- تُعد ألاسكا واحدة من أفضل الوجهات لرؤية الشفق وأضواء الشمال، حيث تمتد الفرصة من 21 أغسطس إلى 21 أبريل.
- الفرص الممتعة وفقًا للمواعيد تشير إلى ظاهرة أورورا بورياليس.
كندا
- تشتهر كندا بتكرار ظهور الضوء الشمالي، حيث يزور السياح منطقة Great Slave Lake وWood Buffalo للاستمتاع برؤية هذه الظاهرة الطبيعية.
النرويج
- تتميز النرويج بسواحلها ذات المناخ المعتدل ومناظرها الطبيعية الخلابة، وقد سُميت بباريس الشمال.
- يظهر الشفق القطبي هنا من منتصف سبتمبر إلى منتصف مارس، ويمكن رؤيته من جزر لوفوتين وكيركينيس في أقصى الشمال.