أبرز شعراء فترة الحكم العباسي

بشار بن برد

وُلِد الشاعر بشار بن برد في أوائل العقد العاشر من القرن الأول للهجرة في مدينة البصرة. كان والده من أصل فارسي ووالدته رومانية. عمل والده كطَيَّانٍ يكسب رزقه من إنتاج الألبان. بدأت رحلة بشار في عالم الشعر منذ صغره، حيث انغمس في حلقات المعرفة والشعر التي كانت تُقام في المساجد، وخصوصاً في مسجد البصرة. نشأ في قبيلة بني عقيل، مما ساعد على بلورة سليقته العربية وتفجير موهبته الشعرية قبل أن يبلغ العاشرة. يُذكر أن الهجاء كان من بين أول الموضوعات الشعرية التي عالجها، واحتفظ بشغفه للتراث الفني وأصوله التقليدية، بينما سعى إلى تجديد أسلوبه الشعري، وابتكر في نظم الرباعيات والمزدوجات والمسمّطات. عاصر بشار الدولتين الأموية والعباسية، وتم تجميع بعض من أشعاره في ديوان. وقد اتُهِمَ بالزندقة، وتوفي نتيجة لضربٍ بالسياط، ودفن في البصرة.

أبو نواس

أبو نواس هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول الحكمي، واحد من أبرز شعراء العراق. وُلِد في منطقة الأهواز في خوزستان، ثم نشأ في مدينة البصرة، حيث رحل بعد ذلك إلى بغداد، حيث تواصل مع خلفاء بني العباس ومدح بعضهم. أسس روابط أدبية في دمشق ثم مصر قبل أن يعود مجدداً إلى بغداد حيث أقام حتى وفاته. ويعتبر أبو نواس هو الرائد في الوصول بالشعر إلى الطريقة الحضارية، حيث نقل الشعر من اللهجة البدوية إلى مفاهيم حديثة، وكتب في جميع مجالات الشعر، بينما تُعَدُّ قصائده في الخمريات من أفضل منجزاته الأدبية.

المتنبي

المتنبي هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي، وكنيته أبو الطيب. وُلِد عام 915 ميلادية في مدينة الكوفة وتوفي مقتولاً بالقرب من دير العاقول في عام 965 ميلادية. تميّز بشاعريته الفائقة وقوته الأدبية. من أشهر أبياته الشعرية ما يلي:

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ

فَلا تَقنَعْ بمــا دونَ النجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ

كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

أبو تمام

أبو تمام هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أعلام البيان والشعر. وُلِد في قرية جاسم، وهي إحدى قرى حوران السورية. انتقل فيما بعد إلى مصر، حيث استقدمه المعتصم إلى بغداد، ومنحه مكانة رفيعة بين شعراء عصره. عاش في العراق حيث تولى بريد الموصل، ومكث فيها لمدة عامين حتى وفاته. كان أبو تمام طويلاً، سمر اللون، وجذاب الخطاب. عُرف بفصاحته وقوة أشعاره. من أبرز أعماله: “فحول الشعراء”، “ديوان الحماسة”، “مختار أشعار القبائل”، و”نقائض جرير والأخطل”. تضم أشعاره أبياتاً شهيرة مثل:

بمحمدٍ صارَ الزمانُ محمداً

عِنْدي وأَعتَبَ بَعْدَ سَوءِ فِعَالِهِ

بمروقِ الأخلاق لوْ عاشرْتَهُ

لَرَأَيْتَ نُجْحَكَ مِنْ جَميعِ خِصالِهِ

منْ ودني بلسانِهِ وبقلبِهِ

وأنالني بيمينهِ وشمالِهِ