يُعتبر الكيميائي الروسي ديمتري إيفانوفيتش مندليف واحداً من أبرز العلماء والمخترعين في التاريخ، حيث ساهم بشكل رئيسي في صياغة القانون الدوري وأسس الجدول الدوري الذي يتعلق بالعناصر الكيميائية.
عن العالم مندليف
تسعى العديد من الناس للحصول على معلومات قيمة حول العالم مندليف، ومن هنا نذكر أنه وُلد في 27 يناير عام 1834م في قرية توبولسك بسيبيريا:
- يُقال إن والده فقد بصره في السنة التي وُلِد فيها وتوفي عام 1847م.
- انتقلت والدته إلى سانت بطرسبرغ بعد أن عجزت عن تلبية احتياجات عائلتها في القرية.
- استكمل دراسته في المعهد التربوي وتخرج عام 1855م.
- عمل كمعلم لمدة شهرين فقط في مدرسة سيمفيروبول الثانوية قبل أن يعود إلى سانت بطرسبرغ لمتابعة مسيرته التعليمية.
- نال درجة الماجستير عام 1856م وأجرى العديد من الأبحاث في مجال الكيمياء بدعم حكومي.
- سافر إلى الخارج للدراسة لمدة سنتين، حيث انضم إلى جامعة هايدلبرغ.
- أنشأ مختبراً خاصاً به في منزله لإجراء بحوثه ودراساته.
- حضر المؤتمر الدولي للكيمياء عام 1860م، الذي ناقش العديد من القضايا المتعلقة بالرموز والصيغ الكيميائية والأوزان الذرية، حيث التقى بالكثير من أبرز الكيميائيين في أوروبا.
- استمر بالتواصل معهم في السنوات اللاحقة.
- عاد إلى سانت بطرسبرغ عام 1861م بعد حصوله على درجة الأستاذية، وتم تعيينه أستاذًا في مجال التكنولوجيا الكيميائية في جامعة سانت بطرسبرغ.
اكتشاف الجدول الدوري
يُعتبر اكتشاف الجدول الدوري من أبرز إنجازات مندليف في علم الكيمياء، حيث بدأ الأمر عندما أدرك خلال عمله في المعهد التربوي أهمية تأليف كتاب لتدريس مادة الكيمياء غير العضوية:
- قام بتأليف كتاب بعنوان “مبادئ الكيمياء”، وأظهرت أبحاثه المتعلقة به وجود أنماط متكررة بين مجموعات العناصر الكيميائية.
- عمل جاهدًا للبحث عن الروابط بين هذه العناصر، مما أدى به لاكتشاف الجدول الدوري الذي لا يزال يُدرس حتى يومنا هذا.
- ورغم محاولات علماء آخرين لتنظيم العناصر في جدول محدد سابقاً، قدم مندليف فكرة مبتكرة تختلف عن التصنيفات السابقة التي اعتمدت على التشابه في الخصائص.
- تنبأ بزيادة عدد العناصر الكيميائية في المستقبل، وهو ما تحقق بالفعل، إذ كان الجدول يحتوي على 63 عنصرًا بينما يوجد حاليًا 118 عنصرًا.
- ترك العديد من المساحات الفارغة في الجدول، حيث تم اكتشاف عنصر الألمنيوم بعد فترة قليلة من وضع الجدول.
للتعرف على المزيد، يمكنكم الاطلاع على:
أكبر إنجازات مندليف
لم يقتصر إنجاز العالم مندليف على علم الكيمياء فقط، بل حقق العديد من الإنجازات في مجالات أخرى تشمل:
- إثبات تمدد السوائل عند تسخينها.
- تحديد درجة غليان المواد.
- تأثيره في مجالات متعددة مثل الأرصاد الجوية، بالإضافة إلى توقعات الطقس، وساهم في الصناعات الكيميائية والبترولية.
- إصدار العديد من الأبحاث والدراسات التي لا تزال تُستخدم كمراجع معتمدة حتى اليوم.
- أجرى أبحاث شاملة حول السوائل والغازات طوال مسيرته المهنية.
- أثناء دراسته في هايدلبرغ عام 1860م، اكتشف النقطة المطلقة من الغليان وصاغ نظرية للحلول تُعرف بالتركيبات الكيميائية ذات النسب الثابتة عام 1864م، لكن فقدت مصداقيتها لأسباب علمية لاحقة.
- نشر الطبعة الأولى من مبادئه الكيميائية عام 1871م، ووضع صيغة تتعلق بتباينها عن قانون بويل، الذي يُعرف اليوم بقانون بويل ماريوت.
- كشفت ميوله النظرية منذ بدايات حياته المهنية عن سعيه لتكوين نظام نظري شامل يواكب الفلسفة الطبيعية. وقد تجلى ذلك من خلال تأييده لنظرية النوع المكتشفة من قبل الكيميائي الفرنسي شارل جير هارد.
- كما عارض الثنائية الكهروكيميائية التي اقترحها الكيميائي السويدي يونس ياكوب بيرسيليس.
- اعتمد على نظرية الحدود في الكيمياء العضوية عام 1861م، حيث صرح بأن نسب الأكسجين والنيتروجين والهيدروجين لا تتجاوز الحدود المعينة في التركيبة مع الكربون.
- أبدى اهتمامًا بالكيمياء الكهربائية ومعارضة النظرية التي طرحها الكيميائي السويدي سفانتي أرينيوس بشأن الأيونية.
أهم أنشطة مندليف خارج المختبر
توسع نشاط الكيميائي مندليف ليشمل مجموعة من الأنشطة التي لا تتعلق بالتدريس والبحث العلمي، منها:
- يُعتبر من مؤسسي الجمعية الروسية الكيميائية عام 1868م.
- ككاتب مبدع، نشر 500 كتاب ومقالة، بالإضافة إلى العديد من المخطوطات غير المنشورة التي تحتفظ بها مكتبة متحف مندليف ديمتري وجامعة سانت بطرسبرغ.
وفاة الكيميائي مندليف
توفي الكيميائي مندليف في 2 فبراير عام 1907م في مدينة سانت بطرسبرغ، وذلك قبل ستة أيام من عيد ميلاده الثالث والسبعين، نتيجة إصابته بمرض الإنفلونزا.
ومع ذلك، لا يزال إرثه العلمي حاضراً، وتظل مؤلفاته ونظرياته مرجعًا يُستعان به حتى وقتنا الحالي.