خلال العصر الجاهلي، كانت الأسواق وأوساط العرب تمتلئ بنوع من الإبداع اللغوي، إذ أطلقوا أسماء متنوعة على الأيام، وذلك وفقاً للحالات الاجتماعية والبيئية التي مروا بها. وقد عكس ذلك فهمهم العميق للغة العربية وتمكنهم من استخدامها بمهارة.
وإلى يومنا هذا، يحتفظ يوم الخميس بمكانة بارزة في الثقافة العربية، حيث يُعرف بأنه اليوم الذي يشهد العديد من الاحتفالات والنشاطات الترفيهية. لمزيد من المعلومات حول هذا اليوم وأهم الأحداث المرتبطة به في الإسلام والمسيحية، ندعوكم لمتابعة هذا المقال.
ما هو الاسم الذي يُطلق على يوم الخميس في الجاهلية؟
في العصر الجاهلي، كان يُعرف يوم الخميس باسم “مؤنس”. وقد تميز العرب آنذاك بحضارة فريدة من نوعها، حيث كانوا يحرصون على صياغة تسميات خاصة تناسب مختلف جوانب الحياة، مما يدل على براعتهم في استخدام اللغة العربية.
لم تكن الأسماء المعطاة لأيام الأسبوع تشابه تلك المستخدمة حالياً، بل كانت تحمل دلالات عميقة تعكس غنى اللغة العربية في تلك الفترة.
أسماء الأيام في الجاهلية
لم يكن العرب يطلقون أسماء على الأيام بصورة فردية، بل كانوا يسمون كل ثلاثة أيام وفقاً لحالة القمر. على سبيل المثال، كانت أول أيام الشهر تُعرف باسم “أيام غرر” وهي جمع كلمة “غرة”، التي تعني بداية الشهر.
كما كانت آخر ثلاث أيام من الشهر تعرف باسم “نقل”، استناداً إلى كلمة “تنفل”. إضافة لذلك، كانت هناك أسماء تعكس ترتيب الأيام، مثل “ثلاث تسع” لتعبر عن الليلة التاسعة، و”ثلاثة عشرة” للدلالة على بدء الليالي اعتباراً من الليلة العاشرة.
أسماء أخرى كانت تشمل “ثلاث بيض” لتشير إلى المرحلة الكاملة لنور القمر، و”ثلاث درع” للدلالة على الليلة الأكثر ظلمة.
أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية
- تميزت الأسماء التي استخدمها العرب في الجاهلية عن تلك المتداولة اليوم، حيث كان الأسبوع يبدأ يوم الأحد، وليس السبت.
- أُطلق على يوم الأحد اسم “الأول”، ليدل على بداية الأسبوع.
- اسمه “اليوم الأهون” كان يُطلق على يوم الاثنين، بهدف الإشارة إلى سهولة مرور هذا اليوم.
- وتم تسمية يوم الثلاثاء بـ”اليوم الجبار”، نظرًا لمكانته كحلقة وصل بين أيام الأسبوع.
- يوم الأربعاء كان يُعرف باسم “الدبار”، كناية عن موقعه بعد يوم الجبار.
- بالنسبة ليوم الخميس، فقد أُطلق عليه “مؤنس”، حيث يلجأ الناس فيه للاحتفال والترفيه بعد أسبوع من الجد والعمل.
- ويوم الجمعة كان يعرف باسم “العروبة”، بفعل قدسية هذا اليوم بين العرب.
- أما يوم السبت، فقد أُطلق عليه “شيار”، للدلالة على كونه اليوم الأخير من الأسبوع.
أهم المعلومات عن يوم الخميس
تتعدد المعلومات المتعلقة بيوم الخميس، والتي تميزه عن غيره من الأيام، كما يلي:
- سُمّي يوم الخميس لأنّه يحتل الرقم الخامس في ترتيب أيام الأسبوع.
- كان يُطلق هذا الاسم أيضاً على الجيش، إذ يُقسم إلى مقدمة ومؤخرة وأجنحة.
- يعتبر يوم صيام مستحب عند المسلمين، وفقاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- يعد من أفضل الأيام لإجراء الحجامة، حيث أوصى النبي بذلك.
- كما يُستحب السفر في هذا اليوم، حيث يُحدث النبي أن الأعمال ترفع إلى الله سبحانه وتعالى فيه.
أهمية يوم الخميس عند العرب
يعتبر العرب هذا اليوم مناسبة للاحتفال والمرح، حيث يُعتبر وقتاً مناسباً للصيام كنوع من الاقتداء بالرسول.
يؤجل العرب احتفالاتهم الكبرى إلى هذا اليوم، مثل حفلات الزفاف، كونه يسبق يوم الجمعة الذي يُعد عطلة رسمية في جميع القطاعات.
يكتظ هذا اليوم بالزوار في الحمامات العامة وصالونات التجميل، حيث يستعد الكثيرون للفعاليات الاجتماعية. تُسجل الفنادق والأسواق والمناطق الترفيهية ازدحاماً واضحاً، مما يجعل من يوم الخميس يوماً نشطاً تجارياً.
يوم الخميس في التقاليد المسيحية
هناك تقاليد مسيحية مرتبطة بيوم الخميس، إذ يعتبر يوماً ذا دلالات خاصة. ويُعرف أيضاً بـ”الخميس المقدس”، الذي يسبق عيد الفصح.
يُخصص هذا اليوم لتكريم سانت نيكولاس والحواريين. كذلك، تحتفل أمريكا برابع خميس من شهر نوفمبر بوصفه يوماً للشكر.
تعود أهمية هذا اليوم في أمريكا إلى شعور السكان الأوائل بالامتنان للذين أنقذوهم من المجاعة.
تشير بعض الروايات إلى كيف جاء هؤلاء الناجون بمأكولات لإقامة وليمة احتفالاً بالنجاة.