دولة الفاتيكان
تُعتبر دولة الفاتيكان، والمعروفة رسميًا باسم مدينة الفاتيكان، أصغر دولة مستقلة حول العالم. لقد اكتسبت الفاتيكان مكانتها البارزة من كونها الموقع التقليدي الذي شهد صلب ودفن القديس بطرس، وذلك خلال حكم الإمبراطور الروماني نيرون. وقد أُقيم ضريح القديس بطرس في هضبة الفاتيكان منذ العصور القديمة، قبل أن تُشيد الكاتدرائية في ذات المنطقة. ومن خلال الأبحاث الأخيرة والتنقيبات الأثرية، تم اكتشاف رفات يُعتقد أنها تعود للقديس بطرس، وما زال ضريحه موجودًا تحت الكاتدرائية.
موقع دولة الفاتيكان
تقع دولة الفاتيكان بالكامل ضمن حدود إيطاليا، حيث تُعد واحدة من أربع دول محاطة بالكامل بدولة أخرى. تشكل الفاتيكان جزءًا من العاصمة الإيطالية، روما، وتغطي مساحة تُقدَّر بأربعة وأربعين هكتارًا، محاطة بسور حجري خاص. يُقدر عدد السكان في الفاتيكان بحوالي ثمانمائة شخص، مما يجعلها أصغر دولة في العالم من حيث المساحة والسكان.
تاريخ دولة الفاتيكان
تاريخيًا، كانت مدينة روما محاطة بمجموعة من التلال التي شكلت حدودها الطبيعية، وكان الفاتيكان أحد الهضاب الواقعة خلف هذه التلال، مما جعله أحد ضواحي المدينة. تقع هضبة الفاتيكان على ضفاف نهر التيبر. وقد استمدت دولة الفاتيكان الحالية اسمها من هذه الهضبة القديمة. في البداية، تم بناء كنيسة صغيرة تُعرف بكنيسة القديس بطرس، والتي تحولت لاحقًا إلى كاتدرائية كبيرة في القرن السادس عشر. ولم تُصبح الفاتيكان المقر الرسمي للبابوية إلا في أوائل القرن الخامس عشر، بعد فترة من الانشقاقات الكنسية، إذ كان المقر الرسمي للكنيسة الكاثوليكية قبل ذلك في قصر لاتران في روما. بعد انتقال البابوية إلى الفاتيكان، بدأت مشروعات البناء في المنطقة حيث تم إنشاء المباني وتخطيط الحدائق البابوية، مما نتج عنه ما نراه اليوم في مدينة الفاتيكان.
حدود دولة الفاتيكان
تُحدد حدود مدينة الفاتيكان مع روما بواسطة السور المحيط بها من جميع الجوانب تقريبًا، باستثناء المنطقة الفاصلة بين ساحة القديس بطرس ومدينة روما والتي لم تُسوَّر، وتم استبدال السور بخط أبيض على الأرض يحدد الحدود. وُضعت هذه الحدود رسميًا في عام 1929، استنادًا إلى السور القديم الذي بُني في عهد البابا بولس الثالث في القرن السادس عشر، والذي يعود أصله إلى القرن التاسع، بهدف حماية ضريح القديس بطرس وفقًا للتقاليد المسيحية.
