تنتظر العديد من السيدات بشغف اللحظة التي يحدث فيها الحمل، متمنيات من الله تعالى أن يرزقهن بالذرية الصالحة. فالأطفال نعمة عظيمة، يكرم بها الله من يشاء من عباده، وتعتبر الحالة النفسية عاملًا مؤثرًا على مجريات الحياة وصحة الإنسان.
الحالة النفسية للمرأة الحامل
- يتساءل الكثير عن تأثير التوتر والقلق على فرص حدوث الحمل، والإجابة هي نعم، فالتوتر والضغوط النفسية تلعب دورًا كبيرًا.
- تؤثر هذه الضغوط على الدماغ، وبالتحديد على منطقة الهيبوتلاموس، والتي تتحكم في تنظيم الهرمونات اللازمة للإباضة.
- هذه الهرمونات مسؤولة عن إطلاق البويضة في وقتها المناسب.
- كما تؤثر أيضًا على تنظيم الغدد المنتجة لهرمونات الذكورة لدى الشريك، لذا فإن الحالة النفسية السلبية قد تؤدي إلى تأخير الإباضة أو حتى فشلها.
- يُسمى ذلك بفشل الإباضة.
- الحالة النفسية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تأخير الدورة الشهرية، مما يؤثر بطبيعة الحال على فرص حدوث الحمل.
- بالإضافة إلى ذلك، التوتر النفسي يمكن أن يتسبب في جفاف مخاط عنق الرحم، مما يزيد من صعوبة الحمل.
شاهدي أيضًا:
التغيرات النفسية في الشهور الأولى من الحمل
- تُعتبر الشهور الأولى من الحمل من أصعب الفترات التي تمر بها المرأة، حيث تختلف تجربتها من امرأة لأخرى. تعاني العديد من السيدات من أعراض جسدية مرهقة.
- بالإضافة إلى ذلك، تشعر المرأة بتغيرات نفسية وعاطفية جديدة ومربكة.
- إذا كانت المرأة تنتظر خبر حملها، ستشعر بسعادة غامرة، بينما في حال كان الخبر مفاجئًا، فقد تتداخل مشاعرها ما بين السعادة والقلق.
- رغم أن التغيرات الجسدية في الأشهر الأولى قد لا تكون واضحة أيضًا، إلا أن الحالة النفسية تعكس تقلبات مزاجية.
- في بعض الحالات، قد تتطور هذه التغيرات إلى الاكتئاب أو الغضب، وحتى البكاء.
مفهوم اكتئاب الحمل وأعراضه
يُعتبر اكتئاب الحمل عبارة عن تغييرات نفسية سلبية تصاحب المرأة خلال فترة الحمل بسبب التغيرات البيولوجية والنفسية. يؤثر هذا الاكتئاب على تفكير المرأة ومشاعرها.
تُظهر الدراسات أن اكتئاب الحمل يصيب حوالي 6% من النساء الحوامل، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 10% في الوقت الراهن.
تشهد المرأة تغييرًا هرمونيًا يؤثر سلبًا على المواد الكيميائية في الدماغ، مما يؤدي إلى مشاعر الحزن والاكتئاب.
أعراض اكتئاب الحمل
- يؤثر اكتئاب الحمل بشكل خاص على شهية المرأة الحامل في الأشهر الأولى.
- تختلف شهية المرأة من حالة لأخرى، فبعضهن قد يشتهين الطعام، بينما أخريات قد يفقدن شهيتهن.
- تشهد المرأة تغييرات في أنماط النوم، فقد تجد إحدى النساء تنام لفترات طويلة بينما الأخرى تعاني من الأرق.
- الإحساس بالإرهاق البدني وفقدان الطاقة من ضمن الأعراض الشائعة.
- تشعر الأم باليأس وانعدام الثقة في الذات، وقد تجد نفسها تبكي لأسباب غير واضحة.
- تشمل الأعراض أيضًا الشعور باللامبالاة وعدم الاهتمام، فتفقد تقدير الذات.
- تشعر بعض النساء بعدم القدرة على تربية الطفل، مما يزيد من شعورهن بالاكتئاب.
- قد يؤدي الاكتئاب أيضًا إلى إهمال إرشادات الطبيب ويساهم في سلوكيات سلبية مثل التدخين أو شرب الكحول.
- يمكن أن تؤدي هذه التصرفات إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، أو ولادة طفل بوزن منخفض.
أهمية صحة الجهاز العصبي للحامل وعلاقته بالجنين
- يوصي الأطباء بتغذية سليمة للمرأة الحامل لتحسين صحتها النفسية والجسدية ولصحة الجنين.
- كلما كانت صحة الجهاز العصبي جيدة، زادت قدرة الأم على مقاومة التأثيرات النفسية السلبية.
- تساهم التغذية المناسبة في دعم الجهاز العصبي، مما يعزز القوة والتوازن.
- تؤثر الهرمونات والغدد بشكل آخر سلبي على الجسم، حيث يمكن أن تؤدي الاختلالات في الجهاز العصبي إلى مشاعر سلبية تؤثر على الجنين.
- إذا تأثرت الأم نفسيًا، فإن ذلك يمكن أن يُنقل إلى الجنين، مما قد يسبب له تأثيرات نفسية أيضًا.
تأثير العصبية على حالة الجنين
يمكن أن تؤثر الحالات النفسية السلبية والحزن والغضب التي تعاني منها الأم خلال الحمل على الجنين بشكل كبير.
وتتجلى هذه التأثيرات في عدة نقاط، منها:
- قد تؤدي الانفعالات العصبية إلى انقباضات في الرحم، مما يسبب ضيقًا يؤثر سلبًا على الجنين، وقد يصل الأمر إلى الإجهاض.
- تسبب الانفعالات العصبية أيضًا صعوبة في الولادة، مما يجعلها عملية مؤلمة.
- يمكن أن تؤدي إلى صعوبات في عملية الرضاعة بسبب ضعف تدفق الحليب.
- تتسبب الظروف النفسية الصعبة للأم في اختلال نمو الجنين.
- يكون الطفل عرضة للاختلافات في الوزن والنمو عند الولادة.
- قد تظهر مشاكل سلوكية وعاطفية في وقت لاحق بسبب تعرضه لبيئة عصبية خلال فترة الحمل.
- من الممكن أن يولد الطفل بحالات من النوم المتقطع والعصبية المفرطة.
- تشير الدراسات إلى أن تلك المضاعفات قد تؤدي إلى تأخر في تطور الذكاء خلال مراحل النمو.
تأثير بكاء الأم على الجنين
- تساهم حالات التوتر والبكاء خلال الحمل في تغييرات هرمونية تؤثر على بلازما الدم، والتي تنتقل إلى دم الجنين.
- إذا كانت مشاعر الحزن والغضب تتكرر، فقد تساهم في تعويد الجنين على هذه المشاعر السلبية، مما يجعله عرضة للاكتئاب لاحقًا.
- قد يعاني الجنين من مشاكل عدوانية تجاه الآخرين بسبب تأثير التوتر والبكاء على الأم.