السيدة مارية القبطية تعتبر واحدة من الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام. بدايةً، يجدر بنا الإشارة إلى أن السيدة مارية كانت سرية للرسول صلى الله عليه وسلم.
سنتناول في هذا المقال العديد من التفاصيل المتعلقة بدخولها في حياة الرسول وزواجها به، وسنستعرض ذلك بشكل موسع.
نبذة عن مارية القبطية
- مارية القبطية هي واحدة من جواري الرسول صلى الله عليه وسلم، وُلدت في مصر، تحديدًا في قرية حفن.
- وصفها العديد من المؤرخين بأنها كانت تتمتع بجمال في الملامح وجاذبية في المظهر.
- تميزت ببشرة بيضاء وشعر مجعد، ولكن بعض المؤرخين أكدوا أن مواصفات جمالها لم تكن شائعة في تلك الفترة.
- تعتبر السيدة مارية القبطية دليلاً على العلاقة القوية التي كان يؤسسها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع الديانات الأخرى.
- حصلت السيدة مارية على لقبها كمقدمة من قبل المقوقس، حاكم مصر آنذاك، إلا أنها تبوأت مكانة خاصة في حياة الرسول لاحقًا.
وصول السيدة مارية إلى حياة الرسول
- قدمت السيدة مارية القبطية إلى الرسول في المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في السنة السابعة من الهجرة.
- في هذه الفترة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بدعوة الناس للدخول في الإسلام.
- كتب الرسول إلى ملوك العالم يدعوهم للإسلام، وقد لاقت الدعوة استجابة من بعضهم.
- غير أن كسرى، ملك فارس، كان الوحيد الذي مزق الكتاب المرسل من الرسول.
- أما المقوقس، حاكم الإسكندرية، فقد أرسل إلى الرسول جاريتين، وهما مارية القبطية وأختها سيرين.
علاقة الرسول بمارية القبطية
- يتفق العديد من المؤرخين وكتب التراث على أن السيدة مارية القبطية لم تكن زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم.
- وبالتالي، لا يُشمل اسمها ضمن أمهات المؤمنين، اللاتي يبلغ عددهن 11 زوجة.
- مع ذلك، أكد محمد بن سعد البغدادي أن الرسول دعاهما إلى الإسلام، وقبلتا على الفور، فأصبحت ملك يمين الرسول.
- وقال ابن القيم: “كان له أربع: مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى تم الحصول عليها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش.”
أحداث في حياة السيدة مارية القبطية
رغم أن السيدة مارية القبطية كانت تُعتبر ملك يمين للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد واجهت اتهامات في حادثة شبيهة بما تعرضت له السيدة عائشة، لكن ثبت براءتها.
اتهمت السيدة مارية بالتورط في علاقة غير شرعية مع الخادم المصري المدعو “مأبور”، مما أثار العديد من الشائعات حولها.
لكن، بعد ذلك، تم إثبات براءتها، حيث تبين أن الخادم لم يكن يمتلك القدرة على الفعل.
وفي حديث زهير بن حرب، قال: “كان هناك رجل يتهم أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مارية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: اذهب فاضرب عنقه.” وعندما وجد علي أنه مجبوب، قال للرسول: “يا رسول الله إنه لمجبوب لا له ذكر.”
إسلام مارية القبطية
عند وصول السيدة مارية القبطية إلى النبي محمد، لم تكن مسلمة بعد.
لكن بعد أن أرسلها الرسول مع أختها سيرين إلى أم سليم بنت ملحان، عرض عليهم الإسلام وقبلتا.
أصول مارية القبطية
السيدة مارية القبطية تنحدر من أصول مصرية، حيث وُلدت في محافظة المنيا في شمال الصعيد.
مولد إبراهيم
- أنجبت مارية القبطية ابنًا في شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة، وقد سمّاه الرسول إبراهيم.
- احتفل الرسول بقدوم ابنه بذبح شاه في اليوم السابع لولادته.
- كما حلق الرسول شعره وتصدق بوزنه فضة على الفقراء، وقام بدفن الشعر بعد ذلك.
- كانت سلمى مولاة الرسول هي من رافقت السيدة مارية خلال عملية الولادة.
- عندما أخبرت سلمى زوجها بأن السيدة مارية أنجبت ولدًا، ذهب ليخبر الرسول.
- قدم الرسول أبا رافع كهدية لنشر البشارة.
- يجب الإشارة إلى أن إنجاب مارية القبطية قد أثار الغيرة بين زوجات الرسول.
- أرضعت ابنها أم بردة بنت المنذر رضي الله عنها.
- لكن عانى إبراهيم من مرض شديد وتوفي بعد عامين.
- حضر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى منزله وكان يرافقه عبد الرحمن بن عوف، حيث كان حزينًا للغاية.
- أخذ النبي الطفل من حضن والدته وهو يبكي، وقال عبد الرحمن بن عوف: “وأنت يا رسول الله؟ أجاب النبي: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. وإنّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون.”
وفاة السيدة مارية القبطية
- انتقلت السيدة مارية القبطية إلى جوار ربها في شهر محرم من السنة 16 للهجرة.
- صلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جنازتها، حيث وُفقت وفاتها في خلافته.
- قام عمر بجمع الناس لحضور جنازتها.
- من المهم أن نوضح أنه تم دفن السيدة مارية القبطية في البقيع.
مكانة السيدة مارية في القرآن
- تتمتع السيدة مارية القبطية بمكانة رفيعة في الدين الإسلامي والقرآن الكريم.
- حيث نزلت سورة التحريم في شأنها.
- بالإضافة إلى ذلك، توفيت السيدة مارية القبطية بينما كان الرسول راضيًا عنها، مما أكد موقعها في قلب أهله.
- حرصت السيدة مارية على كسب ثقة الرسول ورضاه.
- وعاشت مارية القبطية بقية حياتها في المدينة، حيث أسلمت وأنجبت له ابنًا.
- تُعتبر مارية القبطية سيدة فاضلة وتمتاز بمكانة عالية في الدين والإحسان.
- قدّرها الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع المؤرخين لكونها امرأة ملتزمة ومؤمنة.