ما هو التخطيط الاستراتيجي؟
يُعد التخطيط الاستراتيجي نشاطاً إدارياً أساسياً تتبعه المؤسسات والشركات لتحديد أولوياتها والتركيز على الإمكانيات والموارد المتاحة. يهدف هذا النوع من التخطيط إلى ضمان أن جميع الموظفين والمديرين يسعون نحو تحقيق أهداف مشتركة من خلال توافق حول الأهداف النهائية. يتضمن ذلك تقييم كيفية تكيف المؤسسة مع المتغيرات في بيئتها المحيطة. ينتج عن هذه العملية اتخاذ قرارات استراتيجية حيوية تؤثر في توجيه أعمال المؤسسة، وتعكس هويتها وتوجهاتها وخدماتها المقدمة.
فهم الخطة الاستراتيجية
الخطة الاستراتيجية هي وثيقة حيوية توجه المؤسسة نحو تحقيق أهدافها، وهي تتضمن أيضاً الخطوات الواجب اتخاذها لضمان الوصول لما تم وضعه من أولويات خلال مرحلة التخطيط الاستراتيجي.
يجب أن تتضمن الخطة الاستراتيجية ملخصاً تنفيذياً، ومعلومات عن المؤسسة، بجانب بيان المهمة والرؤية والقيم. كما يتوجب إجراء تحليل استراتيجي يتناول نقاط القوة والضعف في المؤسسة، والفرص المتاحة، والتحديات المحتملة. علاوة على ذلك، يجب تفصيل الاستراتيجيات والتكتيكات المتبعة، بالإضافة إلى خطة عمل مفصلة، وتوقعات ميزانية، وخطط تشغيل، مع استعراض آليات المراقبة والتقييم.
أهداف الخطة الاستراتيجية
تسعى الخطة الاستراتيجية إلى تحديد معالم الإنجازات والأهداف والخطوات المقررة على مدى 3 إلى 5 سنوات، متمايزة عن خطة العمل التي تركز عادةً على أهداف قصيرة الأمد. الهدف الأول من الخطة الاستراتيجية هو رسم مسار واضح للمؤسسة، مما يساعد في توحيد الجهود نحو هدف مشترك. كما أنها تساهم في تحديد الإجراءات اللازمة لتطوير الأعمال، وتنظيم الموارد، وتحديد احتياجات المؤسسة بشكل فعال، مما يساهم في تعزيز القدرة التنافسية.
الهدف الثاني هو إدارة المخاطر المرتبطة بالأعمال وتقليلها؛ إذ تسهم هذه الخطة في تحليل المخاطر المحتملة ووضع التدابير اللازمة لمراقبتها وتقليل آثارها في حال حدوثها.
أما الهدف الثالث، فهو أن تلعب الخطة الاستراتيجية دوراً مهماً في المحافظة على نمو المؤسسة وضبط مواردها، مما يعزز من فرص تطورها وتوسعها في السوق.
أهمية وضع خطة استراتيجية
تتجلى أهمية التخطيط الاستراتيجي ووضع خطة استراتيجية في كشف الطرق الممكنة لتحسين الأداء، مثل إعادة هيكلة المؤسسة أو تطوير المنتجات أو التوسع في العمليات بهدف الوصول إلى قطاعات جديدة من السوق. تساهم كتابة الخطة الاستراتيجية في كشف أنواع مختلفة من الفرص والتحديات التي قد تواجه المؤسسة، مما يجعلها أكثر قدرة على اغتنام الفرص التي تخدم أهدافها، وأكثر مرونة في مواجهة التغيرات مثل قرارات الحكومة أو التغيرات الديموغرافية أو التقدم التكنولوجي. كما تعتبر الخطة الاستراتيجية ذات أهمية خاصة في توضيح رؤية المؤسسة ومهمتها للمستثمرين والشركاء المحتملين، حيث توفر لهم دليلاً واضحاً عن سير العمل والتطورات ضمن إطار زمني محدد.