يسعدنا في مقال اليوم على موقع maqall.net أن نقدم لكم معلومات مستفيضة حول التكبير في شهر ذي الحجة، حيث يُعتبر تكبير هذا الشهر الرامي إلى الاحتفاء بعيد الأضحى من أكثر العبادات شهرة خلال هذه الفترة. كما أن التكبير في منطقة عرفات يُعد من أبرز المواقع المكانية المعنية بالتكبير، وهناك صيغ متنوعة للتكبير.
التكبير في شهر ذي الحجة
يُعتبر التكبير في شهر ذي الحجة عبادة عظيمة، حيث يبدأ منذ بداية الشهر ويمتد حتى نهاية اليوم الرابع من شهر ذي الحجة. إليكم المزيد من التفاصيل:
- قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، والأيام المعدودات تشير إلى أيام التشريق الثلاثة.
- كان الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابنه يُكبّران في منى، سواء في المسجد أو في الخيمة.
- ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه وصحبه كانوا يكبّرون بعد أداء الصلوات الخمس بدءًا من فجر يوم عرفة وحتى عصر اليوم الثالث من شهر ذي الحجة، الذي يُصادف اليوم الرابع من عيد الأضحى.
- بالنسبة للحجاج، يبدأ التكبير لديهم منذ الإحرام ويستمر حتى رمي جمرات العقبة في يوم النحر، حيث يبدأ بعد ذلك بالتكبير من أول حصاة في رمي الجمرات.
- يُعتبر التكبير سنة لمن لا يؤدي فريضة الحج، حيث يبدأ التكبير من فجر يوم عرفة حتى آخر عصر من أيام التشريق.
- فيما يخص تكبير عيد الفطر، فهو كذلك سنة، يبدأ من غروب شمس آخر يوم في شهر رمضان ويستمر حتى يعقد الإمام الصلاة.
- يُسمح أيضًا بالتكبير بعد الصلوات الخمس في أيام عيد الفطر في شهر شوال.
مشروعية التكبير في عشر ذي الحجة
يُعتبر التكبير في الأيام العشر من شهر ذي الحجة عملاً مستحباً ومباركاً، وقد وردت الأدلة على ذلك من السنة النبوية. فيما يلي بعض منها:
- الحديث الشريف الذي يبيّن فضل هذه الأيام: (ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشيء).
- الأدلة من القرآن الكريم كقوله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ)، مما يتضمن التكبير.
- وجد أيضاً في السنة: (سألت أنس بن مالك، ونحن متجهون من منى إلى عرفة، عن التلبية، كيف كنتم تصنعون مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يُلَبّي الملبي، ولا يُنكَر عليه، ويُكَبّر المُكَبّر ولا يُنكَر عليه).
ملحوظة: يتضح من كل ما سُرد أن التكبير المطلق سنة جليلة، حيث كان من أعظم أعمال الصحابة الذين كانوا يخرجون إلى الأسواق مكبرين ليكبر الناس معهم.
صيغ التكبير في عشر ذي الحجة
لا يوجد نص محدد يحدد صيغة التكبير عن النبي صلى الله عليه وسلم للتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة، ولكن هناك صيغ معروفة وشائعة بين المسلمين. إليكم بعض الصيغ:
صيغة التكبير الأولى
- “الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد”. الصيغة الثانية: “الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد”. الصيغة الثالثة: “الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد”.
صيغة التكبير الثانية
- صيغة سلمان الفارسي: “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً”. صيغة ابن مسعود: “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ”.
- صيغة ابن عباس: “اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ”.
تنويه: يجدر بالمسلم أن يعلم أنه لا توجد صيغة واحدة مفروضة، بل يمكن لأي مسلم أن يكبر بالصيغة التي يفضلها، بناءً على ما ورد عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
صفة التكبير
تتمثل صفة التكبير في السنة النبوية بأن يقول المسلم:
- “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد”. وقد أشار الشافعي إلى أن من صفة التكبير: “أن يقول المسلم: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
- تُقال الصيغة المذكورة أعلاه ثلاث مرات بشكل متتالي، بعد ذلك يمكن للمرء أن يضيف ما يشاء.
- لقد أمر الله سبحانه وتعالى بذكره مطلقاً في أيام التشريق عندما قال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ).
- لا يوجد دليل في القرآن أو السنة يحدد عدد التكبير بعد الصلوات الخمس في أيام التشريق، لذا يمكن للمسلم أن يكبر كما يشاء بالقدر الذي يراه مناسباً.
فضل التكبير في ذي الحجة
تكمن عظمة فضل التكبير في أن الله -سبحانه وتعالى- قد أقسم بالأيام العشر في كتابه الكريم حيث قال -تعالى-: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، لذا فهي أيام ذات أهمية كبيرة، والدليل على عظمتهما هو القسم بهما، والأعمال فيها محببة إلى الله حتى الصغيرة منها، ومن بين أحب الأعمال التكبير والتهليل.