يعتبر العالم فريدريك غريفيث واحدًا من الشخصيات البارزة في تاريخ العلوم البيولوجية، فقد كان من الأوائل الذين ساهموا في فهم كيفية تأثير الجراثيم على حياة الإنسان. فقد مر على البشرية حقبة كانت فيها الأمراض تتفشى كما لو كانت وحشًا لا يمكن السيطرة عليه.
ومع ذلك، بفضل جهود العلماء مثل غريفيث، تمكنت البشرية من مواجهة هذا التحدي بفضل الأبحاث العلمية المستمرة والتجارب المتقدمة.
الشخصية العلمية لفريدريك غريفيث
- وُلِد فريدريك غريفيث في عام 1879 في المملكة المتحدة، حيث تخصص في علم الجراثيم واهتم بدراسة الوبائيات والأمراض، وبشكل خاص البكتيريا المرتبطة بمرض الالتهاب الرئوي.
- ترعرع في مدينة تشيشاير، والتحق بجامعة فيكتوريا في ليفربول حيث حصل على درجة البكالوريوس في الطب عام 1901.
بداياته المهنية كطبيب
بدأ غريفيث مسيرته المهنية كجراح متنقل، حيث قدم الرعاية للمرضى والجرحى في منازلهم. بعد ذلك، انضم إلى مختبر تومسون بيتس الذي يختص بالكيمياء الحيوية وعلم الأمراض المقارن، ومن ثم بدأ عمله في الهيئة الملكية لمكافحة السل في عام 1903، حيث تخصص بشكل أكبر في علم الجراثيم.
الاكتشافات الرائدة
قام العالم غريفيث باكتشاف مثير يتعلق بإمكانية تغيير وظيفة البكتيريا، وذلك خلال تجربته الشهيرة التي قادته إلى فهم الكثير عن البكتيريا المسببة للأمراض.
التجربة الشهيرة
- نُفذت تجربته المعروفة التي كانت بداية الطريق لفهم علاج مرض الالتهاب الرئوي، حيث قام بحقن مجموعة من الفئران بسلالة من البكتيريا المعروفة بسلالة S، وفي ذات الوقت حقن مجموعة أخرى بـ سلالة R. وقد أظهرت النتائج أن المجموعة المحقونة بسلالة S قد توفيت، بينما لم تتأثر المجموعة الأخرى.
- كما لاحظ أن سلالة S الميتة لم تُحدث أي تغيير على الفئران.
- لاحقًا، حقن الفئران بسلالة R الحية وسلالة S الميتة، وهنالك اكتشف أنه بالرغم من كون سلالة R غير ضارة، إلا أنها تحولت لتصبح ضارة بمجرد تعرضها للسلالة الأخرى، مما أدى إلى وفاة الفئران.
- ومن خلال هذه التجربة، أرسى غريفيث الأساس لفهم مفهوم التحول الجيني الذي يُعرف اليوم باسم DNA.