تُعتبر شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة موطنًا للعديد من القبائل العربية التي كانت تعتمد في معاشها على التنقل بين المناطق بحثًا عن الموارد الطبيعية والمناخ الملائم. غالبًا ما كانت هذه القبائل تتجه نحو دول الخليج، أبرزها المملكة العربية السعودية.
من بين القبائل التي سكنت شبه الجزيرة العربية قديمًا، تحظى قبيلة الصاعدي بشهرة واسعة، إذ أنها تعود إلى ما قبل الإسلام. يتطلع الكثيرون إلى معرفة التفاصيل المتعلقة بهذه القبيلة، وخاصة أصولها، وهو ما سنستعرضه في السطور التالية.
أصل قبيلة الصاعدي
- فيما يتعلق بأصل قبيلة الصاعدي، نوضح أنها تابعة لقبيلة حرب الشهيرة في المملكة العربية السعودية، التي تتوزع أعدادها أصلًا بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى عدد من المدن السعودية الأخرى نظرًا لتاريخها العريق.
- تشير الأدلة التاريخية إلى أن قبيلة الصاعدي تعود إلى أصول قبيلة تُعرف بـ “خولان”. ورغم أن القبيلتين تُعتبران مترابطتين، إلا أن قبيلة حرب كانت تُعرف بهذا الاسم في بداياتها.
- جدير بالذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أطلق اسم “خولان” على هذه القبيلة، نظرًا لأن الاسم السابق كان يرتبط بمدلول عن الشؤم.
شجرة قبيلة الصاعدي
- بعد التعرف على أصل قبيلة الصاعدي، من المهم أيضًا الإشارة إلى شجرة عائلتها.
- تعود أصول قبيلة الصاعدي إلى منطقة كانت تُعرف بـ “صعدة” في اليمن، حيث يُعتقد أن أفراد القبيلة كانوا يستقرون هناك قبل الانتقال.
- نتيجة للخلافات الداخلية في وقت سابق، انتقل عدد كبير منهم إلى السعودية واستقرت مجموعات منهم في يثرب (المدينة المنورة حاليًا) والطائف ومكة.
- بشكل عام، كانت قبيلة حرب مرتبطة تاريخيًا بقبيلة الأزد، التي تعد من القبائل القديمة المنتمية لقحطانية، وقد استمرت في التوسع في مختلف مناطق المملكة، لا سيما في المدن الكبيرة كـ الرياض ونجران ونجد.
مجالات عمل قبيلة الصاعدي
- في إطار الحديث عن قبيلة الصاعدي، نستعرض المجالات التي مارسها أعضاؤها عبر التاريخ.
- لقد انخرط أبناء القبيلة في العديد من التخصصات، بما في ذلك التعليم والزراعة والصحة، وتكيفوا مع التطورات الزمنية حتى دخلوا مجالات حديثة تواكب العصر.
- على سبيل المثال، قبل حوالي ألف عام، كانت تنقلاتهم تتم عبر الجمال والإبل، ولكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبحوا اليوم يعتمدون على السيارات الحديثة.
- ويعمل العديد من أبناء القبيلة في مجال تصليح السيارات، حيث يسيطرون على هذا القطاع في مكة والمدينة المنورة.
قبيلة الصاعدي في زمن النبي
- كما ذُكر سابقًا، كانت القبيلة تُعرف تاريخيًا بجزء من قبيلة حرب، ومع ذلك، قام النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير هذا الاسم إلى “خولان”.
- وقد تم التكريم لهذه القبيلة من قبل الرسول في أحد أحاديثه، حيث أشار إلى أنها من بين خير القبائل. فعن أبي نجيح رضي الله عنه، قال الرسول:
- “ألا أخبركم بخير قبائل؟ قلنا: بلى يا نبي الله، قال: السكاسك والسكون كندة، وإلا ملوك ردمان، وفرقًا من الأشعريين وفرقًا من خولان”.
- نظراً لأنه يمكن اعتبار قبيلة الصاعدي امتدادًا لقبيلة خولان المذكورة في الحديث، فهي تُعد من أفضل القبائل العربية.
- خلال العصور الإسلامية، حققت هذه القبيلة شهرة كبيرة لما قدمته من عروض فنية، مثل “الخبيتي” والمناسبات الحربية، حيث كانت تشارك في مختلف المهرجانات والاحتفالات السائدة في تلك الفترة.