عبد المؤمن بن علي الكومي
يُعتبر عبد المؤمن بن علي الكومي أول حاكم للدولة الموحدية ومؤسسها. يُنسب إلى كومية، وهي إحدى قبائل الأمازيغ، وتشير المصادر التاريخية إلى أنه كان ينسج أصوله إلى عرب مضر. وُلِد في مدينة تاجرت بالمغرب، التي تقع بالقرب من تلمسان.
تتميز شخصيته بالعديد من الصفات الفريدة؛ إذ كان معروفًا بعقله ورجاحة حكمته، بالإضافة إلى شجاعته ونجاحه في مجالات متعددة. كما كان ينفق بسخاء على شؤون الدولة، ويعبر عن شغفه بالغزو والفتح. وقد خضعت له المناطق المغربية (الأقصى والأوسط)، واستطاع السيطرة على إشبيلية، وقرطبة، وغرناطة، والجزائر، والمهدية، وطرابلس الغرب، وسائر بلاد إفريقية. من المهم الإشارة إلى أنه أنشأ أساطيل بحرية وضرب الخراج على قبائل المغرب.
أبو اليعقوب يوسف بن عبد المؤمن
يأتي أبو اليعقوب يوسف بن عبد المؤمن بن علي كأحد أبرز سلاطين الدولة الموحدية التي حكمت الأندلس والمغرب بعد انهيار دولة المرابطين. وُلِد في تينمل بالمغرب سنة 533 هـ، وتولى السلطنة بعد وفاة والده (عبد المؤمن). وعلى الرغم من اعتراض إخوته الأكبر منه سنًا على حكمه، إلا أن هذه الاعتراضات لم تدُم طويلاً.
كان معروفًا بشغفه للجهاد، حيث كان دائم الاستعداد للحملات العسكرية. عُني بقواته العسكرية ودعمها حتى قام بتأليف رسالة مشهورة حول فضل الجهاد في سبيل الله ومكانته، والتي استمرت تُطبع وتدَرّس حتى زمن قريب. يُعتبر دليل انتمائه للجهاد هو استشهاده في معركة شنترين الشهيرة التي وقعت في الأندلس.
أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور
يعود نسب أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور إلى بني مرين، وهي قبيلة أمازيغية كانت تعيش حياة البداوة في المغرب الأقصى. نشبت في سنة 1204م نزاعات بينه وبين قبيلة بني عبد الواد، بالإضافة إلى قبيلة بني واسين، مما أدى إلى انتقالهم إلى هضاب المغرب واستقرتهم بوادي ملوية بين المغرب والصحراء حتى سنة 1213م.
لقب أبو يوسف المنصور بلقب السلطان (المنصور بالله) بسبب انتصاراته المتتالية وعدم هزيمته قط، حيث لم تسقط له راية. ومن الشواهد على ذلك، أنه عبر إلى الأندلس أربع مرات. بفضل حكمته وذكائه، استطاع أبو يوسف أن يُؤخِّر سقوط الأندلس لمدة قرنين من الزمن. وعندما تولى الحكم، واصل بناء الدولة بتفانٍ من أجل ترسيخ أساسها وتعزيز سيطرتها على كافة الأقاليم.
