ولد أرنولد سومرفيلد في مدينة كونيغسبرغ، حيث تفوق في مجالات الفيزياء والرياضيات والتكنولوجيا خلال دراسته الأولية. تخرج من جامعة كونيغسبرغ بتخصص الرياضيات.
واصل دراسته العميقة في الرياضيات حتى حصل على درجة الدكتوراه، بالإضافة إلى دراسته للكيمياء والفيزياء أثناء المرحلة الثانوية.
انضم إلى جامعة غيوتن في عام 1894م كمعيد تحت إشراف فيليكس كلاين، بعدها بدأ مسيرته الأكاديمية.
ألف عدة كتب في مجالات الفيزياء الجيولوجية وعلم الفلك والتكنولوجيا، ودرس أيضاً مجموعة متنوعة من المعادلات التفاضلية.
عمل كمحاضر في الجامعة قبل أن يتولى منصب أستاذ الرياضيات في أكاديمية بيرجاكاديمي للتعدين في مدينة كلاوستال الألمانية.
ثم أصبح أستاذاً في تخصص الميكانيكا في الجامعة التقنية في آخن، وفيما بعد تولى منصب أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة ميونخ حتى تقاعده.
أهمية ميونخ في حياة سومرفيلد
في عام 1906م، حصل على منصب أستاذ الفيزياء وأصبح مديراً لمعهد الفيزياء النظرية الجديدة في جامعة ميونخ.
اختاره لهذا المنصب العالم “فيلهلم كونراد رونتغن” نظراً لمهاراته المتميزة في مجاله.
عمل جنباً إلى جنب مع ماكس بورن، مما جعلهما محور الاهتمام في مجال الفيزياء النظرية في ألمانيا.
من خلال إشرافه، حصل عدد من الطلاب على درجة الدكتوراه في ميكانيكا الكم، ومن بين هؤلاء “فالتر هايتلر، ليفغن غ باولي، وفيرنر هايزنبرغ”.
استمر في التدريس في جامعة ميونخ والعمل والبحث العلمي لمدة 32 عاماً حتى وفاته في عام 1951م نتيجة حادث مروري.
أبرز إنجازات سومرفيلد
أنجز دراسة شاملة حول حركة الإلكترونات في المعادن، مما أسهم في تطوير مفاهيم الطاقة الكهروحرارية والتوصيل المعدني من خلال ميكانيكا الكم.
وضع فرضيات تتعلق برقم الكم السمتي وعدد الكم المغناطيسي بناءً على دراسته لحركة الإلكترونات في الذرة.
أظهر أن الإلكترونات تتحرك في مدارات بيضاوية ودائرية، ودرس نماذج بور للأطياف الذرية.
أشاد آينشتاين بإنجازات سومرفيلد، حيث اعتبره مولداً لجيل كامل من الفيزيائيين الشباب، والذي عبّر عنه في خطاب في 14 يناير 1922م.
استقطب المحاضرين من جميع أنحاء العالم للاستفادة من خبرته العلمية الواسعة، معتبراً ذلك موهبة تستحق التنبيه والتشجيع.
قدم العدد الكمي الثالث في البنية الذرية، وهو العدد الكمي المغناطيسي، والعدد الكمي الرابع، والذي هو عدد كم مغزلي.
ساهم في إدخال ثابت البناء الدقيق وبرز كرواد في صياغة النظرية الموجية لأشعة إكس.
دور سومرفيلد في تعزيز نظرية بور حول التركيب الذري
نجح في إنقاذ نظرية التركيب الذري، حيث قدم فرضية حول تقسيم مستويات الكم الرئيسة إلى مدارات بيضاوية ومدارات دائرية.
تتيح هذه النظرية تفسيرًا مهمًا، لكنها لم تتمكن من توضيح أطياف الذرات متعددة الإلكترونات.
حصل على جائزة قلادة أورستد في عام 1949م، والتي تُعد من أبرز الجوائز في مسيرته العلمية، إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى.
وفاة أرنولد سومرفيلد
على الرغم من إنجازاته العديدة في مجال الفيزياء والاكتشافات الرائدة، توفي سومرفيلد في حادث مروري.
أسفرت نتاجات أبحاثه واهتمامه العميق في تطوير القوانين الفيزيائية عن تأثير دائم على طلابه وكتبه.
بعد 32 عاماً من التعليم والتوجيه، ترك ارثًا علميًا كبيرًا في مجاله.