الحالات التي لا يحدث فيها الطلاق

تسعى الشريعة الإسلامية إلى حفظ الروابط الزوجية، حيث تعتبر الزواج من المعاني السامية التي تتطلب احترامًا وتفاهمًا بين الزوجين. وقد أقر الشرع أن يكون كل من الزوجين درعًا وسندًا للآخر، محذرًا من التسرع في إنهاء هذا الرباط من خلال الطلاق. في هذا المقال على موقع مقال maqall.net، نستعرض الحالات التي لا يقع فيها الطلاق.

تعريف الطلاق

الطلاق هو انقطاع العلاقة الزوجية، ويمكن تعريفه بأنه حل عقد النكاح بعبارة مخصصة، سواء كانت هذه العبارة صريحة مثل أن يقول الزوج “أنت طالق”، أو كناية مثل قول “اذهبي إلى أهلك”، ويكون هنا اعتمادًا على نية الزوج.

الحالات التي لا يقع فيها الطلاق

توجد عدة حالات لا يقع فيها الطلاق، ومنها:

موعد وقوع الطلاق

  • إذا قال الزوج لزوجته “أنت طالق” بقصد الطلاق فسيعتبر ذلك طلاقًا، حتى لو كان المزاح يرافق قوله، كما ورد في الحديث النبوي الشريف “ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: الطلاق والنكاح والرجعة”.
  • إذا قال الزوج لزوجته “اذهبي إلى أهلك” وكان يقصد زيارة أهله وليس الطلاق، فلن يقع الطلاق، حيث إن هذا اللفظ غير صريح، وتعتمد الحالة هنا على نية الزوج.

أنواع الطلاق من حيث اللفظ

  • الطلاق الصريح: هو ما لا يحتمل إلا معنى الطلاق، مثل الألفاظ المشتقة من مادة “طلق” كـ”أنت طالق” أو “مطلقة”.
  • الفقهاء من المذهب الشافعي والحنبلي يعتبرون أن ألفاظ الطلاق الصريح تنحصر في ثلاثة: الفراق، الطلاق، والسراح، بناءً على ما ورد في القرآن.
  • الطلاق الكنائي: هو ما يحتمل معاني أخرى بخلاف الطلاق، وذلك بحسب نية الزوج، مثل قول الزوج “حبلك على غاربك” أو “اذهبي إلى أهلك”.
  • إذا كانت نية الزوج ليست واضحة في كلامه، مثل قوله “أنت حلاً للأزواج”، يجب الاستفسار عن رغبته في الطلاق.

أنواع الطلاق حسب الآثار

  • يمكن تقسيم الطلاق حسب آثاره إلى طلاق رجعي وطلاق بائن. الطلاق الرجعي ينقسم إلى نوعين: رجعي بائن أول، ورجعي بائن ثاني.
  • الطلاق الرجعي: هو الذي يحق للزوج فيه مراجعة زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة إلى عقد جديد أو موافقة منها.
  • في حالة وقوع الطلاق بطلقة واحدة ثم مراجعتها، اعتبرها طلقة رجعية أولى، وإذا تم الطلاق مرة أخرى ثم تم الرجوع خلالها، تعتبر طلقة رجعية ثانية.
  • إذا انتهت العدة ولم يراجع الزوج زوجته، يصبح الطلاق بائنًا.
  • الطلاق البائن: هو الذي يطلق فيه الزوج زوجته ولا يمكنه مراجعتها خلال فترة العدة، وعليه إبرام عقد جديد ومهر جديد لمراجعتها.
  • الطلاق البائن بينونة كبرى: هو ذلك النوع الذي يتطلب من الزوج أن تتزوج الزوجة من رجل آخر بشكل صحيح ثم تطلقه أو يموت عنها.

أنواع الطلاق حسب الوقت

  • الطلاق السني: هو الطلاق الذي يقاطع فيه الزوج زوجته في طهر لم يجامعها فيه، ويؤثر على الزوج بنفس الطريقة العادية.
  • الطلاق البدعي: هو ما يخالف السنة، كأن يطلق الزوج زوجته وهي حائض أو في طهر جامعها فيه. ويعتبر الطلاق صحيحًا ويؤثم الزوج.

متى يكون الطلاق رجعيًا ومتى يكون بائنًا

  • تحديد ما إذا كان الطلاق رجعيًا أم بائنًا يعتمد على عدة اعتبارات، منها من قام بإنشاء الطلاق: هل هو الزوج أم القاضي، وعدد الطلقات التي حصلت.
  • إذا تولى القاضي الطلاق، فإنه يُعتبر بائنًا، إلا في حالة عدم قدرة الزوج على النفقة.
  • في حال كان الزوج معسرًا وأصدر القاضي الطلاق، فإنه يعتبر رجعيًا ويحق له مراجعة الزوجة خلال فترة العدة.

عدة المرأة المطلقة قبل الدخول

  • أفادت لجنة الفتوى في مجمع البحوث الإسلامية أن الطلاق قبل الدخول يكون بائنًا، ولا تجب فيه العدة، وللزوجة الحق في نصف المهر إذا تم تحديده.
  • لا يمكن الرجعة إلا بمهر وعقد جديد، مع ضرورة وجود الشروط مثل الولي وموافقة المرأة.

حقوق المرأة المطلقة المدخول بها

  • في حالة الطلاق بعد العقد وقبل الدخول، إذا لم تحدث خلوة شرعية، تكون المرأة لها نصف المهر.
  • إذا لم يُحدد المهر، يكون للمرأة حق المتعة وفق حالة الزوج المالية.

الطلاق قبل الدخول وبعد الخلوة الصحيحة

إذا تم الطلاق قبل الدخول مع حدوث خلوة صحيحة، يحق للمرأة كامل المهر وعليها العدة، فضلًا عن أي هدايا تم تبادلها في إطار العقد.

المرأة المدخول بها

  • تستحق المرأة المدخول بها كامل المهر، بما في ذلك مؤخر الصداق.
  • كما لها حق في قائمة المنقولات، والشبكة، شرط أن تكون جزءًا من المهر.
  • حقها في نفقة العدة يشمل جميع أنواع النفقة، وفقًا لقولها عن مدة العدة، وألا تزيد عن سنة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *