سنتناول في هذا المقال موضوع الجبل الأخضر ووادي الكوف، إذ تُعتبر دولة ليبيا، التي تقع في شمال أفريقيا، من الدول العربية المعروفة. تلامس ليبيا البحر الأبيض المتوسط، وتجاورها من الجنوب الشرقي جمهورية مصر العربية والسودان.
تحدها النيجر وتشاد من الجنوب، بينما تقع الجزائر وتونس إلى الغرب. تحتل ليبيا مساحة تقدر بحوالي 1.8 مليون كيلومتر مربع.
منطقة الجبل الأخضر
- الجبل الأخضر هو منطقة جبلية تقع في شرق ليبيا، وتُعرف بتضاريسها المرتفعة التي تُعتبر الأعلى في البلاد. تشتهر منطقة الجبل الأخضر بتربتها الخصبة ووفرة الأمطار التي تسقط عليها، مما يجعلها مناسبة للزراعة.
- من بين أشهر المدن الواقعة في الجبل الأخضر (المرج، البيضاء، درنة، والقبة)، وتحتوي أيضًا على مدينتين أثريتين بارزتين هما سوسة وشحات.
التعداد السكاني للجبل الأخضر
- يُقدر تعداد سكان منطقة الجبل الأخضر، دون تقسيمها إلى محافظات، بحوالي 601,112 نسمة وفقًا لإحصائية عام 2006.
الحياة البرية في الجبل الأخضر
- تتميز الحياة البرية في الجبل الأخضر بتنوعها، حيث تحتوي المنطقة على العديد من المحميات الطبيعية والمنتزهات الجميلة مثل منتزه وادي الكوف. وتُغطى مرتفعات الجبل بالثلوج البيضاء خلال فصل الشتاء.
حصن المقاومة الليبية
- استفادت ليبيا من منطقة الجبل الأخضر كمكان استراتيجي خلال فترة الاستعمار الإيطالي، إذ كانت نقطة انطلاق للمجاهدين الليبيين، ومن أبرز أبطال المقاومة هو عمر المختار المعروف بلقب “أسد الصحراء”.
المحمية الطبيعية الصديقة للبيئة
- في أكتوبر 2007، أعلن سيف الإسلام القذافي، رئيس مؤسسة القذافي للتنمية، عن إنشاء محمية طبيعية صديقة للبيئة في مدينة شحات، التي تُعتبر واحدة من المدن الأثرية في الجبل الأخضر.
- تهدف هذه المحمية لتكون معلمًا شهيرًا عالميًا، خاصة في الجوانب الأثرية والطبيعية، حيث تُعد منطقة الجبل الأخضر بين أجمل المناطق الطبيعية في ليبيا.
مظاهر تشوه الجبل الأخضر
- رغم جماله، شهد الجبل الأخضر تدهورًا في الغطاء النباتي بمعدل يصل إلى 500 ألف هكتار خلال العقدين الأخيرين، مما جعل المساحة الحالية تقدر بحوالي 180 ألف هكتار. يعود ذلك إلى عمليات البناء العشوائي وإزالة الغابات.
- عقب ثورة 17 فبراير، تعرضت منطقة الجبل للأذى، حيث تم إزالة العديد من الغابات نتيجة لتوقف تطبيق القوانين التي كانت تحميها وغياب الشرطة الزراعية وانتشار الفوضى.
الحيوانات في الجبل الأخضر
- تتنوع الأنواع الحيوانية والطيور في الجبل الأخضر، حيث تشتهر المنطقة بوجود العقاب والغزلان.
- كما تُعرف محليًا بوجود أنواع من الطيور مثل الصقر والسنونو والحجل، بالإضافة إلى الثعالب والذئاب.
- كذلك تضم المنطقة الأرانب البرية والسلاحف بكلا نوعيهما والعديد من أنواع البوم والغربان.
- يشمل التنوع البيولوجي أيضًا الخفافيش والضباع، مما يجعل الجبل الأخضر مكانًا غنيًا بالحياة البرية.
وادي الكوف في الجبل الأخضر
- وادي الكوف يُعتبر واحدًا من وديان الجبل الأخضر، يقع في شرق ليبيا ويتميز بتضاريسه الوعرة وكثافة أشجاره. يمتد الوادي غرب مدينة البيضاء بحوالي 16 كيلومتر.
- يأتي اسم الكوف من جمع الكاف، الذي يشير إلى الجبل العالي في اللغة المحلية، ويسكنه رعاة ومزارعون.
- يوجد أيضًا في المنطقة متنزه وادي الكوف الوطني، بالإضافة إلى جسر وادي الكوف الذي يُعد أكبر جسر خرساني كبلي في ليبيا.
- يصل ارتفاع الجسر إلى حوالي 160 متر فوق سطح الوادي.
منتزه الكوف الوطني
- يقع منتزه الكوف الوطني في الجهة الشمالية الغربية من الجبل الأخضر، بالقرب من مدينة البيضاء.
- وتُعتبر البيضاء واحدة من أكبر أربع مدن في ليبيا، ويُعد منتزه الكوف الوطني الأكبر بين المتنزهات الطبيعية في البلاد.
- أنشئت المحمية في عام 1978، وتبلغ مساحتها حوالي 8000 هكتار، ضمن مساحة وادي الكوف الإجمالية التي تصل إلى حوالي 100,000 هكتار.
- تُعرف هذه المنطقة بكثافة الأشجار دائمية الخضرة والنباتات الرعوية، حيث تستقبل كميات كبيرة من الأمطار خلال فصلي الربيع والشتاء، والتي تزيد في الشتاء.
الغطاء النباتي والحيوانات البرية في محمية متنزه الكوف الوطني
- تُعتبر أشجار البلوط والصنوبر من بين أكثر الأشجار شيوعًا في محمية متنزه الكوف الوطني، بالإضافة إلى وجود السرو و أنواع أخرى عديدة من الأشجار.
- تشمل الحيوانات البرية في المحمية الثعالب والقطط البرية.
- كما توجد الأرانب البرية والنمس والوشق والظربان الليبي.
- تحتوي المحمية أيضًا على حيوانات دخيلة مثل الغزلان واللاما، بالإضافة إلى تنوع كبير من الطيور بما في ذلك الطيور المهاجرة.
- مثل الحمام، طيور الحجل، الصقر الحر، والحباري.
جسر وادي الكوف
- يقع جسر وادي الكوف في الجبل الأخضر، ويبعد حوالي 19 كيلومتر من مدينة البيضاء، ويربط بين مدينة البيضاء والمرج. يُعتبر أكبر جسر خرساني كبلي في ليبيا.
- يبلغ ارتفاع الجسر حوالي 160 متر، ويُعتبر معلمًا شهيرًا في الجبل الأخضر، كما يُعد الثاني في القارة الإفريقية من حيث التكلفة.
- صممه المعماري الإيطالي ريكاردو موراندي، ويبلغ طوله حوالي 447 متر، خاليًا من الدعائم.
- طول الجسر الرئيسي 282 متر، ويعمل في اتجاهين بطول تقريبًا 2 × 97 متر.
- تميز بوجود أطول كابل شد خرساني في العالم عند اكتمال بنائه.
- فازت شركة كونستر بسيوني سترادالي تشيفلي أو سي. إس. سي بمشروع إنشاء الجسر، حيث قدر المبلغ المدفوع بحوالي 1,600,000 جنيه ليبي أي ما يعادل 5,300,000 دولار أمريكي.
- تمت أعمال البناء بين عامي 1965 و 1971 أي على مدار ست سنوات.
- قامت الشركة السويسرية “مايا أوفرسيز” بتوسيع الطريق على الجسر الجديد، بينما كان هناك جسر قديم يعرف باسم جسر وادي الجريب، ما زال موجودًا ولكنه غير مستخدم.
- تُعد ليبيا غنية بالمواقع الأثرية والمشاهد الطبيعية الخلابة بجوار صحرائها، والتي تُمثل وجهة مثالية للمغامرين والباحثين.