تُعد دراسة الملك سنفرو من المواضيع المثيرة في التاريخ الفرعوني، الذي يزخر بالعديد من الأسرار والغموض على الرغم من جهود العلماء العديدين الذين قاموا بإجراء أبحاثهم للكشف عن الحقائق المتعلقة بالعصور الفرعونية القديمة.
تُعتبر الأسرة الرابعة من أكثر الأسر المصرية القديمة غموضاً، ورغم شهرة بعض ملوكها، فقد ظلت تفاصيل حياتهم ومعالم عصرهم غامضة لفترة طويلة حتى أجريت الحفريات في منطقة الأهرامات بالجيزة، المعروفة عالمياً.
كان للعلماء شغف كبير في استكشاف مقبرة الملكة حتب حرس الأولى، والدة الملك خوفو، وهي ابنة جوني التي تزوجت الملك سنفرو، أول ملوك الأسرة الرابعة، والذي أنجب الملك خوفو، ثاني ملوك تلك الأسرة.
مقدمة بحث عن الملك سنفرو
- إن دراسة الملك سنفرو تدخل ضمن عالم من الإثارة والسحر والحكمة التي تعكس الحياة المصرية القديمة.
- لا يزال العديد من الباحثين يقومون بأعمال التنقيب عن الآثار المصرية والأسرار المتبقية التي تدهش العالم بقصصها ورواياتها العريقة.
- تُعد الأسرة الرابعة، وأهم ملوكها الملك سنفرو، من أبرز تلك الأسر.
من هو الملك سنفرو
- يُعتبر الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة، حيث كان يُجيد تقليد جده زوسر في العديد من الأمور.
- كان من أبرز إنجازاته بناء مقبرتين متجاورتين على شكل هرمين ما زالا قائميْن حتى اليوم.
- توجد المقبرة الأولى في دهشور جنوب سقارة، في حين تقع الثانية في ميدوم شمال مدخل الفيوم، ويُطلق على الأخيرة اسم “الهرم الكاذب” لكونها غير منتظمة الشكل.
- لا يزال غير معروف أي من الهرمين كان مقبرة الملك سنفرو.
- في عهده، تمت إقامة حملة بحرية في الموانئ السورية، حيث عادت أربعون سفينة محملة بالأخشاب من غابات لبنان، اللازمة للبناء، نظراً لعدم وجود غابات في مصر آنذاك.
- كان الملك سنفرو يُشكل قوة موحدة وقادرة في تلك الفترة، حيث كانت مصر مقسمة إلى عدة مقاطعات غالبًا ما سكنتها قبائل قبل إنشاء الأسرة الفرعونية.
الملك سنفرو
- أطلق اليونانيون على تلك المقاطعات اسم “نوم”، حيث كانت تتكون من 22 مقاطعة في الوجه القبلي.
- في فترة حكمه، كان يُعين حاكم خاص على كل مقاطعة يُعرف بلقب “الأول بعد الملك”، ما يدل على أن كل حاكم كان تحت السلطة المباشرة للملك وكان مسؤولاً عن شؤون المقاطعة.
- استمر حكم الملك سنفرو ل مدة تقدر بـ 24 عامًا، وهذا ما ذُكر في بردية تورين.
- نال سنفرو تقديسًا كبيرًا، حيث أُطلق عليه ألقاب مثل “الحوري” و”نثر عا” أو “الإله العظيم”.
- يُعتبر الملك سنفرو مؤسس وظيفة الوزير، مما يعد سابقة في الحضارة القديمة، حيث كانت له سلطة رسمية تُعرف بلقب “نفر ماعت”.
- حارب الملك سنفرو ضد سبعة من الأسر وقام بإرساء النظام في البلاد.
أهم أعمال الملك سنفرو
- تم الكشف عن العديد من الوثائق التي تتناول تفاصيل حكم الملك سنفرو وأعماله.
- تعتبر بردية بريس من أهم المصادر التي توثّق تفاصيل حياته ونشاطاته.
- كما تم العثور على تماثيل وكتابات في معبد الملك سنفرو في دهشور، إضافة إلى النقوش الموجودة في وادي المغارة.
- كما تُظهر النقوش أيضًا العلاقات التجارية بين الملك والحضارة الفينيقية، حيث أرسل ملك مصر سفنًا لجلب أخشاب الأرز لصناعة السفن التي كانت تُستخدم لمحاربة الغزاة.
- أسهم الملك سنفرو في مجال التعدين بشبه جزيرة سيناء، حيث استخرج العديد من المعادن الثمينة مثل الذهب والفيروز.
- عُرفت سياسته بالأمان، حيث عمل على تأمين الحدود الشرقية لمصر.
العمارة والتخطيط في عهد الملك سنفرو
- كان للملك سنفرو دور بارز في استكمال بناء الهرم المدرج للملك حوني، والذي يُعتبر جزءاً من معمارية ميدوم.
- قام أيضًا بإنشاء الهرم المنحني في دهشور، الذي هُدم لاحقًا في فترة الوالي محمد علي.
- تميزت المقابر في عهد الملك سينفرو بجودة زينة النقوش والمشغولات الفنية، ومن أبرز التماثيل التي وجدت في عهده تمثال يجمع بين رع حتب ونفرت.
- تم العثور أيضًا على تمثال للملك سنفرو من الحجر الجيري في معبد واديه.
- تُظهر الأعمال الفنية من تلك الفترة أهمية الفن والنحت، مما يُبرهن على المهارة العالية للفنانين المصريين في استعمال الزخارف المختلفة.
العبادات في عهد الملك سنفرو
- تم العثور على بعض النقوش الصخرية التي تشير إلى العبادات في هذا العهد، موضحة أن العبادة كانت موجهة للالهة حتحور التي كان لها معابد كثيرة خلال فترة حكم الملك سنفرو.
خاتمة بحث عن الملك سنفرو
- في الختام، يلقي هذا البحث الضوء على بعض الجوانب الهامة والملفتة في حياة الملك سنفرو، مع التركيز على إنجازاته السياسية والإدارية، مع الإشارة إلى أن التاريخ المصري لا يزال يحمل العديد من الأسرار التي تحتاج إلى مزيد من الاكتشافات والدراسات. وعلى الرغم مما تم الكشف عنه، يبقى التاريخ الفرعوني محور اهتمام الباحثين والمستكشفين ليُظهروا للعالم حجم الحضارة المصرية وعظمتها.
