آلام العمود الفقري والمفاصل: الأسباب والعلاج

تُعتبر آلام العمود الفقري والمفاصل من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الكثير من الناس، وخاصةً الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم الستين عامًا. تصيب هذه الآلام أكثر من نصف هؤلاء الأشخاص، مما يسبب معاناة لهم ويضطرهم غالبًا للذهاب إلى المراكز الصحية.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على آلام العمود الفقري والمفاصل، مع التركيز على الأسباب والأعراض والعلاجات المتاحة.

آلام العمود الفقري

  • تُعتبر آلام العمود الفقري من الحالات الصحية المكلفة، حيث تتطلب معالجة متكررة في العيادات الخاصة، إضافة إلى ما يترتب عليها من تكاليف للعجز وفقدان وقت العمل.
    • على الرغم من ذلك، فقد شهدت حالات إصابات العمود الفقري انخفاضًا ملحوظًا نتيجة لزيادة الوعي بمسببات المشكلة، واتباع أساليب وقائية فعّالة.
  • يتكون العمود الفقري من عظام الظهر المعروفة بالفقرات، والتي تُغطى بغضروف رقيق جدًا.
  • تكون الفقرات مفصولة بواسطة أقراص صدمية، تتكون من مادة هلامية وغضروفية.
  • تُثبت هذه الفقرات والأقراص بواسطة أربطة وعضلات، منها:
  • عضلتين من العضلات القطنية التي تمتد على جانبي العمود الفقري.
  • كما توجد عضلتان من العضلات ناصبة الفقار، الممتدة بطول العمود الفقري من الخلف.
  • تضم أيضًا عددًا من العضلات القصيرة المحيطة بالنخاع، والتي تمتد بين الفقرات.
  • تساعد هذه العضلات على تثبيت العمود الفقري، بالإضافة إلى عضلات البطن التي تمتد من أسفل القفص الصدري إلى منطقة الحوض، مما يسهم في دعم محتويات البطن وتثبيت العمود الفقري.

آلام العمود الفقري

  • العمود الفقري يُحيط بالحبل الشوكي، الذي يمتد منه أعصاب ناتجة عن الفجوات بين الفقرات التي تتصل بالأعصاب في جميع أنحاء الجسم.
  • تشير الأجزاء القريبة من الحبل الشوكي إلى جذور الأعصاب النخاعية.
  • قد تتعرض جذور الأعصاب للضغط أو الانضغاط نتيجة إصابات العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى آلام حادة.
  • يربط العمود الفقري السفلي (القطني) بين منطقة الصدر والحوض والساقين، مما يسهل الحركة، مثل الدوران والانحناء.
  • وظيفته الرئيسية تتمثل في توفير القوة اللازمة للحركة، مثل الوقوف والمشي والرفع، مما يجعل آلام الظهر تؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية بشكل كبير.
  • يمكن أن تقلل آلام الظهر من القدرة على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.

أنواع آلام العمود الفقري

تتضمن آلام العمود الفقري أنواعًا معروفة، مثل: الألم الموضعي، والألم المتشعع، وألم الرجيع.

الألم الموضعي

  • الألم الموضعي أو آلام أسفل الظهر هو واحد من أكثر الأنواع شيوعًا، وغالبًا ما يحدث نتيجة التواءات العضلات أو الإجهاد أو إصابات أخرى.
  • يمكن أن يكون ألمًا ثابتًا ومُستديمًا أو يظهر على شكل نوبات حادة.
  • غالبًا ما يحدث الألم بشكل مفاجئ نتيجة الإصابة، وقد يزداد أو ينخفض وفقًا لوضعية الشخص، وقد يحدث تشنجات أيضًا في العضلات.

الألم المتشعع

  • يمتاز الألم المتشعع بشدته، حيث ينتقل من منطقة أسفل الظهر إلى الساقين، وغالبًا ما يصاحبه آلام شديدة.
  • يتواجد الألم عادةً في الجانب أو خلف الساق، بدلًا من أن يشمل الساق بالكامل، وقد يمتد إلى القدم أو الركبة.
  • يعكس الألم المتشعع عادةً ضغطًا على جذور الأعصاب، الناتج عن حالات مثل القرص المنفتق أو التآكل المفصلي أو التضيق الشوكي.
  • تتسبب حركات مثل العطس أو السعال أو الانحناء مع مد الساقين في إحساس بالألم الشديد.

الألم الرجيع

  • يحدث هذا النوع من الألم في منطقة مختلفة عن مصدره الأساسي، فعلى سبيل المثال، يمكن لمريض يعاني من أزمة قلبية أن يشعر بألم في الذراع الأيسر.
  • عندما يظهر الألم الرجيع في أسفل الظهر، يكون غالبًا شديدًا وعميقًا.

الأسباب

تتعدد أسباب آلام الظهر، ومن أبرزها:

  • اضطرابات في العمود الفقري، العضلات، الأربطة، أو جذور الأعصاب المحيطة بالظهر، بالإضافة إلى الأقراص بين الفقرات.
  • تساهم السمنة، الإجهاد، وقلة النشاط البدني في تفاقم الآلام.
  • وجود اضطرابات في الكلى أو المسالك البولية، أو مشاكل هضمية وأوعية دموية.

أسباب شائعة

  • إجهاد العضلات والتواء الأربطة: قد يحدث الألم نتيجة لحركات مفاجئة أو ممارسة رياضية عنيفة، مثل السقوط أو رفع أوزان ثقيلة.
  • خشونة المفاصل: تشير إلى تلف الغضروف الذي يغطي الفقرات، وقد تكون على مدى سنوات، حيث يكون الأشخاص الذين يضغطون على مفصل واحد أو مجموعة من المفاصل الأكثر عرضة لذلك.
  • الكسور الانضغاطية: قد تتسبب هشاشة العظام في حدوث كسور انضغاطية، مما يؤدي إلى شعور بآلام حادة ومفاجئة.
  • انفتاق أو تمزق قرص: يحدث عند ضغط مفاجئ على القرص بين الفقرات مما يمكن أن يتسبب في ألم شديد.

ننصح بقراءة:

الأعراض

تظهر بعض الأعراض التي تشير إلى وجود إصابة في العمود الفقري، وقد تثير قلق الشخص، مثل:

  • وجود تاريخ مرضي بالسرطان.
  • استمرار الألم لأكثر من ستة أسابيع.
  • حمى.
  • نقص الوزن.
  • ألم شديد أثناء النوم.
  • صعوبة في التنفس، شحوب، عرق مفاجئ، تسارع في ضربات القلب، أو فقدان الوعي.
  • قيء أو ألم شديد في البطن، أو ظهور براز بلون أسود أو براز مدمى.

بعض الأعراض تشير إلى وجود اضطراب في الجهاز الهضمي:

  • صعوبة في التبول أو التبرز، أو ظهور دم في البول أو البراز.
  • إحساس بألم ممغص شديد في أحد الجانبين يمتد إلى منطقة الأربية.

العلاج

عند تشخيص الحالة، قد يلجأ الطبيب إلى عدة خيارات علاجية، منها:

  • تشجيع المريض على ممارسة التمارين الرياضية وتعديل الأنشطة لتقوية عضلاته: ينبغي توجيه المريض نحو ممارسة النشاطات الخفيفة وتجنب تلك التي قد تؤدي إلى الألم.
  • وصف أدوية لتخفيف الألم، مثل الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهابات غير الستيرويدية.
  • تطبيق الحرارة أو البرودة على المنطقة المؤلمة لتخفيف الألم والتشنجات خلال الأيام الأولى من الإصابة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *