ما هو إعراب تمييز العدد؟
تمييز العدد هو ما يلي العدد ويحدد نوعه، كما في المثال: “خمسون ناقة”، حيث إن “الناقَة” هنا هي التمييز، وتُعطي العدد معنى. بدونها، يكون العدد مجرد رقم يفتقر إلى الفائدة، ولتمييز العدد حالات إعرابية تتعلق غالبًا بالعدد الذي يسبقه.
يجدر بالذكر أن العددين (1، 2) لا يرافقهما تمييز؛ إذ إن ذكر التمييز مع هذين العددين يفقد الرقم قيمته، فلا يجوز قول: “أتت اثنتان صديقتان إلى المنزل”، لأن “صديقتان” أظهرت المقصود بدون الحاجة للعدد.
عند اجتماع أحد العددين مع المعدود، يجب تقديم المعدود على العدد، كما في “أتت صديقتان اثنتان إلى المنزل”، حيث نُعرب المعدود حسب موقعه في الجملة، بينما يُعرب العدد كصفة. إليك مثال على الإعراب في هذه الحالة:
- سقط مني كتابٌ واحدٌ
كتابٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
واحدٌ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
إعراب تمييز الأعداد من ثلاثة إلى عشرة
تمييز الأعداد من ثلاثة إلى عشرة يكون دائمًا مجرورًا مضافًا، ويختلف في التذكير والتأنيث عن المعدود. على سبيل المثال: “قرأتُ خمس قصص”، وهنا يجب تحديد نوع المعدود بحسب مفرده وليس جمعه؛ فمفرد “قصص” هو “قصة”، وهي مؤنثة، وبالتالي يجب أن يكون العدد مذكراً.
- قال تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}.
أشهرٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
إعراب تمييز العددين أحد عشر واثنا عشر
يتشابه العددان أحد عشر واثنا عشر في التذكير والتأنيث في كلا جزأيهما، مثل “أكلت إحدى عشرة تفاحة” أو “شربت أحد عشر كأسًا”. يبنى الرقم أحد عشر على فتح الجزأين.
أما الرقم اثنا عشر؛ فيكون الجزء الأول بالألف عند الرفع وبالياء في حالتي النصب والجر، مما يجعله يعرب إعراب المثنى، بينما يُبنى الجزء الثاني على الفتح. المعدود بعدها يجب أن يكون مفردًا منصوبًا ويُعرب تمييزًا.
- قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا}.
شهرًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
إعراب تمييز الأعداد من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر
تختلف جميع الأعداد من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر عن المعدود من حيث التذكير والتأنيث في الجزء الأول فقط، لذا إننا نقول “تتغافل سبع عشرة طالبة عن الدراسة”. تُبنى هذه الأعداد على فتح الجزأين، ويجب أن يكون المعدود بعدها مفردًا منصوبًا ويُعرب تمييزًا.
- تسابق تسعة عشر شابًا اليوم
شابًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
إعراب تمييز ألفاظ العقود
ألفاظ العقود هي مضاعفات الرقم عشرة: (20، 30، 40، 50،…، 90). تمييز هذه الأعداد دائمًا يكون مفردًا منصوبًا، ولا تخضع لقواعد التذكير والتأنيث. يحدد إعراب العدد حسب موقعه في الجملة، ونعرب إعراب جمع المذكر السالم؛ إذ يمكن أن تُنصب بالياء أو ترفع بالواو. كنموذج: “ساعدت اليوم خمسين يتيمةً” أو “تنازل ثلاثون موكّلًا عن القضية”.
- اشتريت عشرين فدّانًا
فدانًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
إعراب تمييز الأعداد المعطوفة
هي الأعداد التي يفصل بينها واو العطف، أي الأعداد من 21 إلى 99، باستثناء ألفاظ العقود. تمييز هذه الأعداد هو مفرد منصوب، ويأخذ العدد الذي يلي واو العطف إعراب العدد الذي جاء قبله. بالنسبة لتذكير وتأنيث العدد والتمييز، يمكن تقسيمها كالتالي:
- العددان (21، 22) وما شابههما مثل (31، 32، 41، 42…) يتطابق الجزء الأول من العدد مع تمييزه من حيث التذكير والتأنيث، بينما الجزء الثاني يُضاف على الأول ويحمل نفس الإعراب. مثل “مشيت واحدًا وعشرين قدمًا”.
- قال الشاعر:
فيها اثنتان وأربعون حلوبةً
حلوبة: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- الأعداد من 23 إلى 29
تقود هذه الأعداد (مثل 33، 34، 35، 54، 59…) إلى اختلاف الجزء الأول من العدد تمييزه من حيث التذكير والتأنيث، بحيث الجزء الثاني يكون معطوفاً. مثال: “صعدت الفتاة خمس وثلاثين درجة”.
- قال تعالى: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ}.
نعجةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
إعراب تمييز الأعداد مئة وألف ومثناهما وجمعهما
يكون تمييز هذه الأعداد دائمًا مفردًا مجرورًا، كما في “توجّه للمدرسة اليوم ألفي طالب / ألفي طالبة”. إليك مثال للإيضاح:
- تحمل هذه الشجرة ألفي ورقةٍ على أكتافها
ورقةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
أمثلة على إعراب تمييز العدد
سنستعرض عددًا من الأمثلة المتنوعة على إعراب تمييز العدد وفق نوعه:
- {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}.
أشهرٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
- {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}.
بقراتٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
- {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ}.
شعبٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
- {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.
سنةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
- {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا}.
شهرًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}.
كوكبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- {فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}.
عينًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}.
نقيبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.
مرةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}.
ليلةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- تحمل هذه الشجرة ألفي ورقةٍ على أكتافها
ورقةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
- أعطتني أمي أربعمائة علبةٍ من المربى.
علبةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
- مررتُ باثنتي عشرة شجرةً.
شجرةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- أرجعت ثلاثة عشر كتابًا.
كتابًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- تلقيت أربع عشرة طعنةً في الصدر.
طعنةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- تسابق تسعة عشر شابًا اليوم.
شابًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- في المدرسة ثلاثون قاعةً.
قاعةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- اشتريت عشرين فدّانًا.
فدانًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- تحوي الحقيبة أربع وسبعون مكعبًا.
مكعبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- دخل المنزل خمسة وتسعون رجلًا.
رجلًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
