أنواع الفتق
تتنوع أنواع الفتق (Hernia) بشكل كبير، وفي هذا المقال سنستعرض الأنواع الأكثر شيوعًا كما يلي:
الفتق الأربي
يعتبر الفتق الأربي (Inguinal Hernia) من الأنواع الأكثر انتشارًا، خاصة بين الرجال. غالبًا ما يرتبط ظهوره بالتقدم في العمر والضغط المستمر على تجويف البطن، مما يؤدي إلى خلق منطقة ضعيفة في جدار البطن، حيث تدفع الأنسجة الداخلية من خلالها، مما يظهر الانتفاخ المميز للفتق الأربي. ينبغي الإشارة إلى أن معظم حالات الفتق الأربي تحدث نتيجة عدم إغلاق الفتحة في جدار عضلات البطن قبل الولادة، مما يضعف المنطقة العضلية ويسمح باندفاع الأنسجة الداخلية.
عادةً ما يصاحب الفتق الأربي مجموعة من الأعراض والعلامات، مثل:
- نتوء في منطقة أصل الفخذ أو كيس الصفن، وهو الأعراض البارز للفتق الأربي، وقد يكون شبيهًا بكتلة مستديرة. قد يتشكل الانتفاخ على مدار أسابيع أو شهور، أو يظهر فجأة نتيجة السعال أو الضحك أو الضغط على البطن، مثل رفع الأوزان الثقيلة.
- الشعور بالألم أو الحرقة في منطقة البروز.
الفتق السري
يُعد الفتق السري (Umbilical Hernia) الثاني من حيث الانتشار، وينشأ عندما تبرز الأمعاء أو مجموعة من الدهون عبر عضلات البطن في منطقة السرة. يعاني منه كل من الكبار والصغار، لكنه أكثر شيوعًا بين الأطفال حديثي الولادة، خصوصًا في حالات الولادة المبكرة، كما أنها أكثر شيوعًا بين النساء مقارنةً بالرجال.
تجدر الإشارة إلى أن معظم حالات الفتق السري لدى الأطفال حديثي الولادة تزول تلقائيًا عندما يبلغون السنة أو السنتين، حيث تزداد قوة عضلات البطن. أما إذا استمرت الحالة حتى سن الخامسة، فقد يكون العلاج الجراحي خيارًا متاحًا لتصحيح الفتق.
فتق الحجاب الحاجز
يُشير فتق الحجاب الحاجز (Hiatal Hernia) إلى الحالة التي يبرز فيها جزء من المعدة إلى الصدر عبر عضلة الحجاب الحاجز الرقيقة التي تفصل بين منطقة البطن والصدر. تتميز هذه الحالة بكونها مصحوبة باندفاع جزء من المعدة، وليست الأمعاء، عبر المنطقة الضعيفة أو الثقب.
في كثير من الأحيان، لا تترافق حالات فتق الحجاب الحاجز مع أي أعراض ملحوظة أو انتفاخ، لكن بعض المصابين يعانون من حموضة المعدة أو ما يعرف بالارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وهي حالة شائعة ضمن هذا النوع من الفتق. يعتمد علاج فتق الحجاب الحاجز على شدة الأعراض، حيث لا يتطلب الأمر أي علاج في حالة عدم ظهور الأعراض، بينما قد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى وصف أدوية أو تغيير نمط الحياة في حالة الأعراض المزعجة.
الفتق الشرسوفي
يعتبر الفتق الشرسوفي (Epigastric Hernia) من الأنواع الشائعة إلى حد ما بين البالغين والأطفال. يحدث نتيجة وجود منطقة ضعيفة في جدار البطن التي تقع فوق السرة وأسفل عظم القص، حيث يظهر الفتق بشكل نتوء صغير.
الفتق الفخذي
الفتق الفخذي (Femoral Hernia) هو نوع من الفتق الشائع بين النساء، خاصة الحوامل والبدينات. يظهر هذا النوع من الفتق نتيجة اندفاع جزء من الأمعاء داخل القناة التي يمر من خلالها الشريان الفخذي في منطقة أعلى الفخذ. بشكل عام، لا يعد الفتق الفخذي من الأنواع المتكررة، حيث لا تتجاوز نسبته 5% من مجموع حالات الفتق. يُعزى اسباب حدوثه عادة إلى زيادة الوزن أو الضغط المتكرر خلال السعال أو ممارسة النشاط البدني.
من المهم أن نلاحظ أن التصحيح الجراحي يعد خطوة أساسية لعلاج الفتق الفخذي لتجنب المضاعفات الخطيرة. تشمل الأعراض المرتبطة بالفتق الفخذي:
- تورم في منطقة أصل الفخذ أو الداخل.
- شعور بعدم الراحة في منطقة الفخذ.
- آلام في المعدة والتقيؤ في الحالات الشديدة.
الفتق الجراحي
يحدث الفتق الجراحي (Incisional Hernia) نتيجة ضعف في عضلات البطن نتيجة وجود شق جراحي. يمكن أن يظهر الفتق الجراحي في أي وقت بعد الجراحة، ولكنه غالبًا ما يحدث في فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر بعد العملية. يرتبط هذا النوع من الفتق بعدد من الأسباب، بما في ذلك:
- العودة المبكرة لنشاط بدني مفرط بعد الجراحة.
- زيادة الوزن بشكل كبير أو الحمل مع وجود الشق الجراحي.
- الضغط على البطن أو الشد قبل التئام الجرح بصورة كاملة.
يعد الانتفاخ في منطقة الشق الجراحي العرض الأكثر وضوحًا للفتق الجراحي، خاصة عند الضغط على العضلات بالوقوف أو رفع الأوزان أو السعال.
أنواع أخرى
إلى جانب الأنواع السابقة، هناك عدة أنواع أخرى من الفتق، منها:
- فتق سبيجيليان (Spigelian Hernia)؛ يحدث نتيجة بروز الأمعاء عبر جدار البطن على جانب العضلات، أسفل السرة.
- الفتق العضلي (Muscle Hernia)؛ يحدث عندما تبرز العضلة عبر جدار البطن، وقد يحدث نتيجة لإصابة رياضية في عضلات الساق.
تشخيص الفتق
يعتمد تشخيص الفتق على نتائج الفحص السريري وعدد من الاختبارات الأخرى، والتي تشمل:
- الفحص السريري: يستخدم الطبيب الفحص للكشف عن موقع الفتق أثناء جلوس أو وقوف أو سعال المريض.
- التنظير الداخلي (Endoscopy): يُستخدم منظار مرن بينه كاميرا لفحص المريء والمعدة.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound Imaging): يوصي به الطبيب، خاصة للنساء، لاستبعاد أسباب الألم المتعلقة بالجهاز التناسلي.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يُستخدم لاستبعاد الحالات المرضية الأخرى التي قد تسبب ألمًا في البطن.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يلجأ إليه الطبيب في حالات الألم المتزايد بعد النشاط البدني دون ظهور بروز واضح.
علاج الفتق
يعتبر تقييم حالة الفتق وعلاجها أمرًا مهمًا لا يمكن تجاهله، وذلك بسبب المخاطر المرتبطة بوجود الفتق، مثل:
- الفتق المنحبس (Incarcerated Hernia): الحالة التي تنحبس فيها الأنسجة البارزة ولا يمكن إعادتها لمكانها الأصلي.
- الفتق المختنق (Strangulated Hernia): حالة طبية طارئة تحدث عندما تفقد الأنسجة البارزة إمدادها الدموي.
عادةً ما يوصي الطبيب بأحد الأساليب العلاجية بناءً على شدة الحالة والأعراض المرافقة، مثل:
- المراقبة ومتابعة الأعراض: في حالات الفتق غير المزعجة، يعتمد الأطباء على المراقبة، لكن قد تكون هذه الطريقة خطيرة في بعض الأحيان.
- العلاج بالأدوية: قد يصف الطبيب أدوية لتقليل حموضة المعدة، مثل مضادات الحموضة وحاصرات مستقبلات H2.
- ارتداء حزام الفتق: في بعض الحالات، قد يُوصى بارتدائه لتخفيف الأعراض.
- العلاج الجراحي: الجراحة هي الطريقة الوحيدة الفعالة للتخلص من الفتق نهائيًا. يعتمد الاختيار على حجم الفتق وأعراضه وشدة الحالة.
ملخص المقال
الفتق هو حالة مرضية تتعلق باندفاع الأعضاء الداخلية أو الأنسجة عبر مناطق الضعف في العضلات. توجد أنواع عدة من الفتق، مثل الفتق الأربي وفتق الفخذ وفتق الحجاب الحاجز، وتظهر الأعراض الرئيسية في شكل نتوء أو بروز، لكن قد تكون هذه الأعراض غير ملحوظة أحيانًا. لذلك، فإن مراجعة الطبيب ضرورية في حالة وجود شكوك حول الإصابة بالفتق، حيث يقوم بتشخيص الحالة من خلال الفحص السريري والاختبارات التصويرية. على الرغم من توافر خيارات متعددة، تظل الجراحة الوسيلة الوحيدة الفعالة للتخلص من الفتق بشكل نهائي.
فيديو عن الفتق
للمزيد من المعلومات، يمكنكم مشاهدة فيديو تقدم فيه الدكتورة نغم القرة غولي، أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار، شروحات حول الفتق.
