أوّل غزوةٍ للنبيّ
قاد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عددًا من الغزوات قبل غزوة بدر المتميّزة، وأوّل غزوةٍ كانت غزوة الأبواء، التي وقعت في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة. خرج النبيّ -عليه السّلام- مع سبعين مهاجرًا، وكان هدفه قطع الطريق على إحدى قوافل قريش التجارية بعد أن أوكل مهمة إدارة المدينة إلى سعد بن عبادة. وقد منح النبيّ راية الغزوة لعمه حمزة رضي الله عنه، ولم يُسجل أي قتال في هذه الغزوة.
غزواتٌ سابقة لغزوة بدر
تحضّر النبيّ في عدة مناسبات لمواجهة بعض قريش أو قوافلهم، إلا أن المعارك لم تحدث في تلك الطلعات، بل كانت هناك استعدادات وتأهّبات من قبل المسلمين. وفيما يلي تفاصيل تلك الغزوات:
- غزوة بواط: وقعت في السنة الثانية للهجرة، حيث خرج النبيّ -عليه السّلام- مع مئتين من الصحابة لاعتراض عير قريش، التي كان من ضمنها أميّة بن خلف. إلا أن النبيّ لم يعثر على العير عند وصوله إلى المكان المرصود، وعاد دون أن يحدث قتال.
- غزوة سفوان: حدثت في ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة، حيث قام المشرك كُرْز بن جابر الفِهْري بالهجوم على مراعي المدينة وسرقة ما استطاع قبل مغادرته. خرج النبيّ مع سبعين من الصحابة في أثره، لكن لم يتمكنوا من اللحاق به، دون أن تقع أي معركة.
- غزوة ذي العشيرة: انطلقت هذه الغزوة بقيادة النبيّ مع مئة وخمسين مهاجرًا من أصحابه، وكان الهدف منها اعتراض قافلةٍ لقريش. ومع ذلك، فاتت القافلة المسلمين بعدّة أيام، ولم يتخلّلها قتال أيضًا.
الأهداف وراء الغزوات
تضمّنت أهداف النبيّ -عليه السّلام- من الغزوات الأولى، رغم غياب القتال، عدة غايات وفوائد، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
- استكشاف الطرق الرابطة بين مكة والمدينة.
- توجيه ضربة اقتصاديةٍ لقريش من خلال التعرض لقوافلها وتهديد نشاطاتها التجارية.
- تكوين تحالفات وعقد معاهدات مع سكان المناطق التي زارها المسلمون، لضمان تعاونهم أو على الأقل حيادهم.
- إظهار قوة المسلمين أمام اليهود الذين كانوا يقيمون في المدينة.