أمثلة توضيحية على الآيات المحكمة وآيات المتشابه في القرآن الكريم

نماذج من المحكم والمتشابه في القرآن الكريم

أمثلة على المحكم

يوجد العديد من الأمثلة على المحكم في القرآن الكريم، وسنستعرض بعضاً منها كما يلي:

  • النصوص المتعلقة بالعقيدة

النصوص التي تتناول مسألة الإيمان والتوحيد تبقى ثابتة ولا تقبل أي تغيير أو تحريف، كما أنها لا تحتمل التفسير الشخصي، فلا يمكن إدراجها ضمن ما يجوز فيه الاجتهاد. ومن أبرز هذه النصوص قوله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).

  • النصوص التي توجه نحو الفضائل الأساسية التي يتعذر تغييرها

تشمل النصوص التي تدعو إلى الأعمال الخيرية والإحسان، كبر الوالدين وصلة الأرحام، الأمر بالعدل والخير، تحريم الظلم والعدوان، ودعوات الصدق ورفض الكذب. ومن الآيات الدالة على ذلك قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) وأيضًا: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

  • القوانين الأساسية التي تنظم شرائع الإسلام، مثل رفع الحرج ومنع الضرر، وأهمية الأغراض من الأفعال.
  • الأحكام الفقهية الجزئية التي وُضعت نصوص تؤيدها بشكل واضح.

مثل تحريم الزواج بنساء النبي -عليه الصلاة والسلام-، كما في قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا). وكذلك يشير بعض العلماء إلى قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

أمثلة على المتشابه

هناك العديد من الأمثلة على المتشابه في القرآن الكريم، وسنوضح بعضاً منها كما يلي:

  • الحروف المقطعة في بداية السور

تُعتبر الحروف المقطعة الموجودة في مطلع بعض السور من المتشابه، حيث اختص بها الله -عز وجل- علمها له؛ كما يتضح في قوله -تعالى-: (الم)، وأيضًا (كهيعص).

  • تشابه صفات الله -جل وعلا-

أثبت الله -عز وجل- لنفسه صفاتٍ لا يعرف حقيقتها سوى هو -عز وجل-، حيث لا تدركه الأبصار وهو يراقبها، فهذه الصفات تعتبر من المتشابه، كما في قوله -تعالى-: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، وكذلك (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)، فكيفيات السمع والبصر والاستواء لا يعلم كيفيتها إلا الله -عز وجل-.

تعريف المحكم والمتشابه

المحكم في اللغة: هو ما أُتقن وثبت، والإحكام يعني الإتقان والثبات. أما في الشرع، فإنه يعني ما يدل بنفسه دلالة واضحة على معناه، ولا يقبل النسخ أو التأويل، بمعنى أنه لا يُمكن تغييره.

أما المتشابه في اللغة، فهو يشير إلى ما يشبه بعضه بعضاً، وفي الشرع يدل على ما انقطع الأمل في تفسيره، ويشار إليه بذلك الاسم ذاته، بمعنى آخر، ما لا تدركه العقول؛ فهو مما اختص به الله -عز وجل- في علم الغيب.

القرآن الكريم يحتوي على المحكم والمتشابه، كما قال الله -عزوجل-: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *